قوات الاحتلال .. تنفذ أطماعها وتنشر الفوضى وتغذي الصراعات في الجنوب اليمني
برغم مرور ما يربو على العامين منذ دخول قوات الغزو الاجنبية ، لاتزال المحافظات الجنوبية تعيش حالة انفلات أمني غير مسبوقة، على عكس الشعارات التي تغنت بها قوات الغزو ومنها تحقيق الامن والاستقرار وتوفير احتياجات اليمنيين من مشاريع وغيرها من الإغراءات المزيفة ومبررات الاحتلال، وفي إطار هذا الموضوع سنتطرق إلى الوضع في المحافظات الجنوبية في ظل الاحتلال ،ومقارنته بالوضع في المحافظات التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية في ظل الحصار والعدوان المتعدد الجوانب.
حيث يعيش الجنوب اليمني رهن الصراعات بين الفصائل المتباينة منقسمة الولاءات بين السعودية والامارات ، ومنها الجماعات الارهابية التي اتسع انتشارها في ظل الاحتلال، وتشهد المحافظات الجنوبية انفلات امني وتصفيات واغتيال امام مرأى قوات الغزو، التي تعتبر المستفيد الاول من هذا الوضع، هذا بعض مما يخص الجانب الامني .
واذا ما تطرقنا إلى الحالة المعيشية والخدمية لسكان المحافظات الجنوبية، سنجد أن الانفلات الامني يتزامن معه حالة معيشية صعبة للسكان، وانعدام شبة كامل للخدمات البسيطة، بالرغم من قدرة الدول الغازية توفيرها بسهولة، في حين تقف حكومة فنادق الرياض موقف المتفرج رغم استحواذها على اغلب الموارد الاقتصادية لليمن.
ففي عدن عادت إلى الواجهة مؤخرا ظاهرة استخدام الخدمات المجتمعية في الصراع بين الفصائل المسلحة في محافظة عدن بشكل ملحوظ خلال شهر يوليو الفائت، وذلك من خلال أزمة المشتقات النفطية وانقطاعات الكهرباء وتعرضها للتخريب و الاختناقات في امدادات المياه التي تعيشها المحافظة.
هذه الأزمات المتكررة وفي الخدمات التي تمس المواطن بشكل مباشر بات أدوات صراع يجري استخدامها من قبل فرقاء الصراع في المحافظة التي بات ما تبقى من مظاهر الدولة يتلاشى بسببها لصالح الجماعات المسلحة التكفيرية .
واذا ما نظرنا إلى بعض الجرائم التي ترتكب في الجنوب خلال الاسابيع الماضية، حيث نفذ عشرة مسلحين يرتدون زياً عسكرياً، عملية سطواً مسلحاً على فرع البنك الأهلي اليمني.
وكان تعرض 59 فرعاً لخمسة مصارف يمنية لأضرار متنوعة بما فيها السطو والنهب في المحافظات التي يسيطر مرتزقة العدوان.
كما نفذت خلال الشهر المنصرم عشرات الاغتيالات وعمليات تصفية بين مرتزقة موالين للمحتل الاماراتي وموالين للمحتل السعودي، في حين يزداد اعداد وانتشار الجماعات التكفيرية في المناطق التي تخضع لسلطة الاحتلال، ناهيك عن السجون السرية لقوات الغزو التي تمارس فيها انواع التعذيب والاضطهاد بحق المعتقلين من ابناء المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى تحشيد ابناء المحافظات الجنوبية وتجنيدهم تارة بالإغراءات المادية وتارة اخرى تحت شعارات مناطقية ومذهبية مقيتة، لتزج بهم في محارق الموت في مختلف الجبهات.
خاص ـ الحقيقة
على نقيض المحافظات المحتلة .. الأمن والاستقرار يعم المحافظات الشمالية
في مقابل ذلك تعيش العاصمة صنعاء والمحافظات التابعة لها في الشمال وضعا امنيا مستقرا وتزداد تماسكا واستقراراً في ظل الخطوات السياسية التي عززت الانسجام بين المكونات التي تشكل قوام سلطة الانقاذ التي جاءت ثمرة للاتفاق السياسي بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وانصارالله وحلفائهم برغم الحصار والاستهداف العسكري الجوي والبري والبحري .
حيث حققت الاجهزة الامنية واللجان الشعبية انجازات كبيرة وكثيرة خلال الفترة الماضية، وهنا سنتطرق إلى بعض مما تم تحقيقه خلال شهر يوليو المنصرم، ومنها ضبط مديرية خلايا إجرامية جندها العدوان لزعزعة الأمن والاستقرار في صعفان بمحافظة صنعاء .
وكانت الخلايا مكلفة من قبل العدوان بقطع الطريق الرابط بين محافظتي صنعاء والحديدة بهدف إحداث الارباك وزرع الفوضى على ذلك الطريق الرئيسي المهم .
كما تم ضبط خليتين منفصلتين في محافظتين كان أعضاؤها من عناصر حزب الإصلاح، تعمل لصالح تحالف العدوان السعودي. حيث ان جميع اعضاء الخليتين متورطين في العمل مع التحالف المعتدي على اليمن في مهام رصد ورفع معلومات ومشاركة في تحشيد مسلحي المرتزقة للقتال ضد الجيش واللجان الشعبية.
تمكنت الأجهزة الامنية واللجان في محافظة الحديدة من ضبط أسلحة متنوعة في منزل أحد منافقي العدوان ومرتزقته في مديرية بيت الفقيه.
وما ذكرناه سابقاً ليس الا عيض من فيض لشهر واحد لما انجزته الاجهزة الامنية واللجان الشعبية.
وفي ظل يقظة الاجهزة الامنية واللجان الشعبية تعيش العاصمة صنعاء والمحافظات التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية حالة وئام وامن واستقرار رغم المؤامرات التي تحيكها وتدعمها دول العدوان وينفذها عملائها في الداخل.
الامر الذي يثير سلسلة تساؤلات عن تفاقم الوضع في الجنوب الذي يزداد سوءا على كل الاصعدة برغم الدعم الاقليمي والدولي والاستفراد بتحصيل الموارد الاقتصادية، في حين يتضح أن قوات الغزو الاحتلال هي التي تعمل على تغذية الصراعات والانفلات الامني وانتشار الجماعات التكفيرية، لكي تنفذ أطماعها ومشاريعها الاستعمارية .
وفي الختام…ان هذه الصراعات والانفلات الامني التي تشهدها محافظات الجنوب المحتلة لم تأتي عن فراغ، بل هناك عقل مدبر لهذه العمليات بهدف احتلال الجنوب ونهب الثروات وكله سوف يتم على حساب الجنوبيين، كما ان العقل المدبر للعدوان (الولايات المتحدة الامريكية) باتت تتحفظ بالحرب بالوكالة بدل من تدخله مباشرة في حرب اليمن، لأنها تعرف ان تدخلها مباشرة سوف يكون لها عواقب وخيمة .