قلم الرصاص البالستي…أدلة على مسرح الجريمة
صحيفة الحقيقة/صادق البهكلي
…..
لاصق الوجع شفاهنا، وتلظى الحزن بين اضلاعنا لا ندري كيف نعبر، ولا بأي لغة نواسي أنفسنا فقد تساقطت الكلمات وتلاشت الحروف أمام مشهد الدماء المتدفقة بغزارة من أجساد أطفالنا البريئة
ودعنا العشرات في أقسى لحظات الحزن و الوجع والألم ولم نكن نتوقع أن يأتي هذا اليوم الدموي و أن يأتي معه من ينتزع أكبادنا و نحن لا نعرف ماذا حصل، لأننا لم نعمل شيئ يستحق كل هذا البغي والقبح الملطخ بدماء براعم أعمارنا..
أين تمترستم أيها الأطفال؟
أين الرصاص؟
أين الذخيرة؟
أين القنابل؟
أين اخفيتم الدبابات؟
أين بذرتم الصواريخ؟
أين زرعتم الألغام ؟
لا شيئ، لقد غمرت الدماء كل الأدلة، ولم يبقى إلا شهود عيان على مسرح الجريمة،
كتاب
و قلم رصاص مكسور
وحقيبة غطت الدماء بقعاتها المتسخة،
كل هذه ما تبقى من أدلة تؤكد إطلاق هؤلاء الضحايا صاروخ بالستي مدمر على مملكة الحرام و الإجرام.
القراءة و الكتابة
أ ، ب، ت
هي شيفرة صناعة الصاروخ وقد نجحت طائرات و قنابل أمريكا الذكية، في فك أسرار هذه الشيفرة ونجحت في الفتك ب “اللاعبين السيئين” حسب توصيف وزارة الخارجية الأمريكية ليلة البارحة و هي تغمز ضوءا أخضر لتصفية أطفال ضحيان.
أيها القتلة:
نعرف جيدا أن لديكم الجرأة لغرز كل الخناجر في ظهورنا و اقتراف اسوأ المجازر بحقنا..
تستطيعون انتزاع أطفالنا وقتل نسائنا وتتلذذون بقتل جرحانا و أسرانا في الوقت الذي تشاهدون اكرامنا لأسراكم، نعم تستطيعون فعل أي شيئ قبيح بنا، لكن تأكدوا لن تستطيعون انتزاع كلمة “نعم”
أو تجعلونا نركع تحت أقدامكم، أو نستسلم استسلام الجبناء.. “هيهات منا الذلة” هو كل ما نستطيع أن نقوله لكم..
فلو أمطرت السماء من دمائنا، ونبتت الأرض على أديم جراحنا فلن نركع إلا لله، ولن ترون منا إلا ما تسوء منه وجوهكم، وستعلمون غدا قوة بأسنا و نكال صبرنا، وشراسة انتقامنا.. وإن غدا لناظره قريب..
رحم الله أطفالنا الشهداء و ألهم أهلهم وذويهم الصبر و السلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.