( قلق غربي من أنصار الله )…بقلم/ عبود ابو لحوم
نزعة الاستقلال ودوافع إمتلاك السيادة والقرار المصحوب بقوة الإيمان الذي خلق وأوجد تنامي الشعور بالمسؤولية الدينية والوطنية والإخلاقية والإنسانية ذلك الشعور هو الذي جسد وبلور قوة التحرك والثقة بالنفس والتخلص من عقدة النقص والدونية والإحباط لدى أنصار الله وقيادتها الذي مثلت في إيمانها وسلوكها وفكرها وتوجهاتها ( القدوة الحسنة – والتلاحم المتين ) بين القيادة والقاعدة لحركة أنصار الله على ضوء تحمل المسؤولية المشتركة بين القيادة والأتباع ولو لا هذه المنطلقات الأساسية على ضوء المنهجية القرآنية العلمية والتطبيقية والتي فرزت ونَتج عنها روح التضحية والإستبسال والبطولات التي أصابت الأعداء بذهول والحيرة والإحباط.
تلك المنطلقات هي التي كان من شأنها ونتائجها إنحسار العدوان بما يملك من المقدرات المادية والعسكرية والعلمية والإستخباراتية بما لا يُقاس وبما لا يجوز المقارنة في إطار حساب القوة بينة وبين مقدرات الشعب اليمني بنسبة (١٪).
إن العقل الغربي لا يرى في حساباتة ودراساتة وبحوثة تلك الأسلحة التي يواجة بها الشعب اليمني العدوان علية هو في غاية القلق والإنزعاج من تلك المنهجية التربوية التي تبنتها قيادات أنصار الله وذلك الإستيعاب العظيم للقرآن الكريم وإستخراج تلك القوة الخفية في محتوى أياتة وبلورتها إلى تربية عملية سلوكية لإتباع الحركة التي بها تجاوزت الحركة أعظم العقبات والتحديات والتآمرات، لم يرى العقل الغربي أو يتوقف على دراسات تلك المهارات العسكرية والبطولية والصمود وإسترخاصها للتضحيات، بل صار يؤمن إيمان قطعي بأن الرابط الإيماني لأبناء الحركة بربهم وكتابهم ورسولهم وهويتهم ووطنهم ومجتمعهم من وراءه دوافع نارية قادرة بها أن تخوض غِمار العلم والإبداع والإبتكار والإقتصاد وكل العلوم الإنسانية، إنهم يرو في هذه الروابط والرؤية الشمولية الجامعة والمرجعية القرآنية لبناء المنهج والفكر والثقافة بذور أساسية وصالحة لبناء مقومات البقاء ودحر الأعداء وعنصر التفوق.
وعلى ضوء ما يشعرُ به يخشون أن تذهب جهودهم سُدى، تلك الجهود الذي بُنيت على خِطط جعلت من مليار ونصف مسلم خاضعاً للإرادة الغربية وتَقبل دولة في العمق الإسلامي والعربي كدولة إسرائيل بهويتها العقائدية اليهودية ويكون لها وطن قومي يهدد الهوية الإسلامية، وتتنامي مخاوفهم أن تنتشر عدوى هذه المنهجية وأن يصبح شعارها في تمدد لتحديد بوصلة الأعداء الراسخ في محتوى الشعار، فهُم يؤمنو أن الجزء من الكل والغابة تبدأ بشجرة ، والمدينة تبدأ بحجر فالمعروف عن العقل الأوربي رغم ما يملك من قوة عسكرية ومادية وعلمية يستشعرون الخطر مهما صُغر حجمة والمخابرات العالمية تحكي لنا مثل هذه التوجهات والإستشعارات التي لا شك إنها حافظت على تفوقهم.
فنتمنى من أنصار الله الإستمرار فيما هم علية وأن لا يلتفتو إلى تلك الحملات الشيطانية الهادفة إلى تهبيط النفوس ولا ينتظرو جزاءاً ولا شكورا من الذين ظلمو أنفسهم، وليدركو أنهم كلما زادت فعاليتهم وتجازو التحديات فالأعداء يتكاثرون ويتحدون، ومهما كانو يحملو بذور الضعف فالحذر واجب، والإعداد أمر إلاهي، وهم بموقع التكليف من رب الأرباب وخالق الكون والعباد.