لقاء الفصائل الفلسطينية .. خطوة تاريخية في سبيل تأمين مسار الانتصار
مهدي قشمر
كلما زاد العدو من حصاره وزادت خيانات التطبيع بأشكالها المختلفة، كلما ازداد تكاتف الفلسطينيين وتضامنهم في مواجهة كل المؤامرات العدوانية التي تُحاك ضدهم من كل حدب وصوب.
المؤتمر التاريخي الذي انعقد أمس الخميس وجمع الفصائل الفلسطينية تحت سقف واحد هو سقف الانتماء الى فلسطين القضية كان الرد الموجع والأقوى لكل متآمر على الشعب الفلسطيني ومقاومته، لأن اجتماع القيادة الفلسطينية على مواقف ثابتة يشكل بداية طريق الوحدة لتأمين مسار الانتصار النهائي بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
عن أهمية هذا المؤتمر ودلالاته، لفت ممثل حركة “الجهاد الاسلامي” في لبنان إحسان عطايا في حديث لموقع “العهد” الاخباري إلى أن من أهم مخرجات وثمار لقاء المصالحة التاريخي أنه “عندما نرى قيادة فلسطينية موحدة نستطيع القول أنه قد بدأت الخطوة الأولى لتوحيد القيادة العسكرية لمواجهة العدو”.
عطايا وفي حديث لموقع “العهد” الاخباري أوضح أن أهمية هذا اللقاء بين الفصائل الفلسطينية تكمن “بأنه حصل بإرادة فلسطينية حيث لم يأتِ نتيجة تدخل وسطاء أو برعاية وسطاء كما كان يحصل في السابق وأن اللقاء شمل معظم الأمناء العامين عن الفصائل والقوى الفلسطينية بكافة ألوانها وأطيافها”.
وأضاف عطايا أن “هذا اللقاء قد خرج بنتائج عملية، إذ صدرت قرارات بتشكيل لجان (لجنة متعلقة بالمصالحة/ لجنة متعلقة بترتيب البيت الفلسطيني/ لجنة متخصصة بتشكيل قيادة لتفعيل العمل الشعبي في مواجهة الاحتلال)”.
وأشار ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان إلى أن معظم القضايا التي طُرحت في هذا اللقاء تشكل حالة اجماع أي أنها قصايا مُتفق عليها أبرزها ما يتعلق بصفقة القرن والضم وموضوع التطبيع وهي قضايا يرفضها الجميع.
وعن مرحلة ما بعد مؤتمر الفصائل الفلسطينية، تابع عطايا إن “هناك مهمة على الفصائل بأن تشكل اللجان والتي بدورها سترفع التوصيات إلى الأمناء العامين للقيادة الفلسطينية لتحدد موعدًا للقاء آخر، يتم البحث فيه بما قُدم لهم”.
ولفت عطايا إلى أن حركة الجهاد الاسلامي تحفظت على نقطتين في البيان الختامي للمؤتمر، الأولى هي حول إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران 1967 وهذا موضوع ترفضه الحركة لأنه يشكل إعترافًا ضمنيًا بالكيان الصهيوني بمعظم أراضي فلسطين العربية”، وأضاف “نحن موقفنا واضح بتحرير كامل التراب الفلسطيني وفلسطين من البحر إلى النهر”.
وحول النقطة الثانية، أشار عطايا إلى أنها تتعلق منظمة التحرير الفلسطينية، وقال: “موقفنا واضح في حركة الجهاد الإسلامي تجاه المنظمة وهي الدعوة لإصلاحها، وإعادة بناء وهيكلة المنظمة حتى تكون إطارًا جامعاً”.
وأكد أنه حتى تكون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد والشرعي للفلسطينيين لا بد من أن تسحب اعترافها بالكيان الصهيوني وتلغي توقيعها وتتحلل من اتفاقية اوسلو التي وقعت عليها.
وختم ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان حديثه متمنيًا أن لا تُخيب آمال وطموحات الشعب الفلسطيني ونضاله الطويل، وأن يتم التقدم بخطوات إضافية باتجاه تعزيز وحدة الموقف الفلسطيني حتى الوصول إلى خطوات عملية لمواجهة الاحتلال وتحرير الأرض فلسطينية كاملة.