كوريا الشمالية تحتجز جندياً أمريكا بعد اجتيازه الحدود مع كوريا الجنوبية
رجّحت قيادة الأمم المتحدة في شبه الجزيرة الكورية، اليوم الثلاثاء، “احتجاز مواطن أميركي لدى كوريا الشمالية”، وذلك بعد عبوره الحدود الفاصلة بين الكوريتين.
وكان هذا الشخص “يشارك في رحلة إلى المنطقة الأمنية المشتركة” بانموجوم، وهي القرية الحدودية في المنطقة منزوعة السلاح، التي تفصل بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، ويحرسها جنود من كلا البلدين.
ونقلت صحيفة “دونغ إيه إلبو” الكورية الجنوبية، عن جيش سيؤول قوله إنّ “الشخص هو ترافيس كينغ، وهو جندي من الدرجة الثانية في الجيش الأميركي”.
وكتبت قيادة الأمم المتحدة في “تويتر”: “عبر جندي أميركي، من دون تصريح، خط ترسيم الحدود العسكرية ليدخل إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في أثناء جولة تعريفية بالمنطقة الأمنية المشتركة”.
وأضافت القيادة: “نعتقد حالياً أنّه (ترافيس كينغ) محتجز لدى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، ونعمل مع نظرائنا في الجيش الشعبي الكوري للتعامل مع هذه الواقعة”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إنّها “لا تملك أي معلومات حول الواقعة”، في حين لم يردّ البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية الأميركية على طلبات التعقيب.
وكان مسؤولون أميركيون قد أفادوا بأنّ الأميركي المحتجز هو جندي في الجيش، في حين لم تتضح الأسباب لعبوره الحدود، وكيفية قيامه بذلك، ولم يتبين ما إذا كان الجندي في الخدمة، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس” عن المسؤولين الذين اشترطوا عدم الإفصاح عن هويتهم.
كذلك، قال مسؤول أميركي، لم يتم الكشف عن اسمه، لصحيفة “واشنطن بوست” إنّه “كان من المقرر مؤخراً أن يسافر الرجل المحتجز على متن رحلة إلى الولايات المتحدة، لكنه لم يستقل الطائرة مطلقاً”، مضيفًا: “كان هذا قراراً متعمداً من جانب عضو الخدمة بالعبور”.
وبحسب “NK News”، أفادت شاهدة على العبور بـ”رؤية عنصر من مجموعتها يركض عبر الحدود”، مضيفةً أنّ “السلطات طلبت من الحاضرين عدم مشاركة صور عن الحادثة”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها أميركيون الحدود إلى كوريا الشمالية، إذ احتجزت بيونغ يانغ الأميركي أوتو وارمبير، خلال قيامه بجولة في البلاد. وتوفي وارمبير عام 2017، بعد أيام من إطلاق سراحه وعودته إلى الولايات المتحدة، في حالة غيبوبة.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن توتراً متزايداً، خصوصاً بعد زيارة رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك سول، إلى العاصمة الأميركية في نيسان/أبريل الماضي، حيث أعلن الطرفان عن “إعلان واشنطن”.
وقد تضمّن الإعلان إجراءات لتعزيز التزام الأخيرة بـ”الردع الموسع”، للدفاع عن كوريا الجنوبية بكل ما لديها من القدرات العسكرية، بما في ذلك الأسلحة النووية.
والأربعاء الماضي، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنّ كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً بالستياً بعيد المدى، بعد أيام من تهديدها بإسقاط أيّ طائرة تجسس أميركية تنتهك مجالها الجوي.
وبعد ذلك، ندّدت كوريا الشمالية، بعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً بشأن اختبارها أحدث صواريخها البالستية العابرة للقارات، مؤكدةً أنّها ستواصل الضغط من أجل الحصول على ردع نووي “ساحق”، حتى تتخلى واشنطن عن سياستها العدائية ضد بلادها.