لماذا لا تعترف أمريكا بالإبادة الجماعية في غزة؟
كشفت صحفية “هآرتس” العبرية، عن اعترافات جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن قتلهم مدنيين فلسطينيين، في قطاع غزة، ثم تصنيفهم إرهابيين.
– رغم ان هذه الحقيقة لم تكن خافية على احد، الا ان فظاعتها باتت اكبر من ان تتستر عليها صحافة الكيان، التي تحاول بعضها الظهور بمظهر “الموضوعية”، التي بانت زيفها للقاصي والداني، وهي “موضوعية” لم تكن يوما صفة من صفات اعلام وصحافة الكيان، اللتان تتحركان في النطاق الذي يحدده “جيش الاحتلال”.
– لا نحتاج لـ”هآرتس” ان تكشف لنا عن ما هو مكشوف للعالم، فلا يوجد اي شيء يمكن ان يبرر قتل 45206 فلسطينيين، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107512 آخرين، فيما مازال اكثر من 10000 شخص في عداد المفقودين، منذ السابع من أكتوبر 2023، الا حرب إبادة جماعية على قطاع غزة ضد المدنيين، لاخلائها من اي وجود فلسطيني.
– هذه الحقيقية البشعة لطالما حذرت منها محافل ومنظمات دولية، ومن بينها منظمة “أطباء بلا حدود” التي وجهت اتهامات الى الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم التطهير العرقي في قطاع غزة. وقال امين عام المنظمة كريستوفر لوكيير بصريح العبارة “إننا نشهد علامات واضحة على التطهير العرقي، بحيث يتم تهجير الفلسطينيين قسراً، وحصارهم وقصفهم”.
– كما ان هذه الحقيقة البشعة لم تغب حتى عن المحكمة الجنائية الدولية، ورغم كل النفوذ الامريكي والغربي والصهيوني في العالم، الا انها لم تلتزم الصمت ازاء ما يجري في غزة، وأصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
– اللافت ان كل هذا الظلم والعدوان والبشاعة والارهاب والاجرام والتجويع والتدمير والابادة والحرب ضد الانسانية، التي استنطقت حتى الحجر، وتلمسها حتى من فقد الاحساس الانساني، ومن حرم من نعمة البصر، الا انها غابت، او بالاحرى تم تغييبها، من قبل “زعيمة العالم الحصر والمتحضر، واكبر ديمقراطية في العالم، ورافعة لواء حقوق الحيوان قبل الانسان، وغزت دولا وشعوبا لنشر الديمقراطية وحقوق الانسان فيها”، لذلك مازال نتنياهو وعصابته طليقان، ينهشان باللحم الفلسطيني دون ان يجرأ العالم على التحرك لوقفهما، فأمريكا لم تر لحد الان اي ادلة على وجود ابادة جماعية او قتل جيش الاحتلال للمدنيين، رغم انها اول ابادة جماعية في تاريخ البشرية توثق بالصوت والصورة، ورغم اعتراف جيش الاحتلال بذلك، والاعتراف سيد الادلة. الجواب على هذا السؤال بسيط جدا، ففي حال تم ادانة نتنياهو ، فلن يكون الرئيس الأمريكي جو بايدن في مأمن بعدها، فلولا الأخير لما تمكن الأول من ارتكاب الإبادة.. نقطة رأس السطر.