قصيدة (شهيد القرآن)
للشاعر/عبدالسلام المتميز
حين سلّ الأمريك سيفًا مُبيرا
وتمادوا تألهًا وغرورا
سلَّ ربُّ الهدى (حسينَ بن بدر الـ
ـدين) سيفًا له وبدرًا منيرا
فجَّروا بُرجَي التجارة كيدًا
باسم دين الإسلام إفكًا وزورا
هم أتوا بالإرهاب هم فسروه
بالذي يرتضونه تفسيرا
صنعوه واستنفروا هم إلى إنـ
ـقاذنا منه مَنبعاً وجذورا
وجذور الإرهاب قرآنكم فلْـ
ـتأخذوا البعض منه وانسوا كثيرا
واحصروه في غنةٍ ومدودٍ
لا تمدوه منهجًا ومَسيرا
فعمرنا به المساجد صوتاً
وجعلناه نفسه مهجورا
كلما نقرأ (انفروا) لم يزدنا
أمره بالنفير إلا نفورا
كان إحباطُنا يغلّ رؤانا
ويدُ اليأس تُلجِم التفكيرا
فإنِ احتلّنا العِدا، فعلينا الْـ
ـوعظُ يستلّ (مُنكراً ونكيرا)
فغَداْ خوفُنا من الموت ديناً
وجهادُ الغزاة خِطئًا خطيرا
أفضلُ الناس القاعدون، وأرقى
عالمٍ من يستنبط التبريرا
باعنا (لابنِ أخطبَ) (ابنُ سلولٍ)
بفتاوى (بلعام بِنْ باعورا)
هوّدَتنا حكامُنا وبإسم الـ
ـمصطفى نفتري(أطيعوا الأميرا)
كيف واللهُ قال نهياً صريحاً:
لا تُطع قَطُّ آثماً أو كفورا
قال (بوش): الإرهاب غولٌ فهاتوا
نبتغي للمناهج التطويرا
طوّروا المسلمين بل حرّروهم
ولتسمّوا استعبادهم تحريرا
واجعلوا بعضهم لبعض عدواً
وانفخوا في المنابر التكفيرا
واشحنوهم تشدداً وغلواً
وافسخوهم تبرجاً وسفورا
بيدٍ أشرِبوهمُ الذلَّ ديناً
وبأخرى تحللاً وفجورا
إنها حربنا ومن لم يخضها
معنا صار ضدنا المدحورا
أذعن الناس رهبةً وانخداعاً
وأحال الصمت القصورَ قبورا
فأبى الله عند ذلك إلا
أن يشع القرآن نارًا ونورا
وانبرى من(مرّانَ) صوت(حسينٍ)
صرخةً تنفخ الحياة وصورا
فلَقَت صخرةَ السكوت وسارت
تأكل الضعفَ والوَنى والفتورا
فذروها تحيي الورى لا تمسّو
ها بسوءٍ فتُؤخذوا تتبيرا
بِسَفِينِ القرآن ننجو من الطو
فان حتمًا ففوّروا التنورا
سَخِروا منه وهو يصنع فُلكاً
بأيادي المستغفرين سحورا
وبألواح (أنفقوا) و(أعدوا)
وبه جاهدوا جهادًا كبيرا
ومسامير(فاثبتوا) إن لقيتم
فئةً (واذكروه ذكرًا كثيرا)
جبل المذهبية اليوم لا يعـ
ـصم مَن للنجاة يبغي عبورا
إن خلعتم نَعلَي(هوىً) و(هوانٍ)
تدخلوا واديَ الهُداةِ الطَهورا
فخذوه بقوة لا بضعفٍ
أو ليُنتَق عليكم الذلُ طورا
ياشهيدَ القرآن ياسبط بيتٍ
طهّر الله نهجهم تطهيرا
لعليّ انتسبتَ قولاً وفعلاً
عصرنا شم فيك منه عبيرا
عزةً رحمة فداء عطاء
محسنًا مشفقًا وليثًا هَصورا
إن بأقصى البلاد تبكي الثكالى
تُضرِ أوجاعهن فيك سعيرا
شهقات المستضعفين جميعا
قد تلظت بجانبيك زفيرا
فأعدتَ القرآنَ روحاً ووعياً
وسلوكاً ومنطقاً وشعورا
وتجلى القرآن مشروع حق
واقعيا وممكنا ميسورا
رؤيةً لا تتيه، عمقاً وضوحاً
سعةً دقةً شمولاً ظهورا
فهو لو كان مِن سوى الله آتٍ
لوجدنا به اختلافاً كثيرا
كاشفًا للأخطار قبل ابتِداها
فاحذروا مِن يهودَ حِذرا كبيرا
لم يُبٍن شرّهم هدى الله إلا
وبه ما يكف تلك الشرورا
إن تطيعوا منهم فريقا كفرتم
وكفى ربنا خبيرًا بصيرا
كلما عاهدوا يخونون أو إنْ
