لبنان :بعد تجدّد الاشتباكات.. هدوء حذر يسود مخيّم عين الحلوة
يسيطر الهدوء الحذر حاليًّا على جبهات ومحاور القتال في مخيم عين الحلوة بعد الانتكاسة الجديدة والخرق الكبير لوقف اطلاق النار عند الثالثة والنصف عصر اليوم الثلاثاء (12/9/2023) الذي استمرّ زهاء الساعة.
هذا الهدوء الحذر يتخلله بين الحين والآخر رشقات قنص وإطلاق نار، فيما أعاد مشهد الخرق إلى الأذهان عودة الاشتباكات، وإلى النفوس الخوف والقلق من تجدّدها، خاصة وأنّ الاتفاق الأخير الذي تم في المديرية العامة للأمن العام تضمّن ثلاثة بنود: وقف إطلاق النار، إخلاء مدارس الانروا من المسلحين من الطرفين المتقاتليْن، وتسليم المتهمين والمطلوبين في جريمة اغتيال العميد أبو أشرف العرموشي، ولم يُنفّذ منها سوى بند واحد كما الاتفاقات السابقة أي بند وقف اطلاق النار.
واستهدف الرصاص الطائش بعض أحياء مدينة صيدا والضواحي، فقد أفيد عن سقوط رصاص في بساتين نهر سينيق عند المدخل الجنوبي لمدينة صيدا، وكذلك سقوط قذيفة قرب بنك عودة على طريق حسبة صيدا، كما سُجّل سقوط قذيفة قرب ماكدونالدز – صيدا عند الطرف الجنوبي للمدينة، كما سقط رصاص بشكل كثيف على حي الجامعة اللبنانية، في وقت خفّت حركة السير على الطرقات المتاخمة لمخيم وتعمير عين الحلوة.
إلى ذلك، أجرت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في مخيم عين الحلوة اتصالات لوقف الاشتباكات الدائرة في المخيم مع القوى المتقاتلة وللالتزام بقرار وقف اطلاق النار، وللغاية تم التواصل مع قيادة حركة “فتح” ومع الجماعات المسلّحة في المخيم.
“فتح”: عناصرنا ملتزمة بوقف إطلاق النار وستبقى تتعامل مع أي مجموعة إرهابية يتم رصدها
في غضون ذلك، أعلنت حركة “فتح” في بيان، أن “عناصر الحركة تلتزم بوقف إطلاق النار من جديد بعد أن أفشلت الهجوم في حي الطيري وأوقعت إصابات، وأنها ستبقى تتعامل مع أيّ مجموعة إرهابية يتم رصدها”.
ولفت البيان إلى أن “الاشتباكات كانت تجددت عصر اليوم الثلاثاء، على محور الطيري الطوارىء الرأس الأحمر الصفصاف بين كل من حركة “فتح” ومجموعة “الشباب المسلم”، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية فيما أصاب الرصاص الطائش وكذلك القدائف الصاروخية، محيط مدينة صيدا ما أدى الى انهيار اتفاق وقف اطلاق النار بعدما كان ساد الهدوء الحذر صباحًا داخل المخيم وحتى العصر مع بعض الخروقات”.
وأشار الى أن “”عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة “فتح” المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد كان وصل إلى بيروت ويجري سلسلة لقاءات مع القوى الفلسطينية واللبنانية، لبحث الوضع المستجد في عين الحلوة والتوصل لاتفاق تثبيت وقف اطلاق النار وضرورة تسليم قتلة العميد أبو أشرف العرموشي ورفاقه، الذي توافقت عليه القوى الفلسطينية في الاجتماع الذي جرى في المديرية العامة للامن العام”.
أبو مرزوق يصل بيروت للتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة
هذا، ووصل د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس حركة “حماس” في الخارج إلى لبنان، في زيارة تستغرق عدة أيام، لبحث تطورات الأوضاع في المخيمات الفلسطينية، وخاصة ما يجري في مخيم عين الحلوة.
ومن المقرر أن يلتقي أبو مرزوق وفقًا لبيان لحركة “حماس” بمسؤولين لبنانيين، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، “لمحاولة احتواء الأوضاع في مخيم عين الحلوة والتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الاشتباكات العنيفة التي أودت بحياة العديد من أبناء شعبنا”.