كيف استطاع المقاتل اليمني زعزعة أفضل العلوم العسكرية العالمية؟ وما سر نجاح تجربته في كسر أكبر حرب كونية؟
الحقيقة/زين العابدين عثمان
بما أن العصر هو عصر البحث عن القوة والتسلح بأفضل المهارات القتالية الأكثر فعالية وتعقيدا بالحروب والصراعات البشرية ،سعت ولازالت دول العالم بما فيها الدول الرائدة القوية كدول الغرب والدول الأوروبية ودول شرق أسيا إلى العمل في مجال تطوير قدرات ومهارات جيوشها الذاتية ورفع كفاءتهم القتالية على الأرض بعلوم ومناهج عسكرية بالغة الصرامة و والتعقيد والقوة ، وتعتبر الكليات والمعاهد العسكرية صروح علمية وتطبيقية لهذا المعترك و كل الدول في سباق مع الوقت للعمل على تطوير تلك الكليات ورفدها بخبراء وأساتذة حرب عباقرة في مجال تنمية القدرات القتالية الذاتية لدى الجنود والأفراد وتدريبهم بمناهج معرفية وخبرات تطبيقية حديثة تحاكي جميع اقسى ظروف ومناخات الحروب المتنوعة ومتطلباتها، فأمريكا على سبيل المثال لديها كليات هي من افضل كليات الحرب بالعالم وخبراء متخصصين ذوي كفاءة عالية انفقوا أعمارهم في البحث والدراسة العسكرية على امل صنع افضل واقوى جيش عالمي كذلك هناك روسيا الصين وبعض الدول الأوروبية وغيرها من الدول المنافسة تحاول الصعود في هذه المجالات والبحث عما هو جديد في ماله صلة بتعزيز كفاءة الجندي وقدراته الجسمانية والإدراكية على أرض المعركة.
من البديهي التعبير عسكريا أن جيوش هذه الدول تعتبر حاليا من الجيوش الأقوى عالميا من حيث الأداء والخبرة العملياتية المكتسبة وانها بالفعل قادرة على الانتصار بالمعارك المفترضة التي تعترضها ،لكن من الإعجاز العسكري التعبير بان جيش بسيطا من المقاتلين الذي لا يملكون اقتصاد ولا أسلحة حديثة تواكب طبيعة العمليات ولا حتى أحذية مقاتل عادي أن يتمكنوا من الوصول إلى أعلى سلم المعرفة والمهارات القتالية الأكثر تعقيدا بطريقة مبتكرة لم تطأها عقول أفضل الخبراء والباحثين العالميين و الانتصار في اقسى ظروف المعارك التدميرية وعلى تحالف من الجيوش المنظمة والمدججة بأفضل قطع السلاح الفتاكة المتطورة ، فمن هم هؤلاء المقاتلين ؟؟
إنهم بلا شك اليمنيين هؤلاء البشر الذين كانوا طليعة المقاتلين المتميزين عبر التاريخ والذي يضرب بهم المثل في شدة البأس والشجاعة المفعمة بالحنكة والأساليب الحربية الأشد قوة وتنكيلا بالخصم في ارض المواجهة ، فتاريخ الحروب التي خاضها اليمنيون شواهد حقيقية لصلابة قدراتهم التي تحطمت عندها افضل واكبر الجيوش المنظمة والمربة فمحاولات غزو الأحباش لليمن وغزو الإمبراطورية العثمانية والبريطانية وتدخل الجيش المصري في أواخر ستينات القرن الماضي جميعها انتهت وسحقت تحت أقدام المقاتل اليمني العنيد الذي أثخنها بأرقام مهولة من الخسائر المميتة.
لقد بنى المقاتل اليمني رصيده قدراته ومهاراته المتميزة في ساحات الحرب منذ اليوم الأول وقد توارثها جيلا بعد جيل وطورها دراماتيكيا في كل محطة حرب وجودية خاضها للدفاع عن سيادة واستقلال اليمن التي صنعت منه أكثر الأعجوبات العسكرية جدلية في التاريخ وقف لها كل الخبراء والاستراتيجيين موقف المنذهل والعاجز في نفس الوقت.
سر نجاح تجربة المقاتل اليمني في صد أكبر حرب عدوانية على اليمن:
الحديث عن التجربة القتالية التي صدرها المقاتل اليمني في صد أكبر حرب كونية عرفها اليمن والعالم والذي يقودها منذ أربعة أعوام تحالف إقليمي ودولي رأس حربته السعودية والإمارات وبدعم لامحدود من الأقطاب الاستعمارية الرائدة أمريكا بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، نستطيع القول بان أسرار نجاح هذه التجربة ومكامن قوتها كانت في التالي:-
أولا: قدرة المقاتل اليمني العقلية وأساليبه المتميزة في رسم التكتيكات والخطط الميدانية والعملياتية الخاصة بحرب العصابات وحرب الاستنزاف الغير تقليدية التي يتميز في حبكتها وفي صبغها بتكتيكات مبتكرة لا يتوقعها ولا يستطيع صدها العدو.
ثانيا: قدرة المقاتل اليمني في التكيف والتأقلم في مختلف طقوس المواجهة وامتلاكه للشجاعة والاستبسال الذي التي تتولد من العقيدة والمبادئ والقيم الراسخة الذي يحملها وأيضا عدالة قضيته الدفاعية على الأرض وقدسيتها وهذا الأمر هو حجر الزاوية الأول في قلب الموازين ضد قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي كان يفتقر للعقيدة والقضية.
ثالثا: مثالية الأرض اليمنية للمقاتل اليمني كونها ارض جبلية وذات جغرافيا وتضاريس معقدة ووعرة وطالما وهو يخوض حربا غير تقليدية في مواجهه قوات تحالف العدوان النظامية فطبيعة الأرض تصب في صالحه وتعزز من فاعلية استراتيجياته الدفاعية والهجومية على الأرض كما توفر له قوة ممانعة طبيعية ضد أي تقدم لقوات تحالف العدوان في اي محور قتالي، بالتالي هذه المنظومات الثلاث (( قدرة الابتكار العملياتي للخطط والتكتيكات – والعقيدة القتالية- وطبيعة أرض المواجهة )) جميعها تشكل المقاتل اليمني الواقف حاليا على صدر اكبر حملة عسكرية عدوانية بعد أن نجح بعون من الله تعالى في كسرها وفي قلب موازين القوة والاشتباك.