ملكوا لا يؤتون منه نقيرا
جئتَ بالحل حين لا حلَّ فينا
فأبى الظالمون إلا كفورا
قيل جاءت أعتى القوى قلتَ لكنْ
حسبنا الله هاديا ونصيرا
فأتَت أمتي لحربك ظلماً
خدمةً لليهود بغيًا وجورا
طعنَت قلبَك الوجيعَ عليها
شامخاً ثابتاً أبياً صبورا
مُثخناً من جراح أمّةِ طه
وعلى عِرضها المباحِ غَيورا
حطّمَت صدرَك الذي كان يُؤوي
بين جنبيه عزَّها المذخورا
أطفأَت في بَريقِ عينيك نوراً
كان في ليلها سراجاً منيرا
فكسفنا شمسَ(الحسين)ورحنا
في صلاة الكسوف ندعو ثبورا
فمحا الله إصرَنا وهدانا
واصطفى للهدى(أخاك)وزيرا
ورمى اللهُ قاتليك وأخزى
مجرماً كان ظنّ أنْ لنْ يَحورا
عصرنا المُجدِبُ استغاثك كَيْلاً
مِن ندَى ما ادّخرتَ وعياً ونورا
قال قومٌ نزداد كيلَ بعيرٍ
فالعطاشى يرون فيك نميرا
(نجدُ) قالت نزداد بولَ بعيرٍ
وأتاحوا لـ(تَلْ أبيبَ) البعيرا
بحرنا صار ثغر غزة أبشر
وبأيديك نحن نحمي الثغورا
كلما ترفع البوارج أنفا
سقت مرفوع أنفها مجرورا
منذ أيقظتنا بدا فجر نصر
قدر الله نصره تقديرا
واقتفيناك لا لشيء سوى أنك
أحييت وعينا والضميرا
ورأينا أئمة الكفر تطغى
في ربانا عشية وبكورا
وذكرنا مقال جدك إني
تارك فيكم الضمان الأخيرا
هديَ قرآن ربكم والذي من
عترتي قادكم به مستنيرا
حاولوا طي صوته فطواهم
وغدا رغم طيهم منشورا
اوردوه غيابة الجرف أضحى
فرط صوتيه يجوب البحورا
نهجه اليوم سور غزةَ مهما
ضربَت بيننا قوى الشر سورا
وغدا نمتطي إلى قدسنا حَرْباً
عَبوساً على العِدا قمطريرا
فلقد غيّرَ الله في موازين
القوى فاصطلَت مخاضاً عسيرا
فأجاءَ المخاضُ أمّةَ طه
نحو جذع القرآنِ تلمِس نورا
فلتهزّي به السلاحَ تُسَاقَط
رُطَبُ النصرِ عزةً وتُمُورا
وخذيها(ملازماً) من هدى الله
شعاعاً يمزق الديجورا
واحملي للورى هُداه فإمّا
تَرَيِنّ التخبّطَ المثبورا
فأشيري إلى القُرَاْن، وصومي
عن سواه، وكبّري تكبيرا
ألفُ ويلٍ لمن تغافلَ عنه
يوم يلقى كتابَه منشورا
قال يارب كيف أُحشَرُ أعمى
وأنا كنتُ في الحياة بصيرا
قيل لمّا أتَتْك آياتُنا لم
تتّبعها، وما أجبتَ النذيرا
فبما أنعم الإلهُ علينا
لن يرانا للمجرمين ظهيرا
لو شربْنا ماءَ الردى وأكلْنا
حسَكَ الشوكِ وافترشنا الحصيرا
لو سقفتم سماءَنا طائراتٍ
وملأتم هواءَنا فوسفورا
لتُجيروا صهيونَ جئتم وها قد
صرتمُ اليوم تطلبون مُجِيرا
أرجِفوا لن تروا لشعبي فتوراً
وامكروا لن تروا بشعبي فطورا
وارجِعوا الكيدَ كرّتين بشعبي
ينقلبْ خاسئا ويرجع حسيرا
أظننتم تُستَقبَلون بوردٍ
وتُلقّون نضرةً وسرورا
أم حسبتم ما قد نثرنا على البحر
أو البر لؤلؤاً منثورا
لا وربِّ السما فليس لكم فيه
سوى نارِنا وساءت مصيرا
وإذا ما رأيت ثَم رأيت ال
هول والروع واللظى والسعيرا
بـ(ابن بدر الهدى) هُدِينا فأضحى
لذوي الشر شرُّنا مستطيرا
وسيبقى الطغاة قشةَ تِبنٍ
لو أتى بعضهم لبعضٍ ظهيرا
قاتلوهم ينصركمُ ويعذبْهم
بأيديكمُ ويشف الصدورا
إن عقبى الأمور لله حتما
وله الحكم أولاً وأخيرا
وقميصُ(الشعار) ألقوه في وجه
الزمانِ العَمِيّ يأتِ بصيرا