” لعـنة كامــيرون “! بقلم/عبدالله صبري
الحرب على اليمن لعنة بكل المقاييس..وهي لعنة لآل سعود، وللإدارة الأمريكية ولتحالف الشر على اليمن بمختلف دوله المشاركة على نحو مباشر، أو تلك المستترة بضمير الغائب!
غير أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يبدو أول الضحايا، وإن كان من المبكر القول أن الانتقادات اللاذعة لمشاركة حكومته في حرب السعودية على اليمن، ستقود إلى انسحاب بريطانيا أو استقالة رئيس وزرائها، خاصة وأن صفقة الأسلحة المبرمة بين لندن والرياض، توجب على المملكة المتحدة غض الطرف عن جرائم ومجازر مملكة الكراهية ونظام آل سعود.
مع ذلك، فإن استجواب كاميرون أمام برلمان بلاده، ومساءلته بشأن تورط حكومته في العدوان على اليمن، لا يمكن التعامل معه كحدث عابر، فقد كشفت ردود كاميرون وتعليقات الصحافة عليها عن هشاشة الذرائع البريطانية في مشاركتها ودعمها للعدوان على اليمن، ما يمنح أحرار العالم في الغرب والشرق فرصة مضافة لتفنيد المواقف الدولية تجاه هذه الحرب، والكشف عن خفايا التفاهمات التي نسجتها الرياض من تحت الطاولة مع بعض الدول والمنظمات المنخرطة في ” لعنة اليمن”!
جادل كاميرون عن مستوى مشاركة بلاده في هذه الحرب، وزعم أن الخبراء البريطانيون متواجدون في السعودية للتأكد من التزام الرياض بالقانون الدولي الإنساني، ثم اعترف أن البريطانيين يشاركون في تحديد الأهداف المرسومة للغارات العدوانية.
ومع تصاعد فضائح آل سعود بفعل الجرائم البشعة التي يرتكبونها في اليمن وجد كاميرون نفسه محاصراً بأسئلة الصحافة والبرلمان عن ” دقة الأهداف ” التي تتحدث عنها حكومته، فيما الوقائع الميدانية تكذبها على الأرض اليمنية.
بوضوح قال النائب البرلماني زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي في وستمنستر، انجوس روبرتسون، إن بريطانيا تورد المعدات العسكرية والأسلحة والمستشارين إلى المملكة العربية السعودية في الحرب الوحشية باليمن. وأردف في جلسة الاستجواب: إن آلاف المدنيين قتلوا في اليمن، بسبب طائراتنا التي زودناها القوات الجوية السعودية، وبأيدي الطيارين الذين يتم تدريبهم على يد مدربين بريطانيين، وإسقاط قنابل بريطانية الصنع، التي تم تنسيقها في ظل وجود المستشارين العسكريين البريطانيين”.
وبهذا القول يـتأكد التحالف الغربي مع الرياض في العدوان على اليمن. ومن الوارد أن تنتقل العدوى البريطانية إلى برلمانات غربية أخرى، خاصة أن الصحافة الغربية تقرع جرس الإنذار باستمرار في واشنطن وباريس ولندن وبرلين..إلخ، ما يعني أن لعنة الحرب على اليمن لن تقتصر على كاميرون، لكنها ستشمل أوباما وهولاند وكل قادة تحالف الشر على اليمن، وآخرهم الملتحق بقطار التطبيع مع الكيان الصهيوني عمر البشير! .