لماذا الصمت العربي والإسلامي إزاء التوغل الصهيوني في سوريا؟
يتوغل الكيان الصهيوني بشكل كبير وواسع في الأراضي السورية في ظل تجاهل واضح ومتعمد من قبل الجماعات المسلحة في سوريا، في مؤشرات واضحة وجلية حول الأطماع الإسرائيلية وهدفها في توسيع رقعة الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق “الحلم العبري” المسمى بـ”إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات”.
وفيما يواصل العدو الصهيوني توسيع احتلاله لسوريا، تؤكد الجماعات المسلحة الحاكمة أنه ليس لديها عِداء مع “إسرائيل” وأن أعداءها هم الجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله، ليتبادر إلى أذهاننا تساؤل: لِمَ التخوف من إيران التي لا تتواجد أساساً في سوريا في حين لا يخافون من التوغل الإسرائيلي الذي وصل إلى ريف دمشق؟. وعلى أثر ذلك يستهدف الكيان الصهيوني كل مقدرات الشعب السوري في خطوات عدائية تهدف لإحكام السيطرة على سوريا والتحكم بقرارها السيادي.
وكالعادة تلتزم الأنظمة العربية والإسلامية، وكذا الدول الإقليمية والعالمية الصمت المطبق إزاء التوغل الصهيوني الكبير في سوريا.
ووفق سياسيين عرب فإن التواطؤ العربي والإسلامي إزاء التوغل الصهيوني في سوريا وتماديه في ارتكاب المجازر البشعة في غزة لن يعفي تلك الأنظمة والدول من الأطماع الصهيونية الرامية لاحتلال الأراضي العربية وإخضاع كافة الدول الإسلامية.
ويؤكدون أن الانتشار الصهيوني يأتي في سياق “الحلم العبري” حول تأسيس ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات” ما يشكل خطورة بالغة على دول الجوار، وبالتحديد العراق ولبنان ومصر وكذا أجزاء واسعة من السعودية.
أعراب متفانون في خدمة “إسرائيل”
يؤكد الناشط السياسي اللبناني الدكتور إسماعيل النجار أن العرب صنف واحد ناطق بلسان الضاد، ولكنْ هناك صنف مزوَّر ناطق باللغة العربية سرقوا الاسم وأصبحوا -بحكم الأمر الواقع وبالدعم البريطاني- عرباً دَوَّروا العقال بعدما كانَ مُربعاً.
ويوضح -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن الكيان الصهيوني يتوغل في مشروعه الاستيطاني أمام تواطؤ دولي وخذلان عربي وإسلامي غير مسبوق.
ويقول النجار “نحن لا ننتظر منهم أي موقف مُشَرِّف، لا اليوم ولا غداً، لا إن استباحت “إسرائيل” ترابنا ولا إن استباحت ابنتها “داعش” حرائرنا، لا في الداخل السوري ولا في الخارج العربي”، مضيفاً ” جُل ما يسعى له هؤلاء الأعراب هو رضا أمريكا وإسرائيل”.
ويشير إلى أن أحرار جبهات المقاومة يختلفون تماماً عن العربان الخونة والعملاء الذين يفتقدون لكل موقف شريف ووطني مليء بالكرامة، ونحن مفعمون بالمواقف المشرفة والعزيزة وثابتون على مواقفنا وثوابتنا الوطنية المحقة والعادلة.
ويلفت إلى أنه وبالرغم من التخاذل العربي والإسلامي الكبير ودورهم الجوهري في خدمة الكيان الصهيوني وفرحة الصهاينة بالتطبيع العربي والإسلامي الكبير مع الكيان، إلا أن تحرك أحرار العالم العربي والإسلامي وكفاحهم الإيماني المسلح كفيل بإنهاء مشروع الاحتلال الصهيوني وإزالته من المنطقة.
وينوه إلى أن صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني، وكذا عمليات جبهات الإسناد من العراق ولبنان واليمن نموذج مشرف لوحدة الساحات في مواجهة الاحتلال الصهيوني وحلفائه من الأمريكان والبريطانيين وغيرهم من دول الناتو والاتحاد الأوربي.
تخاذل العرب لا يعفيهم من مخطط الاستيطان الصهيوني