كشف خفايا القلق الأمريكي من تحرير مأرب: القاعدة وداعش إلى جانب العدوان ومرتزقة الإصلاح في جبهات القتال
مجدّدًا تتواصلُ سلسلةُ الوقائع والأحداث التي تكشف مدى الارتباط الوثيق والعلاقة الصريحة بين دول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقة من جهة، وبين التنظيمات الإجرامية التكفيرية –القاعدة وداعش– التي تعملُ لصالح قوى العدوان ومشاريعها الهدامة، والتي تم الزج بها في عدد من الجبهات للقتال ضد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، ومساندة فصائل المرتزِقة، وآخرها جبهات مأرب، وجبهات بحدود البيضاء.
حيث جددت عناصر الاستخبارات الأمريكية المسماة “قاعدة” الإعلان عن تصعيد مشاركتها في جبهات مأرب، فيما اعترفت بمصرع العديد من عناصرها الإجرامية في مواجهات مع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة الصومعة والبلق.
الإعلان “القاعدي” جاء حسب ما نشرته الوسائل الإعلامية التابعة للتكفيريين بأن القيادي الإجرامي المدعو “أبو البراء الصنعاني” لقي مصرعه بنيران أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في جبهة الحازمية بمديرية الصومعة بمحافظة البيضاء، أمس الأول، خلال مشاركة أعداد من عناصر التنظيم الإجرامي في مساندة مرتزقة الإصلاح والقتال ضد أبطال الجيش واللجان في الجبهات الشرقية.
وزعم التنظيم التكفيري في بيان له أنه شن هجوما على مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في جبهة الحازمية، ردا على مقتل الإجرامي المدعو “الصنعاني”، وهو ما يكشف أن مشاركة العناصر التكفيرية هذه المرة لم تكتف بمساندة مرتزقة “الإصلاح” في عملياتها الدفاعية، بل صارت أحد الأركان الأساسية في صفوف المرتزقة، التي تبحث عن فتح جبهات أخرى لتخفيف الضغط على مرتزقة “الإخوان” في مأرب، وهو ما أعلنه التنظيم الإجرامي بتنفيذ عناصره للعمليات الهجومية، المسنودة أيـضا بطيران تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ، في تصعيد منظّم تديره واشنطن.
وعلى غرار البيضاء، أعلن التنظيم الإجرامي “القاعدة” في ذات البيان عن مصرع الإجرامي المدعو “أبو عمر عثمان الأبيني” بنيران أبطال الجيش واللجان الشعبيّة خلال معارك في البلق القبلي جنوب غرب مأرب، وهو إعلان ليس جديدا، حيث اعترف التنظيم الإجرامي “القاعدة” في وقت سابقة عبر الوكالة التابعة له “أعماق” عن مشاركته في جبهات مأرب، وذلك مطلع مارس الماضي، أي مع احتدام المواجهات بين أبطال الجيش واللجان الشعبيّة ومرتزقة “الإصلاح” على تخوم مأرب، وهو ما يؤكّـد أن العناصر الإجرامية صارت ركنا أساسيا من أركان المرتزقة المدافعة عن مأرب، وأحد خيارات القوة لدى العدوان في سبيل استمرار السيطرة على مأرب، والاستماتة للتصدي لتقدمات المجاهدين المتسارعة.
إعلان القاعدة لم يكشف عن مجـرّد المشاركة المباشرة إلى جانب العدوان وأدواته المرتزقة وفي مقدمتها الإصلاح، بل كشف معه أسرارا أخرى، حيث أظهر خفايا القلق الأمريكي البريطاني الكبير من تحرير مأرب وطرد أدوات المرتزقة، وذلك لحرص واشنطن الكبير على بقاء العناصر التكفيرية لتأدية مهامها كاملة، كما تخشى واشنطن الوصول على الآثار الواضحة والدامغة التي تفضح حقيقة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في تحالف العدوان على اليمن وداعميهم من جهة، والعناصر التكفيرية من جهة أخرى، سيما وأن تحالف العدوان زعم في عشرات المرات السابقة محاربته لما أسماه “الإرهاب”، في إشارة إلى عناصر تنظيمي “القاعدة وداعش” الإجراميين، في سياق بسط نفوذه على الجزر والسواحل اليمنية والمحافظات الاستراتيجية كمحافظة المهرة.
ومع تزايد انفضاح العلاقة بين واشنطن وأدواتها التكفيرين، فـإنّ الولايات المتحدة قد استبقت انفضاح تلك العلاقة أكثر، وصنفت العديد من الشخصيات الموالية لتحالف العدوان وتحديدا من مرتزقة “الإصلاح” وإجراميي القاعدة، ضمن لائحتها المسماة “قائمة الإرهاب، وبدأت بذر الرماد على العيون عبر بعض السيناريوهات التي تزعم وجود حرب بين أمريكا والإجراميين المصنفين، وهي أساليب لطالما استخدمتها الولايات المتحدة في سبيل بسط النفوذ والسيطرة على المناطق الاستراتيجية في المنطقة.
وبالعودة إلى اعترافات تنظيم داعش بمشاركته في تنفيذ عمليات هجومية ضد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، فـإنّه يؤكّـد أن تحالف العدوان يدير معاركه في مأرب عبر الأدوات التكفيرية، وهو ما يؤكّـد أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من تلاشي الطلاء الحقيقي للعلاقة بين العدوان والتكفيريين، على غرار ما حدث في البيضاء، وما يدور في مأرب.
كما أن إعلان القاعدة إضافة إلى الاعترافات السابقة التي أدلت بها “داعش والقاعدة”، والتي أكّـدت فيها مشاركتهم في القتال ضد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في عدن ولحج وأبين وشبوة والبيضاء، منذ بدء العدوان على اليمن.
يشار إلى أن جهاز الأمن والمخابرات أعلن في وقت سابق عن قيام عناصر القاعدة وداعش بإنشاء معسكرات تدريبية في شبوة وأبين استعدادا لتكثيف مشاركتها في جبهات مأرب، ليأتي الإعلان “القاعدي” الأخير مؤكّـدا مصاديق ما ورد في تقرير جهاز الأمن والمخابرات.