لقاء موسع لعلماء اليمن في الجامع الكبير نصرةً ودعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة
نظمّت رابطة علماء اليمن بالجامع الكبير في صنعاء، اليوم، لقاءً بالعلماء، بعنوان “وجوب نصرة الشعب الفلسطيني وحرمة خذلان حركات الجهاد والمقاومة”.
وفي افتتاح اللقاء، دعا عضو مجلس الشورى، جبري إبراهيم حسن، العلماء إلى الاضطلاع بمسؤوليتهم في تبيين كلمة الحق والموقف الشرعي إزاء ما يجري في فلسطين من جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد أهمية الوقوف مع الحق في وجه الباطل، مطالباً حركات وفصائل المقاومة بتوحيد الكلمة وتلاحم الصفوف لخوض معركة الجهاد المقدس في وجه الكيان الصهيوني الغاصب.
فيما أكد نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة العلامة فؤاد ناجي، أهمية اللقاء لتدارس ما يجري في فلسطين من انتهاكات وجرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني من قبل كيان العدو الصهيوني.
وقال “اجتماع العلماء اليوم ليحملوا همّ الأمة ويتحملون المسؤولية في توحيد الصفوف ودعم المقاومة الفلسطينية “.. مؤكداً وجوب نصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني وتحالفه الأمريكي الغربي.
وأضاف “إن واجب الأمة اليوم الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الهجمة الأمريكية الغربية الصهيونية على فلسطين وغزة، فالمؤمنون أخوة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تدّاعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”.
ودعا العلامة ناجي، علماء الأمة إلى التبرؤ من حكام الأنظمة العميلة والنهوض بواجبهم والتحرك ضد كيان العدو الصهيوني والهيمنة الأمريكية الغربية، معتبراً عملية “طوفان الأقصى”، معركة أعادت الاعتبار للأمة وعزتها وكرامتها في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.
بدوره وصف أمين عام الجمعية العلمية للجامع الكبير بصنعاء، العلامة عبدالفتاح الكبسي، عملية “طوفان الأقصى”، بالعظيمة جاءت في إطار الحق المشروع للمرابطين في فلسطين، مشيراً إلى حق الشعب الفلسطيني في التصدي لعدوهم ومواجهة المحتل والمغتصب لأرضهم وديارهم ومن يمارس بحقهم أبشع أنواع الظلم ويمارس القتل اليومي، ويصادر حقوقهم ويحتل أرضهم وينتهك استقلالهم وحقهم في الحرية.
وقال “لا لوم على الفلسطينيين في تنفيذ هذه العملية، وإنما اللوم يوّجه للكيان الصهيوني المغتصب والمحتل وضد من يتبنونه ويقدّمون له كافة أشكال الدعم وفي مقدمتهم الأمريكي الذي يدعمهم بالسلاح والقذائف والصواريخ لقتل أطفال ونساء فلسطين في غزة وغيرها وتدمير ممتلكاتهم ومساكنهم والمنشآت المدنية”.
وأكد العلامة الكبسي، أن أمريكا ودول الغرب شركاء في ارتكاب اسرائيل أفظع المجازر في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جهته أوضح أمين عام رابطة علماء اليمن ، العلامة طه الحاضري، أن قضية فلسطين واضحة ومظلومية معروفة، وما يحصل في غزة اليوم من حرب إبادة من قبل كيان العدو الصهيوني بدعم أمريكي، امتحان واضح للأمة وحجة على المسلمين لنصرة فلسطين.
وأكد أن الامتحان يتمثل في دعم المقاومة بالموقف الصريح والمعلن والمشاركة معها في خوض معركة الجهاد المقدس ضد الصهاينة حسب المستطاع والممكن ، لافتاً إلى أن وصف ابطال المقاومة بالإرهابيين، والمتطرفين وتحميلهم المسؤولية، هو ذات المنطق الصهيوني والأمريكي.
وأشار إلى أن المنافقين يقدّمون حلاً غريباً ومتناقضاً يصفونه بالحل العادل الذي يكفل حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولتين،من خلال إقامة دولة فلسطين على حدود 1967م، ويصادرون ثلاثة أرباع فلسطين باسم أراضي 1948م، ويتبرعون بها للعدو الصهيوني، وهم بذلك يعطون نسخة متكررة من وعد بلفور (إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق).
واستنكر العلامة الحاضري، مجازر العدو الصهيوني بحق المدنيين في قطاع غزة والأراضي المحتلة، وتدمير المساكن والمنشآت والبنية التحتية، مشيراً إلى أن العدو الصهيوني يضغط بآلة القتل والدمار، بينما الشعوب الحرة تضغط عليه بالصمود والتضحيات والجهاد والاستشهاد والانتصار والتنكيل به.
