قرن من الإجرام الوهابي التكفيري بحق حجاج بيت الله الحرام
الوهابية التكفيرية أنشأت في كنف الاحتلال الانجليزي وعلى أيدي ضباط جهازه المخابراتي كمذهب دخيل على الاسلام والمسلمين وبتمويل ورعاية من النظام السعودي الذي وجد بغيته في محمد بن عبد الوهاب ليتزاوج مع افكاره الإجرامية ويتبنى مشروعه الهدام بتوصية من الانجليز، وقد انتشرت الافكار الوهابية انتشار كبير جداً في اوساط الامة الإسلامية بفضل اكتشاف النفط الذي مكن النظام السعودي من دعمها وتمويل نشاط هذه الحركة وإيصالها إلى كل بلد عربي وإسلامي لتصبح الواجهة عالمية للدين الإسلامي وهي براء منه..
ولم تكتف الوهابية بالصد عن بيت الله الحرام والتآمر على فريضة من أهم أركان الدين الإسلامي هي فريضة الحج من خلال التضييق على حجاج بيت الله ورفع تكاليف الحج وتقليل عدد الحجاج ومحاصرة بيت الله الحرام بالمباني السكنية وناطحات السحاب بل سعت منذ بداية نشأتها إلى اقتراف العشرات من المجازر بحق حجاج بيت الله الحرام أشهر هذه المجاز مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين حيث ذبح جنود ابن سعود قرابة 3 ألف حاج يمني عزل لا يملكون سوى ثياب الإحرام ..
لقد جعل الوهابيون الديار المقدسة رهينة في أيديهم وراحوا يتحكمون بحركة الوفود إليها عن طريق نهب القوافل من جهة وعن طريق استخدامها لأغراضهم السياسية من جهة أخرى . ففي سنة 1959م منع الحاج السوري من الوصول إلى مكة المكرمة، كما أرجعت كسوة الكعبة المشرفة المرسلة من مصر ومنع الحجاج المصريون ما لم يدفعوا الضرائب بالعملة الصعبة ، علما بأن فرض الرسوم على عبادة الله محرم شرعا ،. إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، بل تعداه إلى قتل الحجيج العزل بشكل وحشي في غير مناسبة ، وقد حفظ الإسلام للوهابيين على هذا الصعيد ارتكابهم مجزرتين مروعتين : الأولى ضد الحاج اليماني سنة 1341هـ / 1921م والثانية ضد الحاج الإيراني سنة 1408 هـ/ 1988م ،
مجزرة تنومة (وصمة عار وتاريخ أسود في صفحات النظام السعودي الوهابي)
في سنة 1341هـ/ 1921م اتجه قرابة 3 الف حاج يمني باتجاه الديار المقدسة لأدء فريضة الحج بزادهم وراحلتهم مهللين مكبرين تهفو افئدتهم لبيت الله العتيق وقد تجمعوا من مختلف مناطق اليمن بينهم النساء والأطفال والشيوخ لا يخفف عنهم وعثاء السفر سوى شوقهم لرؤية بيت الله الحرام ولم يكونوا يعلمون ما تخبئ لهم الأقدار وما يعد لهم النظام السعودي وجيشه الوهابي الدموي من عدة فما إن وصولوا إلى وادي تنومة من وديان عسير حتى انقض عليهم جيش أبن سعود وشراذم الوهابية فقتلوهم غدرا وغيلة دون أي سبب ، وكانوا بطبيعة الحال عزلا من السلاح ، فسايرهم الجنود الوهابية بعد أن أعطوهم الأمان ، فلما وصل الفريقان إلى وادي (تنومة) والوهابيون في الجهة العليا بينما اليمنيون في الجهة الدنيا، انقض المسلحون على الحجاج بأسلحتهم فأبادوهم.
الجريمة التي هزت ارجاء اليمن والتي جسَّد فيه المهاجمون قذارة ووحشية وصلف وإجرام آل سعود ، وأظهر حقدهم الدفين وعدم مراعاتهم لحرمة الحج وتعديهم على ضيوف الرحمن الذين قصدوا بيته الحرام ليشهدوا منافع لهم ، وليذكروا الله في أيام معلومات.
