( لعلهم يتفكرون )
بقلم حسين العزي
————-
عملية تسليم جثة الصبيحي دون شروط هي في الواقع رسالة تحكي قصة ومكرمة قائد عظيم إسمه السيد عبدالملك الذي استطاع – حفظه الله – أن يصنع تاريخه السياسي والعسكري بعناية فائقة وبأحرف من نور ، فكان على الدوام وفي مختلف الظروف هو نفسه ذلك الفارس النبيل والقائد الماجد الذي لايحيد عن خط المكارم ، ولاتزلزله الشدائد عن معالي الامور ، فلا تجده يتردد في مكرمة ، ولايماطل في عفو . مجسداً بذلك أعلى درجات الإلتزام القيمي والأخلاقي ، وأعمق معاني الحرص والتصميم على هداية الجميع حتى ولو كانوا ألد الخصوم ،
ولهذا كان – حفظه الله تعالى – وسيبقى مثال الشخصية اليمنية الأصيلة المقتدرة على صنع الانتصارات والتحولات الكبيرة ، و على تجلية الفارق – لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد – :
- بين من يكرمون الأسير ويعالجون الجريح ويحيطون آدمية القتلى من الخصوم بمزيد من الرعاية والاحترام ، وبين من قد يقع في أيديهم الأسير والجريح فلايخطر في أذهانهم العفنة سوى جريمة السحل والتعذيب
- بين من يدافعون عن الارض وينتصرون لآلاف القتلى من الاطفال والنساء ويطلقون الغضب والنار في وجه القتلة ، وبين يبيعون الارض وينثرون على القتلة الغزاة الورود ويسكبون عليهم الزغاريد ويبررون لهم مافعلوا ، لا بل ويسارعون – عقب كل طفل يسقط أو أم تموت – الى مسح أحذية القاتل وهم يرددون من غير ماخجل ( شكرا سلمان )
- بين عشاق الكرامة والأوطان ، وبين الساقطين في وحل العمالة والارتزاق .
- باختصار وبكل فخر :
نعم سيبقى الفارق – بحجم الكرة الأرضية – بيننا وبينهم .. ولله في كل ذلك عظيم الفضل والمن .