قمم مكة بقيادة السعودية ويوم القدس العالمي بقيادة اليمن.. من ينتصر!
قمم مكة بقيادة السعودية ويوم القدس العالمي بقيادة اليمن.. من ينتصر!
عبدالله مفضل الوزير
بمجرد قراءة العنوان يتبادر الى أذهان البعض أن هذا المقال يشبه كتابات أولئك المتزلفين الذين يبحثون عن مصالح شخصية سياسية لمكون سياسي ما والأمر هنا ليس كذلك البتة والدليل حاضر في المقال
العالم اليوم أمام حدثين يتسابق كلاهما في خطف أفئدة الرأي العام العربي والعالمي!!
لا يفرق بين الحدثين سوى يوم واحد أو يومين فقط وهذا الفارق ليس من قبيل الصدفة بل له دلالة مقصودة..!!
الحدث الأول: عقد ثلاث قمم عربية وإسلامية وخليجية بقيادة السعودية، والذهاب إلى عقد ثلاث قمم عربية وإسلامية وخليجية يشير إلى أن الأمر جلل
هل السبب هو الخوف من سلاح أنصارالله!! قد يكون الأمر كذلك في جزء منه لكنه ليس كل السبب.
الحدث الثاني: الخروج الأكبر في تاريخ المنطقة للوقوف إلى جانب فلسطين في وجه الغطرسة الأمريكية الصهيونية في يوم القدس العالمي.
وبقيادة الشعب اليمني الذي يتعرض لمظلومية أكبر من مظلومية فلسطين والأكبر على مستوى العالم.
وهذه المظلومية شملت كافة المكونات والطوائف اليمنية بلا استثناء.
هل رأيتم كيف كان حجم الخروج العام الماضي؟ لقد كان تعبيرا عن انتصار الوعي اليمني.
سلوا الإصلاحي والحراكي والحوثي والمؤتمري والسلفي وسلوا كل فئات الشعب ستجدون الجميع يشكون من تحالف العدوان على اليمن وإن اختلفنا فيما بيننا إلا أننا نتفق في هذه الجزئية.
لماذا اختارت السعودية أن تعقد القمم التي دعت إليها قبل يوم القدس العالمي بيومين فقط؟
هل الأمر صدفة؟
وللجواب فإن السعودية تريد إفهام العالم بأن القمم هي من أجل تهديدات إيران والحوثيين حسنا.
كان من المنطقي أن تدعو للقمم هذه بعد قصف نفط السعودية مباشرة لا أن تتأخر إلى قبيل يوم القدس العالمي إلا إذا لها أهداف أخرى؟
أما لماذا تأخرت فإنه بقراءة المعطيات والأحداث السابقة قبل التصعيد ضد إيران وقبل استهداف نفط السعودية ومطاراتها نجد أن: وسائل إعلام تؤكد بأن صفقة القرن ستكون بعد العيد.
ولا تستطيع السعودية لوحدها عقد هذه الصفقة بل هي بحاجة إلى تأييد عربي وإسلامي أما لماذا فلأنها تعني بيع القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل.
هذا التأييد العربي والإسلامي يعني أن يكون هناك تحالف بعناوين إسلامية وعربية وأن تكون من مكة المكرمة لإضفاء الصفة الإسلامية عليه.
والتحالف يعني أن هناك عدو مشترك وصديق مشترك.
فمن هو الصديق ومن هو العدو؟
ووفق كل المؤشرات فإن إسرائيل ليست العدو المشترك بل هي الصديق
إذًا من هو العدو؟
إنها إيران وكل من يقف إلى جانب فلسطين من إخوان وكل شرفاء الأمة.
إيران صنفوها إرهابية والإخوان إرهابيون والتحالف العربي والإسلامي سيكون لمواجهة الإرهابيين وسيقولون إن قيم التسامح تفرض علينا أن نتصالح مع إسرائيل فإلى متى سوف نتقاتل معها.!
وبالطبع لا مشكلة لديهم أن يستمر القتال مع إيران وتستمر الفتن الداخلية إلى يوم القيامة لا مشكلة في ذلك فهم يحاربون الإرهابيين الذين هم من يدافعون عن أنفسهم.
السعودية كانت تريد أن تدعو قادة العالم العربي والإسلامي للاجتماع لتشكيل هذا التحالف لكنها لا تستطيع أن تقول تعالوا نجتمع من أجل عقد صفقة القرن وتشكيل تحالف لمحاربة من يرفض هذه الصفقة.
الأمر ليس كذلك
ولأن هناك عدوان على اليمن؟ واليمن ترد على العدوان من باب الدفاع الطبيعي عن النفس استغلت السعودية هذا الرد وتريد توظيفه لصالح صفقة القرن من خلال استدعاء قادة العالم العربي والإسلامي إلى عقد هذه القمم وافتعال زوبعة حول الحوثي وإيران وأن هناك مخاطر تهدد مكة ويجب على القادة العرب والمسلمين التحالف لمواجهتها.
بعد العيد ستأتي صفقة القرن وسنضج وستضج إيران طبعا وستضج أغلب الشعوب العربية والاسلامية والأحرار في العالم لكن السعودية ستركز على إيران وعلى اليمن وعلى سوريا وعلى حزب الله وعلى الإخوان وستوجه حربا إعلامية وتختلق قضايا لحرف الناس عن القضية الأهم وقد تفتعل مواجهة بسيطة مع إيران للتغطية على ما هو أهم
كما فعلت تماما للتغطية على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، حينها كانت السعودية ترتكب مجازر في اليمن ولازالت
من هنا تأتي أهمية إحياء يوم القدس العالمي وبحيث يكون رسالة استثنائية تخطف أنظار العالم
هذه الرسالة لو كانت قوية وخرجنا في اليمن على الأقل من كل الطوائف والمكونات وبقوة فإن بإمكاننا إحباط هذه الصفقة وما سيترتب عليها من آثار ستزيد من حدة المواجهات وسيدخل القتل إلى كل بيت أعظم مما هو حاصل اليوم
السعودية وأمريكا وإسرائيل يريدوننا مختلفين متناحرين لكننا جميعا بنظرهم إرهابيين وممنوعين من دخول بلدانهم
باختصار إحياء مناسبة يوم القدس هذه السنة أهم من أي سنة ماضية ويتعدى الأمر مجرد إحياء القضية في نفوس الناس بل إن الأمر يتجاوز ذلك ليشمل حماية النفوس والمنطقة من المخاطر المحدقة بها.