قضبان العدالة.. المعادلة الصعبة بين صنعاء وعدن
تحليل / عمرو عبدالحميد
الهجرة صوب صنعاء، من المحافظات التي ترزح تحت سيطرة حكومة “هادي” كانت هي الحالة السائدة على المشهد اليمني، طيلة سنوات الحرب على اليمن، التي فرضها التحالف على اليمنيين لا لشيء إلا بحثاً عن الأمن والأمان.
ومنذ وقعت المحافظات الجنوبية تحت رحمة الاحتلال القوات السعودية والإمارات، قبل أربع سنوات، تحولت خلالها إلى بؤر جرائم متنوعة اختطافات واغتصابات وقتل وانتهاكات بشعة بحق المواطنين بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم، وطالت الجرائم أُسراً وأفراداً.
قبل عامين وتحديداً في منتصف مايو 2018 قُتلت عميدة كلية العلوم في جامعة عدن مع نجلها وحفيدتها ذات الأربعة أعوام في شقتها بحي إنماء بمدينة عدن في جريمة هزت الرأي العام إلا أنا وسائل إعلام التحالف كانت تتعمد ” فرمتة ذاكرة” المجتمع وصرف الأنظار عن الجرائم المرتكبة بعد كل جريمة مهما اختلفت درجة بشاعتها.
قبل جريمة قتل عميدة كلية العلوم وأسرتها في عدن كانت هناك جريمة بشعة أخرى، وهي قتل الشاب محمد علي الإقليمي، بأكثر الطرق وحشية في حي الممدارة بذات المدينة، وانتشرت صور جثته الممزقة بعد تعذيبه واقتلاع عينيه.
عشرات الجرائم وعشرات حالات الاغتصاب ارتكبت بحق الاطفال والنساء دون أن يرى المجتمع متهم واحد خلف قضبان المحكمة لتحقيق العدالة، عشرات الجرائم البشعة أيضاً ارتكبت في تعز بحق المدنيين نساء واطفال ورجال آخرها اغتصاب طفل عمره ثلاث سنوات والعثور على جثة طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام يوم أمس في حي “صينة” وعليها آثار تعذيب سبقها قتل “محمد مهدي” بالإضافة إلى كثير من الجرائم في الأعوام الماضية.
جريمة مقتل الشاب “عبدالله الأغبري” حاولت وسائل إعلام تحالف العدوان أن تعطيها أبعاد ترتكز على المناطقية وتشويه واقع الاستقرار والتعايش في صنعاء، متغافلة أنه لولا الأجهزة الأمنية لما كُشفت الجريمة للرأي العام وتتحول مادة على قنواتها تُملي بها فراغ برامجها بعد فشل مموليها باحتلال صنعاء، ومع تزامن ضجيجها تستعد النيابة في صنعاء لإرسال القتلة إلى المحكمة لتحقيق القصاص العادل في مشهد يتوق إليه الألاف من المواطنين الذين اكتووا بنار العصابات في المحافظات القابعة تحت جحيم التحالف.
المعيار الحقيقي ما بين المحافظات المحتلة والحرة كان الأمن والعدالة، في حين كانت ومازالت تنتشر روائح الموت، ومشاهد الخوف في شوارع المحافظات المحتلة، كانت تنتشر في المحافظات الحرة مشاهد السكينة والاطمئنان وهو ما دفع بالكثير من المواطنين للنزوح إلى صنعاء وباقي المحافظات الواقعة تحت أمن حكومة الانقاذ الوطني.
وكشفت تقارير منظمات دولية وحقوقية أكثر من مرة عن كارثية الاوضاع الأمنية في المحافظات المحتلة لا سيما ” تعز( في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الموالية للتحالف) وفي محافظة عدن ” ووثقت العديد من جرائم اغتصاب وقتل بحق الاطفال في ، والانتهاكات الوحشية داخل السجون السرية لدول التحالف، التي انتهكت اعراض الكثير من المواطنين ونقلت شهادة بعضهم على قنوات فضائية.