كيف كسر الطيران المسيّر اليمني قواعد الحرب والتفوّق العسكري لقوى العدوان؟ وما نوع المعادلة التي فرضها على مسرح موازين القوى والردع ؟
الحقيقة/زين العابدين عثمان /محلل بالشأن العسكري
منذ ان ادخلت المؤسسة العسكرية اليمنية منظومات الطائرات دون طيار [الدرونات]في خط المواجهة المباشرة والردع الاستراتيجي ضد تحالف السعودية والامارات ،تغيرت الحرب تماما وبدأت تأخذ مسارات عسكرية وميدانية مختلفة خصوصا في موازين القوة والتفوق الاستراتيجي اذ ان المعطيات القائمة تشير إلى ان المبادرة بكل ابعادها لم تعد في يد التحالف السعودي والاماراتي بل في يد اليمنيين المدافعين الذين استطاعوا بفضل الله تحويل الحرب التدميرية الشاملة على اليمن إلى فرص محورية لصقل وانتاج القدرات الدفاعية الاساسية ورفد المخزون الاستراتيجي للمؤسسة العسكرية بالأسلحة والمنظومات الهجومية الحديثة والمتطورة التي تتطلبها مسارات المواجهة والدفاع والردع، وقد كان مقدمتها الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار الذي اصبحت اليوم الاذرع النارية الطولى للشعب اليمني ليحطم قواعد الحرب ويكسر مفاهيمها العسكرية .
بالتالي وبخصوص الحديث عن التفوق والقوة ونوع السلاح الاكثر وقعا وتأثيرا ع المسرح الاستراتيجي وعلى تحالف العدوان تٲتي الطائرات دون طيار المسيرة كسلاح متقدم اكثر فاعلية وتٲثيرا على خارطة القوى اذ انها حققت مكاسب نوعية ونتائج مذهلة لم تحققها الصواريخ الباليستية في عمليات استهداف المنشئات الاقتصادية والعسكرية المحصنة امنيا داخل الرياض وابوظبي وضرب الاماكن الاكثر حساسية كمطار ابو ظبي ودبي الدوليين بالإمارات ومحطات شركة ارامكو النفطية بالسعودية التي كان اخرها ضرب محطتي الضخ البترولية بالرياض في ال9 من رمضان بعملية هجومية ناجحة ودقيقة جدا بمجموعة من الطائرات المعروفة بالصماد3 الاكثر تطورا وتعقيدا من بين كل الطائرات المتوفرة ،
فنظرا لتعدد انواع واجيال الطائرات التي انتجتها دائرة الصناعات الدفاعية اليمنية تتربع طائرة الصماد 3 كأفضل واقوى طائرات الدرونز التي يمتلكها اليمن إلى الان كونها تمتاز بخصاص استراتيجية وعملياتية مذهلة مداه البعيد الذي يصل إلى 1500 كم والقدرات التكنولوجية و الهجومية الذكية التي تتكون منها والمصممة لتجاوز وسائط الدفاعات الجوية للعدو بطريقة شبحية تكتيكية مماثلة بما تفعله طائرات MQريبر الامريكية المتطورة والطائرات الاستخبارية المتخفية ،في حين تستطيع تدمير الاهداف الحيوية بالعمق بدقة عالية وبقوة تدميرية فعالة مشابه لصواريخ الكروز الجوالة عالية الدقة ..
لذلك ونظرا للمميزات التكنولوجية والعسكرية التي تحملها الطائرات دون طيار بشكلها العام كونها سلاح فتاك وفعال يستطيع ضرب وتدمير الاهداف بدقة من جهة وسلاح سهل التصنيع والاستخدام وقليل الكلفة اذ ان كلفة كل طائرة لا تتجاوز 20 الف دولار من جهة اخرى ،فهذه الطائرات كصماد 3 وقاصف K-2 وغيرها حققت لليمن نقاط القوة المطلوبة بمثالية وبمرونة والتغلب على التفوق الدفاعي الاغلى ثمانا للسعودية والامارات وتحييدها بالكامل كأنظمة الدفاع الجوي الامريكية الصنع الباتريوت PAC2،3 MIM104-A وهي انظمة باهضة الثمن والذي يصل سعر الصاروخ الواحد فيها إلى 2 مليون دولار وانظمة الكروتال الفرنسية الدفاعية ومجموعة الانذار المبكر” الاوآكس” والردارات الكشفية الحديثة الاكثر تطورا بالعالم التي تعتمد عليها كليا في تحقيق عوامل الامن القومي والقطري للدولة ومواجهة التهديدات الجوية المحتملة.
لقد قدمت الطائرات دون طيار تحولا غير مسبوق في مجال الردع وارغام كلا من النظام السعودي والاماراتي على تغيير سلوكهما الصبياني والاعتراف بالهزيمة وشلل ترسانتهم الدفاعية بكل انماطها وانواعها وفرضت معادلة معقدة اناخت دولة كبريطانيا للتوسط والتفاوض مع قيادات صنعاء السياسية والثورية لكف الهجمات بها نحو العمق السعودي والاماراتي .
اما اليمن فقد قدمت له هذه الطائرات قفزة استراتيجية نقلته من وضعية الدفاع إلى الهجوم والوصول بالحرب لمستوى التكافؤ العسكري اي رد. النار بالنار والتصعيد بالتصعيد المماثل وهو ما رسخته الاحداث الاخيرة الذي اعلنت فيها قيادة الجيش واللجان الشعبية بصنعاء عن بدء عمليات ردعية حاسمة ضد مطارات السعودية وذلك على خلفية اغلاق مطار صنعاء واستمرار الحصار على الشعب اليمني ،حيث تم استهداف مطار نجران بأسراب من الطائرات المسيرة طراز قاصفK_2 بالفترة الماضية واخرجته عن الخدمة كليا ثم مطار جيزان الاقليمي ومطار ابها وقاعدة الملك خالد الجوبة بخميس مشيط الذي تم استهدافها جميعا بنفس الطائرات كخطوة تصعيدية متزايدة لا تعكس سوى ان اليمن دخل فعلا مرحلة ما بعد التوازن الاستراتيجي مع السعودية والامارات إلى مستوى يخوله لفرض المعادلات والسيطرة على مسارات الحرب وحسمها عسكريا بهجمات استراتيجية غير مسبوقة تطال اماكن قاتلة وحساسة جدا.