دعا رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح إلى التهدئة، مؤكداً على الحاجة المُلحّة إلى عقد حوار وطني صادق، فيما وجّه رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، السبت، القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، داعيًا المتظاهرين إلى “التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد، والالتزام بتوجيهات القوات الأمنية”.
رئيس الجمهورية العراقي يدعو الى التهدئة وعقد حوار وطني صادق
وقال رئيس الجمهورية العراقي في بيان “الظرف الدقيق الذي يمرّ ببلدنا اليوم يستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار وتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، وحماية الوطن بسواعد كل أبنائه ليظل قويًّا ومنيعًا وعصيًّا لا تفرقهم خلافات داخلية”.
وأضاف “لتدارك الأزمة الراهنة والحؤول دون أيّ تصعيد، نؤكد الحاجة المُلحّة لعقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين، هادف لضمان حماية أمن واستقرار البلد وطمأنة العراقيين، وترسيخ السلم الأهلي والاجتماعي وتحصين البلد أمام المتربصين لاستغلال الثغرات وإقحام العراقيين بصراعات جانبية”.
وتابع “الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين يجب أن يبحث في جذور الأزمة التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية، وإيجاد الحلول المطلوبة لتجاوزها والوصول بالبلد إلى بر الأمان والاستقرار، فالأوضاع العامة في البلد ومطالب شعبنا الصابر تضعنا جميعًا على المحك، وتستدعي عملًا جادًا نحو تصحيح المسارات ورفع الحيف والظلم ومحاربة الفساد، وترسيخ الدولة المقتدرة الحامية والخادمة لكل العراقيين، ولا خيار أمامنا سوى تحقيق ذلك”.
الكاظمي يدعو القوى السياسية بالعراق للتحاور والتفاهم
إلى ذلك، وجّه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، السبت، القوات الأمنية بحماية المتظاهرين، داعيًا المتظاهرين إلى “التزام السلمية في حراكهم، وعدم التصعيد، والالتزام بتوجيهات القوات الأمنية”.
الكاظمي، وفي بيان له حول آخر التطورات، دعا كافة القوى السياسية للتحاور والتفاهم والبعد عن لغة التخوين والإقصاء، وقال “لا بدّ أن تجلس الكتل السياسية وتتحاور وتتفاهم من أجل العراق والعراقيين، ويجب الابتعاد عن لغة التخوين والإقصاء”، مضيفاً: “أدعو الجميع إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية، وعدم الانجرار إلى التصادم، وأدعو المواطنين إلى عدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة”.
وتابع: “في العراق ما يكفي من العقلاء والرجال، ولكنْ حذاري حذاري من استمرارِ التشنجِ السياسي، حتى لا تنفجرَ ألغامُ سعينا طوالَ العامينِ الماضيينِ في تفكيكِها بهدوء”.
وشدد الكاظمي على أنّه “يجبُ أن نتعاون جميعاً لنوقفَ من يسرعُ هذه الفتنةِ، والكلُ يجب أن يعلمَ جيداً أن نارَ الفتنة ستحرقُ الجميع”.
الحلبوسي قرّر تعليق عقد جلسات مجلس النواب “حتى إشعار آخر”
ودعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى البرلمان، اليوم السبت، إلى الحفاظ على سلميّة التظاهر، فيما طلب من القوات الأمنية التي تحمي البرلمان إلى “عدم التعرّض للمتظاهرين”.
وفيما رأى الحلبوسي “أنّنا نعيش أوقاتًا صعبة وحسَّاسة تتطلَّب منَّا جميعًا التحلّي بأعلى درجات الحلم والمسؤولية الوطنية الصادقة”، دعا في بيان “جميع القادة والكتل السياسيّة إلى لقاء وطني عاجل لإنجاز حوار وطني فاعل ومسؤول تكون مخرجاته من أجل الوطن”، وأضاف “الحوار هو الحل، ودعوتنا صادقة ومخلصة إلى جميع الأطراف السياسيّة في هذا البلد الجريح بتغليب المصلحة العليا للوطن والمواطن”.
وبينما قرّر الحلبوسي “تعليق عقد جلسات مجلس النواب حتى إشعار آخر”، دعا “الكاظمي إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات وحماية المتظاهرين الذين أدعوهم إلى الحفاظ على سلميَّتهم وحفظ ممتلكات الدولة”.
الإطار التنسيقي يدعو إلى ضبط النفس والتزام أقصى درجات الصبر
من جهته، قال الإطار التنسيقي في العراق: “نتابع بقلق بالغ الأحداث المؤسفة في بغداد، ولا سيما التجاوز على المؤسسات الدستورية واقتحام البرلمان”.
ودعا الإطار التنسيقي إلى “ضبط النفس والتزام أقصى درجات الصبر والاستعداد”، داعيًا “جماهير الشعب العراقي المؤمنة بالقانون والدستور إلى التظاهر السلمي دفاعًا عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها”.
وحمّل الإطار التنسيقي الجهات السياسية التي تقف خلف هذا التصعيد والتجاوز على الدولة “كامل المسؤولية عما قد يتعرض له السلم الأهلي”.
العامري يوجه دعوة للإطار التنسيقي والتيار الصدري: العراق في وضع لا يُحسد عليه
وفي السياق، دعا زعيم تحالف الفتح، هادي العامري، اليوم السبت، الإطار التنسيقي والتيار الصدري، إلى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني.
ودعا العامري في بيان “جميع الأخوة الأعزاء شركاء الوطن في الإطار التنسيقي والتيار الصدري، وكل من تهمه حياة العراق والعراقيين، إلى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني، وترجيح أسلوب الحوار والتفاهم البناء من أجل تجاوز الخلافات، التي مهما كانت فهي قابلة للحل والتفكيك بهدوء وبعيدًا عن الانفعالات”.
بدوره، دعا السيد عمار الحكيم جميع القوى السياسية إلى “ضرورة التماسك والتفاهم في الملفات الوطنية المفصلية، ودعم الحكومة برؤية موحدة تجعلها واضحة الخطوات والأهداف”، وقال “أدعو الإطار التنسيقي والتيار الصدري إلى الدخول في حوار مفتوح مباشر لحفظ الدم العراقي”.