لماذا الإعلام اليمني يرعب دول العدوان؟
يعتبر الإعلام اليوم بكافة وسائله وأشكاله جبهة كبيرة له تأثير عميق في داخل المجتمعات العالمية والشعوب أفرادا أو جماعات..ويستخدم في نشر المواضيع او المعلومات كلا بحسب الرسالة أو المعلومة التي يريد تسريبها وبالتالي تخدم مصالحة أو تكشف حقائق أو حتى تروج أكاذيب و بالطبع كلا له أهدافه وطموحاته من خلال أي وسيلة يستخدمها.
وفي الحروب تعتبر المكينة الإعلامية الداعم الأساسي و الأكبر للشق العسكري فلها تأثير في زعزعة النفوس أو بث القوة والصمود من خلال الغزو أو الاحتلال للدول أو الدفاع عنها وكلا بحسب توجهه..
فالدول الغازية ستسعى لبث الأخبار سوى كانت حقيقية أو مظلله عن تحقيق انتصارات ومكاسب على الأرض وزحوفات ناجحة لبث حالة من النشوة والفرحة لشعوبها وجيشها وحلفائها دو بث الضعف والانكسار للبلد الذي تم الهجوم عليه.فيما بدورها تتعمد الدولة المحتلة استخدام إعلامها في عملية مضادة ونفي ما يتم تداوله من الطرف الأول بل نشر أنباء تؤكد كسر زحوفات الدولة المعتدية عليها وووو إلخ.. ليستمر الإعلام في صراع كبير وبكل همه للتأثير على المتابعين والمهتمين.
في الحرب على اليمن رسخت دول العدوان طاقتها في هذا الجانب أيضا وركزت عليه ولإدراكها بأهمية الإعلام وما مدى تأثيره قامت بتدشين قنوات فضائية جديدة بجانب ما تمتلكه في نشر الأخبار مستضيفة المحللين والباحثين والصحفيين والسياسيين ممن يدعمون العدوان ودعمهم ماديا ومهنيا نظيرا لخدماتهم في هذا المجال. .
وفي مقابل ذلك حاربت أنظمة دول العدوان القنوات الفضائية الوطنية التي تفضح أكاذيبهم وتنشر معاناة الشعب, اليمني وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة وتدمير البنى التحتية والحصار المطبق على البلد وكافة أشكاله..
بدأت السعودية والإمارات محاربة قنوات الإعلام الرسمية والوطنية وإذاعة صنعاء منذ بداية الإعلان عن عاصفة الحزم من خلال التشويش عليها وقطع البث وتهديد الدول المستضيفة لمكاتب بعض تلك القنوات أو التي تبث القنوات عبر أقمارها الصناعية، ولكن باءت بالفشل جميعها في الفترة السابقة فيما لا تزال تستمر في محاولاتها بكل ما تستطيع ومن خلال خائني الأوطان ومرتزقتها حيث في خبر نشر قبل أيام أن وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، وجه الثلاثاء الماضي أجهزة الأمن إلى التقصي حول قناتي المسيرة والساحات تمهيدا لاتخاذ “الإجراءات الإدارية والفنية والقانونية اللازمة”.
جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب مولوي، أعلن فيه تلقيه رسالة من وزير خارجية هادي، أحمد عوض بن مبارك، عبر الخارجية اللبنانية. قال فيه”مولوي تلقى رسالة بن مبارك حول قيام الحوثيين بأعمال عدائية وتحريضية من داخل الأراضي اللبنانية، من خلال بث قناتي “المسيرة” و”الساحات” من دون تراخيص قانونية”.
وأضاف أن “ذلك قد يشكل عرقلة للجهود الرسمية (اللبنانية) لتعزيز العلاقات مع الدول العربية وتعرض لسيادة تلك الدول، ويخالف القوانين الدولية وميثاق جامعة الدول العربية”.. بحسب تعبير البيان.
يبث الإعلام الوطني خاصة المشاهد التي يبثها الإعلام الحربي بالحرج والذل والعار للسعودية والإمارات ومرتزقتها والمتحالفين معها فهي تفضح وتكشف الكثير مما روجت له من أكاذيب وما أخفته من حقائق عن أعين المشاهدين و المؤيدين لها فيما مضى، مشاهد تنقل الواقع من انتهاكات عديدة ومقاطع تفند وجود أسلحة في الأحياء السكنية أو المؤسسات الحكومية التي لطالما كانت تدعي أنها مخزنة داخلها .
يعلم تحالف العدوان أهمية الدور الإعلامي الوطني وما يخلقه من وعي لدى الشعب اليمني وكيف يعمل على بث روح الصمود والجهاد بالدم والنفس والمال والسلاح لتحرير الوطن.. وكما يتابع باهتمام القنوات الفضائية يراقب جيدا الإذاعات المحلية والتي تقف في تحدي تام له في جمع التبرعات وحملات الإنفاق وبث البرامج التوعوية الدينية والاقتصادية والزراعية والثقافية والاجتماعية وغيرها من المواضيع الهامة .
يخاف العدوان من الوعي الكبير للشعب اليمني الذي راهن من قبل على أن عقليته بسيطة وانه سيتمكن من السيطرة عليه وإخفاء, الحقيقة عما يدور حوله بكل سهولة.. ولكن الواقع كان غير ذلك فقد اصطدم بجبال صموده وعنفوان صبره وحكمته وإعصار غضبه الذي, جعله يصنع السلاح في وجهه سوأ عسكريا أو إعلاميا أو تعليميا أو توعويا والذي جعل منه مهزوما منكسرا وقريبا سيعلن عن فشله وبشكل علني أمام إرادة الله وإرادة وحكمة شعب عظيم.
هناء السقاف