لا نجاة للساكتين والمداهنين ( المحايدين )
لا نجاة للساكتين والمداهنين ( المحايدين )
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (الأعراف:165) هنا لا يأتي عقوبة شاملة، لكن إذا كان الطرف الآخر هم على هذا النحو: {يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} {فَأَنْجَيْنَا} لم يقل فأنجينا الآخرين الذين لم يفعلوا هذا، وهم ساكتون هناك، لا، {فَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} هؤلاء هم الذين سينجون، أما الآخرون الذين يعملون العمل المنكر، والساكتين، أو المداهنين، فهؤلاء قد يكون مصيرهم واحد.
{وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} وهذا الشيء مما يكون داخل الأمم، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى، من رحمته، ليست تصرفاته مثل تصرفات الأمريكيين، نراهم مثلاً قد يكون واحد من منطقة ويداهمون المنطقة كلها، يداهمونهم كلهم هكذا. الله سبحانه وتعالى يؤاخذ العاصين فقط، والعاصون هم نوعان، من يعملون المعصية، ومن يسكتون عنها، ينجي الذين ينهون عن السوء.
إذاً فهذه تعطي الناس قاعدة: ـ لأن الله سبحانه وتعالى، هو الله الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، ما يزال حياً قيوماً، مدبر لشئون السموات والأرض، ما تزال سننه في عباده قائمة ـ أن الشيء الذي يجعل الناس يخافون على أنفسهم، عندما يرون أن هناك منكرات، وهم في نفس الوقت ساكتين على أساس أنه ماذا؟ خائف أنه لا يقول شيئاً، أو يتكلم، أو يكون له موقف منها، يلحقه شيء يضربه، لا، يجب أن تخاف من الله سبحانه وتعالى، من هذه السنة: أنك إذا لم تتحرك قد تضرب، أن الشيء الذي هو نجاة لك هو: أن تنهى عن السوء.