قراءة موضوعية حول ما يدور على طاولة المشاورات بين الوفد الوطني ووفد الرياض في الكويت 

اعداد / جميل مسفر الحاج

قاربت المفاوضات اليمنية التي تدور في الكويت من اتمام شهرها الاول بين الوفد الوطني القادم من صنعاء ووفد الرياض القادم من فنادق العاصمة السعودية دون تقدم يذكر , رغم تقديم الوفد الوطني تنازلات ووجهات نظر منطقية تفاجئ بها الجميع بما فيهم الامم المتحدة, الا ان وفد الرياض قابها بالرفض والتعنت مدعيا انه من يمتلك الشرعية رغم معرفة حلفائهم قبل اعدائهم انهم لا يمتلكون شيء على الارض اليمنية حتي انهم لا يستطيعون الاقامة والحكم على متر مربع في اليمن , انما يهدفون من هذا الرفض إلى اطالة امد العدوان والارتزاق منة.

قبل الوفد الوطني بالتفاوض وهو المنتصر , اشترط ايقاف العمليات العسكرية من الجانبين قبل البدء بالمشاورات الا أن الغارات وزحوفات المرتزقة استمرت بعد اعلان الايقاف , وبالرغم من ذلك واصل اجراء المشاورات حرصا منة على حق الدماء ومعرفته بان الحل السياسي هو الانسب للقضية اليمنية .

ولتتضح الصورة للجميع عن التنازلات والحلول التي طرحت على طاولة المفاوضات من الجانبين , والتي سنكتشف من خلالها مفارقات غريبة بين الوفدين في كافة الجوانب المطروحة للنقاش وحجم الهوة بين الوفدين من حيث الوطنية والحرص على التوصل لحل نهائي وشامل. 

الفرق الواضح الروئا والحلول ووجهات النظر ما بين الوفدين المتشاوران

البداية من المطلب الاول للوفد الوطني الذي ينص على ايقاف العمليات العسكرية من الجانبين لضمان سير المشاورات بسلاسة ولتكون بادرة ود وحسن نية ,بينما وفد الرياض اصر على ضرورة مواصلة العمليات العسكرية لتحقيق مكاسب عسكرية لضغط بها على المفاوضات السياسية .

* * *

كما طالب الوفد الوطني برفع الحصار البري والبحري والجوي عن الموانئ البرية والبحرية والمطارات الدولية لتسهيل حركة وصول المساعدات الانسانية والبضائع والاحتياجات الضرورية للشعب اليمني , في حين يطالب وفد الرياض دول العدوان بتشديد الحصار والمراقبة وعرقلة ومنع وصول احتياجات الشعب اليمني .

  * * *

 يعمل الوفد الوطني على الافراج عن الاسري والسجناء عند الجانبين بشكل كامل دون استثناء واغلاق ملف الاسري والسجناء , وفد الرياض يكتفى بالمطالبة في الأفراج عن ثلاثة من الاسري دون مقابل او شروط وهم شقيق عبدربه والصبيحي وفيصل رجب , ورفض تقديم كشوفات بأسماء الاسرى لدية .

* * *

الوفد الوطني طالب بتنفيذ المبادرة الخليجية واتفاق الشراكة وقرار مجلس الامن وفق اسس وجدول زمني ومنها تأسيس حكومة توافقية واخلاء مؤسسات الدولة والشراكة الوطنية وتسليم السلاح للحكومة التوافقية وفق جدول زمني , بينما وفد الرياض يطالب بتنفيذ بعض بنود قرار مجلس الامن على قاعدة انهم الشرعية التي تحكم البلد , شرعية غير موجودة ولأساس لها على ارض الواقع , يعرقلون المشاورات بشروط غير منطقية ولا يمكن تقبلها وتنفيذها , يطالبون بان يستفردوا بالحكومة وان يسلم الوفد الوطني السلاح الذي يمتلك لهم وان تسلم لهم جميع المؤسسات ,ناهيك عن طلب خروج مكون  أنصار الله من المدن , هذه جزئ من المطالب العجيبة والمضحة والتي لا يتقبلها أي انسان العادي بفطرته .

* * *

يطالب الوفد الوطني برفع وفك الحصار والسماح بدخول المساعدات والاحتياجات الانسانية لليمن ككل دون استثناء, في حين يقتصر مطالبة وفد الرياض بفك الحصار المزعوم عن تعز والتي جعل منها قضية رغم انها محاصرة من قبل دول العدوان كباقي المحافظات اليمنية. 

* * *

يرفض الوفد الوطني تواجد القوات الغازية على الاراضي اليمنية والتي كان اخرها رفض واستنكار التحشيد الامريكي إلى المحافظات الجنوبية  , بينما عمل وفد الرياض استجلاب وادخال قوات الغزاة منذ بدأ العدوان وصولا إلى التحشد الأمريكي الاخير للجنوب اليمني في انتهاك لسيادة الوطنية.

* * *

حضر الوفد الوطني إلى الكويت من ارض اليمن من العاصمة اليمنية صنعاء ومن بين شعبة يعرف معاناته واحتياجاته وما فعل به العدوان, بينما وصل وفد الرياض إلى الكويت من فنادق العاصمة السعودية لا يعرف ما يحدث في اليمن شيء سوء ما ينقل له الغزاة .

* * *

ومن خلال ما ذكرناه سابقا يتضح بان الوفد الوطني كان حريصا على ايقاف العدوان وحقن الدماء اليمنية , وقدم التنازلات على الرغم انه يفاوض وهو المنتصر ومن يمتلك السلطة على والقاعدة الشعبية المؤازرة له في ردع العدوان ,وله الحق في طرح الشروط والتحكم في سير المشاورات , وقدم وجهات نظر وحلول مناسبة شاملة لكل القضايا الخلافية اشرك فيها كل المكونات السياسية اليمنية بما فيهم وفد الرياض .

* * *

بينما يصر وفد الرياض المرتزق وحلفائه المهزومين على الاستفراد بالحكم واخراج الاخرين من الشراكة الوطنية بما فيهم مكون أنصار الله , ويطالب بإخراج أنصار الله من كل مؤسسات الدولة ومن المدن وتسليم سلاحهم , وهذا مما يدعوا لسخرية والتي لا يمكن يتقبلها انسان , ويهدف من خلال هذه المطالب إلى عرقلة سير المشاورات .    

 مقارنة