وتُشير بعض الكتابات إلى أن المجموعات التكفيرية التابعة لجيش آل سعود باشرت جريمتها بعد أن تأكدت من عدم امتلاك الحجاج اليمنيين لأي أسلحة، لتبدأ أحداثُ المذبحة الدامية، وبعد أن استنفذ القتلة ذخيرةَ بنادقهم نزلوا بسيوفهم وخناجرهم للإجهاز على من تبقى على قيد الحياة من الحجاج، لم يرحموا حتى النساءَ والأطفالَ والطاعنين في السن، ثم قام القتلةُ بنهب أموال وممتلكات الحجاج، في الوقت الذي خيّم فيه الحزنُ على كافة أرجاء اليمن، فلا تكاد منطقة يمنية إلا وكان لها شهداءُ في تلكم الجريمة المروّعة .
وقد حاول الوهابيون وبعض الأقلام المرتبطة بهم أن يبرروا هذه الفعلة عن طريق الادعاء بأن الجند الوهابي ظن أن مجموعة الحجاج مجموعة مسلحة من أهل الحجاز فاشتبكوا معها ، وهو عذر أقبح من ذنب ، فمتى كان اغتيال المسلمين وقتلهم بالظن جائزا؟! ولكن الوقائع كذبت هذا الزعم بعدما ثبت أن الوهابية لم يقتلوا هؤلاء الوافدين إلى بيت الله الحرام إلا بعد أن ساروا بمحاذاتهم مسافة معينة وتأكدوا من أنهم لم يكونوا يحملون أي سلاح .
مجزرة الحجاج الإيرانيين :
ولم تكن مجزرة تنومة هي الوحيدة التي اقترفها الجيش الوهابي التكفيري بل هي مجرد حلقة واحدة في سلسلة طويلة من الاستهداف المتواصل للحج والصد عن بيت الله الحرفي ففي سنة 1408هـ/ 1986م اقترف الجيش الوهابي السعودي مجزرة مروعة بحق الحجاج الإيرانيين راح ضحيتها 329 شهيدا ما بين رجل وامرأة ، ما عدا الجرحى ، فقد كان الإيرانيون يقومون بمسيرة البراءة من المشركين في صفوف منظمة ويطلقون الهتافات ضد أعداء المسلمين من شرقيين وغربيين ويدعون المسلمين للوحدة في مواجهة هؤلاء الأعداء قائلين : الموت لأمريكا ، الموت لروسيا ، الموت لإسرائيل، أيها المسلمون اتحدوا (هذه شعارات الإمام الخميني) . ولما انتهت المسيرة واتجهت الجموع صوب الحرم للزيارة والطواف ، إذا بالقوات الوهابية تحاصرهم بإطلاق النار الغزير من الرشاشات والبنادق دون تمييز ، فكان هذا الهجوم عدوانا سافرا دون أي مبرر اللهم إلا الانتقام لأعداء المسلمين والإصرار على منع التعرض لهم ولو بالكلام.
استيلاؤهم على إمامة البيت العتيق
لقد كان على مر العصور الإسلامية مهما بلغ المسلمون من ضعف أو تفرق ، لا يوجد مذهب يستولي على إمامة البيت الحرام دون غيره من المذاهب الإسلامية ، ففطاحل علماء المسلمين من كل مذهب يؤمون الناس ويعظونهم ، واليوم لا يسمح لعالم مسلم مهما بلغ من العلم والتقوى أن ينبس ببنت شفه خطيباً أو إماماً في بيت الله الحرام أو في مسجد الرسول الكريم إن لم يكن عبداً من عبيد الوهابية ، ولقد طرد الشيخ علي جابر من إمامة الحرم لأنه خالف سدنة هذا المذهب فرفض أن يقنت في صلواته ليدعو لقوات التحالف بالنصر على أهل العراق ، وهذا منتهى الطغيان والغرور ، فبيت الله الحرام حقٌ مشاع لكافة المسلمين وليس حكراً لمذهب دون سواه ، فكيف إذا كان هذا المذهب هو المذهب الوهابي؟!
وتشير التقارير أن الحاكم الانجليزي الفعلي لمستعمرة نجد المستر همفر طلب من محمد بن عبدالوهاب هدم البيت الحرام ؟! ولكنه لم يهدمه ليقينه أن في ذلك نهاية له هو وأن للبيت رباً يحميه ، ولكن أتباعه ههنا ينفذون الخطة الأهم وهي منع عباد الله من حج بيت الله الحرام ، ونحمد الله أنهم لم يوفقوا في ذلك فأين يكون هؤلاء السفاحون المانعون لعباد الله من أداء شعائر الله يوم القيامة ؟!
حرق المكتبة العربية بمكة المكرمة