كلمة الثورة: لعنة التاريخ وعار الخيانة الكبرى كتب/ المحرر السياسي
لم تكن صورة “اليماني-نتنياهو” توثيقا للحظة زمنية عابرة في جزء من الثانية مثلا ، ولا مشهدا تلفزيونيا عابرا مثلا ، بل واقع تعكسه الصورة الكاشفة عن خرائط لاصطفافات سوداء ومفضوحة ما عادت فيها القضايا والثوابت العربية والوطنية محورا ، ولا الدين والإسلام والقيم وعروبة العرب أساسا ، وتوضح مدى القبح والسقوط والانحطاط ومستوى الخيانة والعار الملطخ بالدم والارتزاق والتبعية التي وصل إليها المطرودون من رحمة شعبهم ، ومساكن أهلهم في ربوع اليمن أصل العرب ومهد العروبة الأول.
لم تكن اليمن إلا حاملة سباقة لقضايا العرب والمسلمين وبالأخص القضية الفلسطينية ، ولم يكن اليمنيون إلا مقاومين ومقاتلين في صفوف منظمة التحرير وحركات المقاومة والتحرر ، وما كان لحشد المرتزقة والعملاء أن يصل بهم الحال إلى ارتكاب جريمة العار الذي لا عار بعده ، لو أن لهم صلة بهذا الشعب العظيم وبهويته العربية والإسلامية ، وبثوابته الوطنية وإرثه النضالي الحضاري والثقافي والسياسي ، وبمجتمعه وأهله العرب الأقحاح من حملوا رايات الإسلام باكرا وذادوا عنه في كل مراحل التاريخ ومنعطفاته وأحداثه وتحولاته.
إن السقوط والفضائح الأخلاقية المريعة لحشد المرتزقة يستحيل وصفه بأي عبارة كانت سوى أنه “الخيانة والعار” الملازمتان لهؤلاء منذ خيانتهم لبلادهم وتأييدهم للعدوان عليها ، وكلما كان الأمر يتعلق بالوطنية والعمالة ، والعروبة والتصهين ، والإسلام ، واليهودية العنصرية الخبيثة ، ومنذ أن ناصبوا العداء لشعبهم وبلادهم وأهلهم وغرقوا في سلسلة الخيانات والتهاوي ، يقفون على النقيض تماما لمواقف شعبهم وكل ما يمت لهويته وثوابته بصلة ، تجلى ذلك السقوط والانحطاط في أبشع الصور وأكثرها انحلالا وترديا للمدعو خالد اليماني بجوار الصهيوني اليهودي المتطرف بنيامين نتنياهو رئيس حكومة كيان الاحتلال الغاصب ، وفي مؤتمر مريب ومشبوه، وبغرض إنشاء تحالفات معادية للأمة العربية والإسلامية.
فإذا كان هؤلاء قد ركبوا قطار المهرولين إلى حضن الصهاينة واليهود في رحلة البحث عن مشروعيات لمسمياتهم الوهمية ، وضمن سباق المحاولات البائسة للأنظمة المذعورة والفاسدة والمستبدة للوصول والارتماء في حضن دافئة تخلصهم من أوزار جرائمها وفسادها وترديها ، فإن الأيام ستؤكد أنهم لن يكونوا إلا مطايا للصهاينة في تحقيق أوهامهم التوسعية ، وبهرجة إعلامية لنتنياهو في دعايته الانتخابية ، وحشد من المرتزقة والعملاء والخونة في اصطفافات سوداء مشبوهة ومعادية ، وأنهم إنما يضعون بين أنفسهم وشعبهم عداوة ومعاداة حتمية لا رجعة فيها ولا استثناء.
ولم تكن هي المرة الأولى التي يلتقي فيها اليماني بالصهاينة ، فقد سبقتها لقاءات متعددة مع البعثة الصهيونية في الامم المتحدة،حين كان سفيراً للفار فيها ، إضافة إلى لقاء عقده مع وفد صهيوني على هامش أعمال مؤتمر مناهضة إيران أواخر العام الماضي ، وهو ما يدحض تبريراته وتذرعه بالبروتوكولات الدبلوماسية ، ويؤكد أن العلاقة المشبوهة والعدائية مع الصهاينة وصلت إلى مراحل متقدمة.
إن اليمنيين ومن منطلق الثابث وما هو راسخ في وعيهم وثقافتهم وتدينهم وعروبتهم ، لا يرون في العلاقة المفضوحة والمكشوفة التي ظهرتم بها مع الصهانية إلا دليلا على صحة مواقفهم ، وتأكيدا على صوابيتها ، والخيل معقود في نواصيها الخير والنصر ، وهو قريب إن شاء الله