بعد فضيحة صواريخ الحُديدة.. ما الذي يجبر السعودية على تقبل هذا الوضع؟
كان من المنتظر ان يكون تحالف العدوان السعودي على اليمن اكثر حذرا في تغطيته الإعلامية على فشله العسكري في اليمن بعد فضيحة فبركته فيلم عن وجود قيادي من حزب الله في اليمن، إلا ان السعودية عادت بالأمس لتفجر فضيحة اكبر وأشنع تمثلت في سرقة مشاهد من فيلم وثائقي أميركي عن الحرب على العراق، وادعت أنها تعود لمستودع صواريخ بالستية إيرانية في ميناء الحديدة اليمني.
رغم ان العدوان على اليمن بدأ منذ يومه الأول بفبركات ومزاعم واكاذيب، كما كان حال العدوان الأمريكي على العراق، ولكن الفرق بين العدوانين، هو ان الأمريكي، اعترف وبصفاقة، ان عدوانه على العراق بُني على اكذوبة، ولكن السعودي، وبصفاقة اكبر، لم يعترف حتى الان بأكاذيبه التي جعل منها ذرائع لعدوانه فحسب، بل مازال يكذب وبطريقة مكشوفة وعلنية، لتبرير مواصلة عدوانه العبثي الذي مر عليه 7 سنوات.
بات واضحا، ان تحالف العدوان السعودي، ما كان ليقبل ان يظهر بهذا المظهر الفاضح والمزرى، كما ظهر عليه المتحدث بإثمه تركي المالكي، وهو يشير الى صواريخ باليستية عراقية ضخمة، على انها صواريخ إيرانية في مستوع في ميناء الحديدة اليمني، لو كان قرار الحرب على اليمن بيد السعودية حصرا، فليس هناك من بلد في العالم يرضى لنفسه ان يظهر بهذا المظهر البائس امام العالم، وهو يلفق بهذه السذاجة والسطحية، أفلاما يعرفها القاصي والداني.
ما يؤكد ان قرار مواصلة او وقف الحرب على اليمن ليس بيد السعودية، هو ان مؤتمر تركي المالكي عن فضيحة وجود صواريخ بالستية “إيرانية” في ميناء الحديدة، جاء للتمهيد لهجمات يشنها العدوان السعودي على الموانئ اليمنية، رغم مرور 7 سنوات على هذا العدوان العبثي على اليمن ، دون ان تحقق فيه السعودية ادنى انتصار ، فهي لا تنفك تخرج من هزيمة حتى تدخل في هزيمة اكبر.
ما كشفت عنه صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن ان السعودية طلبت من دول مجلس تعاون الخليج الفارسي، مساعدتها في تعزيز مخزونها من صواريخ باتريوت، جاء ليؤكد ان السعودية، وبأوامر أمريكية مباشرة، تستعد لشن هجمات على الموانئ اليمنية وخاصة ميناء الحديدة، وتتوقع ان تكون ردة فعل اليمن عنيفة على قصف موانئه، لذلك مدت يد الاستجداء نحو الدول الأخرى للحصول على صواريخ باتريوت.
واللافت اكثر ان كل هذه المقدمات الواهية، تزامنت مع الخبر الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية اليمينية المتطرفة، نقلا عن ما وصفتها تقارير اممية سرية!!، ومفادها ان ايران تنقل أسلحة الى اليمن انطلاقا من ميناء جاسك الايراني!!. والمضحك في “التقارير السرية” هذه، هو كل هذه الأسلحة ، ويبدو ان من بينها “الصواريخ الباليستية”، تم نقلها بواسطة “زوارق خشبية صغيرة”!!.
تزامن هذا الخبر مع باقي الاخبار والمسرحيات المفبركة والملفقة الأخرى، يأتي للتحضير لعدوان على الموانئ اليمنية، تنفذه السعودية، بأوامر أمريكية، في محاولة يبدو انها الأخيرة، من اجل الحيلولة دون تحرير مأرب، او دفع القوات المسلحة اليمنية الى اتخاذ موضع الدفاع، وهي محاولة بالتأكيد، سترتد سلبا على السعودية، كما ارتد عدوانها عليها خلال السنوات السبع الماضية، والأيام بيننا.