وتطرق إلى وجوب نصرة أبناء الشعب الفلسطيني ودعم ومؤازرة المقاومة وحركات الجهاد في فلسطين ولبنان والعراق ضد عدو الأمة الكيان الصهيوني .. متسائلاً “كيف ينصر الغرب العدو الصهيوني؟ ألم يمدوه بالسلاح والدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي والتحرك العسكري والتأييد المطلق له وضمانة أمنه وتأكيد حقه في قتل الفلسطينيين باسم حقه في الدفاع عن النفس وتأييد جيشه معنوياً؟”.
من جانبه ندد عضو رابطة علماء اليمن، عبدالخالق قاسم حنش، بجرائم العدوان الصهيوني على سكان قطاع غزة من المدنيين والأطفال والنساء في صورة وحشية لا يجترئ عليها إلا عديم الرحمة و فاقد الضمير والإنسانية.
وقال “إن القضية اليوم أوسع من أن تكون ردة فعل لعملية “طوفان الأقصى”، التي تنفذها المقاومة الفلسطينية الباسلة ضد العدو الصهيوني منذ السابع من أكتوبر الجاري، وإنما ذلك محاولة لمحو القضية الفلسطينية وإبادة الفلسطينيين “.
وأشاد حنش بصمود فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني وتضحياته في سبيل تحرير الأرض من رجس الصهاينة ، لافتاً إلى ضرورة تقاسم أبناء الأمة المكاره والهموم ومشاركة أشقائهم المحنة والبلية باعتبار معركة ” طوفان الأقصى”، لا تعني حركات المقاومة وإنما معركة الأمة كلها.
في حين أكد خطيب الجامع الكبير بصنعاء العلامة حمدي زياد والعلامة عبدالله الصافي، أن الحل الوحيد للأمة، تفعيل فريضة الجهاد في سبيل الله باعتبارها الوسيلة لتحرير الأراضي العربية المغتصبة من دنس الصهاينة.
وشددا على ضرورة الإعداد والتجهيز للقوة ودعم المقاومة بالمال والرجال والسلاح والمساهمات التطوعية لنصرة القضايا العربية للأمة، لافتاً إلى ضرورة التنسيق مع محور المقاومة والممانعة للإعداد والتدريب والمواجهة للعدو والدفاع عن الأرض والمقدسات.
وبارك علماء اليمن، في بيان صادر عن اللقاء، عملية “طوفان الأقصى”، مشيدين بالصمود الأسطوري لأبناء غزة أمام حرب الإبادة الصهيونية وسياسة التهجير التي يمارسها الكيان الغاصب.
وأثنى بيان العلماء الذي تلاه نائب رئيس المجلس الشافعي العلامة رضوان المحيا، على رد حركات الجهاد والمقاومة الفلسطينية وعمليات حزب الله على طول الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد علماء اليمن، وجوب نصرة الشعب الفلسطيني وحركات الجهاد والمقاومة بالمال والرجال والعتاد والدعم الإعلامي وكل ما هو ممكن ومتاح وحرمة خذلانها وتشويهها والتشكيك فيما تقوم به المقاومة من جهاد مقدس ضد الكيان الصهيوني المؤقت.
وحث العلماء على التعبئة الجهادية وإعلان الجهاد في سبيل الله ضد الكيان الصهيوني وكل من يتدخل عسكرياً للدفاع عنه، داعين علماء الأمة إلى النفير العام ضد الصهاينة والقواعد الأمريكية والغربية في المنطقة وتحمل المسؤولية في التبيين والتوعية وإذكاء الروح الجهادية وترسيخ وحدة الموقف ضد أعداء الإسلام والمسلمين من الصهاينة والأمريكيين.
كما بارك بيان العلماء ما أعلنه قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بالمشاركة في نصرة الشعب الفلسطيني وحركات الجهاد والمقاومة بالقصف الصاروخي والمسيرات والإجراءات العسكرية، مفوضين قائد الثورة باتخاذ ما يراه مناسباً لنصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية.
ودعا علماء اليمن، أبناء الأمة إلى مقاطعة البضائع الصهيونية الأمريكية الغربية، كون المقاطعة تمثل جهاداً في سبيل الله، مؤكدين ضرورة استمرار الفعاليات والزخم الشعبي في المسيرات والمظاهرات والوقفات والبيانات وغيرها من الأنشطة الهادفة إلى التعبئة والاستنفار والتوعية والإنفاق في سبيل الله وفضح الغرب ونفاقه.