كيف اكتشف اليمنيون نهاية النظام السعودي باكراً؟
وصف وزير الدفاع الاسرائيلى افيجدور ليبرمان مصر بانها الحليف الاكثر اهمية لبلاده فى الشرق الاوسط. وذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية أن ليبرمان أكد فى رده على بعض الأسئلة بالكنيست الاسرائيلي أن ” مصر هي الحليف الاكثر اهمية وجدية في الشرق الاوسط وبين الدول العربية” واضاف ” استثمرت كثيرا من الجهود في بناء علاقات ثقة وتعاون.. نقطة الانطلاق في اتفاقنا مع تركيا يجب ان تكون مصر “.
ولفت النظر إلى أن الاتفاق التركي- الإسرائيلي، يؤثر على العلاقات مع مصر واليونان وقبرص، مستطردًا: “توجد هنا معايير كثيرة يجب علينا أخذها بعين الاعتبار”.
اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية أنور عشقي ترأس وفداً إلى إسرائيل، وكشف اللواء عن اتصالاته مع إسرائيل في حزيران/يونيو 2015 عندما ظهر في واشنطن إلى جانب السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، دوري غولد، الذي هو أحد المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
التقى عشقي مرة أخرى أيضاً مع غولد، وإن كان ذلك في فندق وليس في وزارة الخارجية.
ويقول سايمون هندرسون انه ومنذ أن أصبح غولد المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، المنصب الأرفع رتبة في الوزارة ركز غولد على زيادة عدد الدول المستعدة للاعتراف بإسرائيل وتطوير العلاقات القائمة بالفعل، وكان هذا سبب قيام نتنياهو بزيارته الأخيرة إلى أفريقيا، التي شملت كينيا وأوغندا ورواندا وإثيوبيا.
وفي الأسبوع الماضي، استأنفت غينيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد انقطاع دام تسعة وأربعين عاماً. وبالمثل، ما فتئ غولد يعمل على إقامة روابط مع العالم العربي. وعلى الرغم من أنه أشار في كلمة ألقاها في مدينة هرتزليا الإسرائيلية الشهر الماضي إلى أن علاقات اسرائيل الناشئة يجب أن تبقى سرية من أجل احترام “حساسيات” الجمهور العربي، إلا أنه أشار أيضاً الى ما يلي: “قبل ثلاثين عاماً قال الجميع ‘ أوجدوا حلاً للقضية الفلسطينية وعندئذ ستجدون السلام مع العالم العربي ‘. غير أننا نزداد اقتناعاً أن الأمور على عكس ذلك تماماً. فهي ذات طابع مختلف وعلينا خلقها. وهذا ما نحن بصدد القيام به.” ثم تحدث عن محادثاته الأخيرة مع دبلوماسي عربي رفيع لم يذكر اسمه، قائلا ان القضية الفلسطينية “كانت قريبة جداً من قاع” الأولويات الحالية التي يضطلع بها هذا المسؤول. وكان ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد ترك انطباعاً مماثلاً عندما زار واشنطن في حزيران/ يونيو. انتهى كلام سايمون هاندرسون.
بالتأكيد الكيان الصهيوني لا يستطيع ارضاء تركيا على حساب مصر، ولا يستطيع خلق اوضاع في غزة مرضية لحماس وتركيا على حساب الغضب المصري من اي نفوذ للاخوان.
ولم تكن هناك مشكلة اسرائيلية اخوانية بالاساس، ولكن لما آلت الاوضاع بمصر لما هي اليه فلا يوجد اي دافع اسرائيلي لخسارة نظام مصر ولا سيما انه لا يشكل مضايقات لهذا الكيان، وانه وفي الظرف الراهن تتقاطع بعض المصالح بتضييق الخناق على غزة نظرا لاخوانية حماس المعلنة والتي علت على الانتماء للقضية الوطنية، وهذا التضييق بلا شك مصلحة اسرائيلية تضيف ورقة قوة لاسرائيل ضد حماس، مضافة الى ورقة التمويلات السعودية والتركية والقطرية والتي تعود في النهاية للاوامر الاسرائيلية وتستجيب لضغوطها بل وحتى مطالبها.
اردوغان الذي سينكفئ في الفترة القادمة على نفسه لتأمين سلطته وتأميم مؤسسات تركيا لحسابه ربما لا يدخل في صراع اقليمي لبسط نفوذ خارجي، فهو سياسي خبير يعلم ان معركتي بسط النفوذ الداخلي والخارجي لا تجتمعان.
ومصر اضافة لتقاطع مصلحتها مع اسرائيل في المسألة الحمساوية، وجدت نفسها متقاطعة معها في قضية اخرى اكثر اهمية للكيان الصهيوني، وهي العداء غير المبرر وغير المفهوم لايران وحزب الله، والذي لا يمكن تفسيره الا بالتبعية للسعودية، ولا علاقة للامن القومي المصري به من قريب او بعيد الا في كتابات وتنظيرات الهواة والببغاوات ومرتزقة الخبرة الاستراتيجية!
اذن ما يحدث في المنطقة هو نوع من الانكفاء على الذات لتركيا ومصر، ولكل اسبابه. والتجارة بالقضية الفلسطينية هي مجرد غطاء سياسي لا اكثر.
اما السعودية والتي هي اولى بالانكفاء في هذه المرحلة تحديدا بعد فشل جميع مخططاتها التآمرية وكلفتها في وضع اقتصادي بالغ الحساسية، فلا زالت تناطح بشراسة القط الذي دهسته سيارة وينتفض للبقاء وهو يعلم ان مصيره موت محتوم!
علامات النهاية لهذا النظام بدت في تصريحات الجبير الذي عرض على روسيا الشراء علنا! والذي يسارع الخطى نحو الكيان الصهيوني بشكل اقل ما يقال عنه انه “فاجر”، والذي يلقي بجنوده للتهلكة في معركة خاسرة وسط نزهات مصورة لملكه وولي ولي عهده في المغرب وامريكا!
بالطبع لا تمر هذه العلامات مرور الكرام امام شعب اليمن الفطن ذي الحنكة والخبرة والذكاء، وقد التقطها احرار اليمن، وجسدوها باعلانهم المجلس السياسي لحكم اليمن مما شكل وفقا لاشهر ناشطي تويتر “مجتهد” بصقة على هذا النظام.
وهي بالفعل بصقة ليس على النظام السعودي فقط وانما على الامم المتحدة والتحالف اللقيط والصامتين عن الحق والمرتزقة.
ليس بالضرورة ان تكون النهاية المقصودة لهذا النظام هي نهاية اسرة ال سعود، وانما نهاية النظام الحالي بتحالفاته واياديه الممتدة بالرشى ورجالاته المتعالين المنفصلين عن الواقع.
ربما بشائر النصر للمقاومين قد لاحت، وربما يتحقق بين طرفة عين واخرى، ولكن شراسة القطط تنذر باعمال مليئة بالخسة، وقد تتورط مع هذه القطط الشريرة، قطط اخرى لا حول لها ولا ارادة ولا قوة.
إيهاب شوقي