قطيع التطبيع و أوهام الشيطان صادق البهكلي
قطيع التطبيع و أوهام الشيطان
صادق البهكلي
بأمر سيدهم الأمريكي كانت قطيع التطبيع الذي يضم وزراء خارجية أغلب الدول العربية يتقاطر على “وارسو” حيث عقد مؤتمر للتطبيع وتسليم الكيان الصهيونى مفاتيح القدس ودفن ما تبقى من القضية الفلسطينية و اعتبار إيران عدوا بديلا عن إسرائيل..
لم يكن جديدا أن يحضر وزراء خارجية أنظمة طالما كان جل اهتماماتهم هو العمل على تحقيق مؤامرات الصهيونية وملاحقة كل من ينتقد الكيان الصهيونى لكن الجديد واللافت هو ترميز اليمن و محاولة العدو إظهارها في الواجهة والايحاء بأنها دولة كبيرة و هي التي كانت إلى أمس في تقاريره دولة فاشلة تحتاج إلى ذراع الهيمنة الأمريكية للحفاظ عليها من الانهيار… اليمن الذي لم يكن يعرف الا في أسفل قوائم الفقر و الجهل و في أعلى قائمة الإرهاب الأمريكية اليمن الذي كان يعيش شعبه عيشة الجوع والضنك فلا يعيره أحد أي اهتمام والبلد الذي كان أغلب شبابه يهاجرون بحثا عن لقمة العيش فلا يجدون إلا المهانة وسجون آل سعود، اليمن الذي مزقته أذرع الهيمنة الأمريكية و أدواتها في المنطقة لدرجة أن السفير الأمريكي كان الآمر الناهي ويتحكم معه السفير السعودي في كل صغيرة وكبيرة.. البلد الذي وجد نظامه السابق في الهيمنة الأمريكية الفرصة لإطلاق العنان لفساده وسلم مفاتيح البلاد للامريكي و الصهيوني بثمن كرسي السلطة الذي كان الأمريكي أول من تخلى عنه..
لكنه تحول في ليلة وضحاها إلى بلد مهم ويتوسط اسمه أحضان الأمريكي و الصهيوني ويخطبون وده!!
نعم اليمن روح العالم وقلبه الاستراتيجي اليوم و قبل اليوم هو بلد هام ولو لم مهما لما سعى الصهيوني و الأمريكي لأن يكون اسم اليمن في الواجهة و لكن أين؟
على طاولة التطبيع و الخيانة و كأن العدو يحاول أن يقول لأحرار اليمني أنتم لا قيمة لكم بدون إسرائيل وتلك أوهام سرعان ما جرفها سيل بشري من أحرار الشعب اليمني خرجوا في شوارع مدنهم هاتفين بالموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود، تاركين كل جهود العدو و أحلامه تتبخر مؤسسين لمرحلة جديدة من الصراع مع العدو الصهيوني فيمن اليوم غير يمن الأمس، يمن اليوم يمن الحرية و الكرامة و الإباء و النخوة و الشهامة و الشجاعة و البأس يمن لا يقبل بالخنوع ولا يستسيغ الخونة ولا يعترف بكيان اسمه إسرائيل.. فقد نسف موقف شعبنا العظيم في مسيرة البراءة من الخونة أوهام الشيطان نتانياهو وقطيعة وأسس أرضية لرفض شعبي عربي و إن كان ما يزال بذرات في النفوس ففيها مكمن السخط..
ولقد كان ما يسمى مؤتمر وارسو ايضا شاهدا على عظمة الرؤية الاستباقية للشهيد القائد السيد حسين رضوان الله عليه وشاهدا على مظلوميته و على أهمية ما كشفه وقدمه من وعي عالي كشف حقيقة العدو وطبيعة الصراع معه و كيف نواجهه وهو أيضا رسالة مهمة للشعب اليمني المجاهد بأن العدوان عليه ما هو إلا صهيوني أمريكي مهما ليس من أقنعه وأن من يقاتل في صف العدوان جندي صهيوني لا فرق بينه وبين من يقاتل أطفال فلسطين..