كاتب عربي : اليمنيون يحاصرون العدو .. والعرب يكسرون
قالت الصحيفة الإسرائيلية يديعوت أحرونوت: دول عربية تُساعد على كسر الحصار المفروض على السفن المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، حيث تقوم السفن بإفراغ حُمولتها في دبي والبحرين، ومن ثم تقوم شاحنات عربية بنقل البضائع إلى المعابر الإسرائيلية.
أمّا انا فأقول:-
بعد ان تمكن الحوثيون في اطار العمل في صفوف المقاومة الإسلامية في التصدي لإسرائيل وفق امكانياتهم اللوجستية والجغرافية في حربها ضد غزة وتهديدهم للسفن التجارية العائدة لرجال اعمال إسرائيليين وغيرها والمتجهة الى الموانئ الإسرائيلية فضلا عن السفن الأخرى العاملة في الممرات المائية البحرية في البحر الأحمر في سياق خدمة إسرائيل تجاريا وأخرى سواها من الخدمات.
قام الحوثيون بتهديد كافة القطع البحرية التجارية وغيرها التي تخدم إسرائيل بين باب المندب والبحر الأحمر بتوجيه ضربات صاروخية او بواسطة طائرات مسيرة من اجل منعها من الوصول الى مينائي حيفا وايلات .
وبعد ان نجح الحوثيون في شل حركة الملاحة في البحر الأحمر المتعلقة بالجانب الإسرائيلي ، تفتقت العقلية العربية الخائنة والمطبوعة بطابع التوافق مع إسرائيل وعشق التعاون معها عن خطة طرق برية تمر في أراضي بعض الدول العربية بديلة للممرات الملاحية البحرية عبر البحر الأحمر.
تساعد إسرائيل في استئناف ومواصلة اعمالها التجارية بشكل اعتيادي لا يستطيع معها الحوثيون تهديدها واستهدافها في توجيه ضربات لها وكانت الخطة التي وضعتها ونفذتها على ارض الواقع الإمارات الصهيونية المتحدة تقضي بإقامة جسر للنقل البري بينها وبين إسرائيل الذي انضمت إليه دولة (رحلة العار الساداتية) دولة كامب ديفد دولة القبط الصهيونية مصر وهذا الجسر يمر في أراضي عربية أخرى وهي السعودية والأردن .
خارطة الطريق لهذه الطرق البرية بين إسرائيل والدول العربية ذات ممرين:- ( الممر الجديد) والذي جاء بناءاً على الاتفاق الذي وقعته الشركة التي تحمل اسم “wwcs”، المملوكة لأحد رجال الأعمال المصريين يدعى هشام حلمي، بات هناك مسار جديد للجسر، يمتد من ميناء جبل علي، عبر الأراضي السعودية إلى مينائي حيفا وإيلات في إسرائيل، ومنه تمر الشاحنات عبر الأراضي المصرية إلى موانئ بورسعيد والعين السخنة، بعدما كانت مسارات الطريق الأخرى تمتد فقط من ميناء جبل علي في الإمارات وحتى مينائي حيفا وإيلات.
(الممر الثاني) وهو وفقا للعقد الذي وقعته الشركة المصرية، مع شركة “تراكانت”، في إسرائيل، وشركة بيورانتس في الإمارات لنقل البضائع من موانئ دبي مرورا بالأراضي السعودية والأردن وصولاً إلى مينائي حيفا وإيلات ومنها إلى ميناء السخنة وبورسعيد في مصر، يتقاسم الطرفان نسبة 2.% من الإيرادات المتوقعة من نقل البضائع عبر مسار الجسر البري في مصر. وهي اتفاقية غير محدودة المدة، لكن يجوز لكل طرف إنهاء العقد عن طريق تقديم إشعار مسبق قبل 6. يومًا من الإنهاء.
ويسمح الاتفاق للشركة حق استخدام المعابر بين مصر والاحتلال الإسرائيلي في نقل البضائع وهذا يعني ان هذه الدول العربية المساهمة في هذا الطريق باعت إخوتها العرب في فلسطين بثمن بخس لإسرائيل.
ولكن هل السعودية المستعمرة الأمريكية والأمارات الصهيونية المتحدة الغنيتان بإيرادات النفط الضخمة إذا استثنينا مصر والأردن بحاجة لهذه الإيرادات المنقوعة بدماء اخوتهم الفلسطينيين بالطبع الجواب (لا) لكنها العمالة لأمريكا والتبعية لها والماسوشية المغرمة للدوران في فلك المستعمر .
ويأتي توقيع الاتفاقية كما ذكرت أعلاه والتي تعبر عن موقف عربي مخزي ومعيب في حماية البضائع المتجهة الى الأراضي المحتلة وايصالها برا سالمة الى إسرائيل الى جانب الخضراوات الأردنية التي ينقلها تجار وسماسرة اردنيون بسياراتهم الى داخل إسرائيل.
وكان موقف حكومة المملكة الأردنية الهاشمية من هذا العمل الجبان في التعاون مع العدو الذي يشن حرب إبادة ضد إخوتهم في فلسطين يبعث على الضحك والسخرية من هذه الحكومة التي من الواضح أنها خائفة كل الخوف من إسرائيل في ان يكون الدور التالي عليها خصوصا وأن وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير لديه خارطة للمنطقة لا وجود فيها لدولة اسمها الأردن.
نعم لقد كان الموقف الرسمي الأردني من نقل الخضروات الأردنية الى إسرائيل موقف يدل على التخاذل المقيت بحيث صرح وزير الزراعة الأردني وتصريحه يمثل كامل الموقف الرسمي الأردني فقال للتجار والسماسرة :- ( استحوا على حالكم شوي) ثم اردف بان الحكومة الأردنية ليس لديها صلاحية في منع التصدير الأردني الى إسرائيل وهو لعمر الله لم يكذب فالصلاحية بيد إسرائيل نفسها ومن فوقها أمريكا .
هذا التعاون العربي كما قلت آنفا يأتي من قبل الصهاينة العرب مع الاحتلال يحصل في الوقت الذي تتعرض فيه السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر للهجمات من قبل الحوثيين، الذين أعلنوا استهداف أي سفينه متجهة للأرض المحتلة ردا على العدوان على قطاع غزة وهو موقف عربي اصيل وشريف يسجله التاريخ بأحرف من نور للحوثيين بشكل خاص ولأهل اليمن بشكل عام بإزاء مواقف التخاذل العربي تجاه الشعب الفلسطيني والتخلي عنهم وفي الوقت ذاته التعاون والدعم المفضوح للمحتل الإسرائيلي.
فالأصالة العربية تقتضي من العربي الشهم صاحب الشيمة العربية الخلّاقة ان ينضم العربي الى جانب أخيه العربي الفلسطيني مساهمة منه في التصدي للعدوان الإسرائيلي في حربه المدمرة للأبنية والحارقة للأرض والقاتلة للإنسان صاحب الحق المشروع في هذه الأرض.