قراءة في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بقلم / رقية المعافا
قراءة في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
بقلم / رقية المعافا
وأطلّ الوعد الصادق، والبدر المنير، مُرعب الأمريكان ، وقاهر إسرائيل، مجلجلاً بصوته، مزلزلاً بخطابه، مبتدءا معادلة ردٍّ حاسمة ومصيريّة.
ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الحفل التأبيني للشهيدين العظيمين – سليماني والمهندس- خطاباً استراتيجياً وضع فيه معادلاتٍ جديدة ستغيّر المنطقة وتهدد الوجود الأمريكي في المنطقة.
السيد حسن ابتدأ خطابه بعزاء الأمة بمصابها العظيم في فقد واستشهاد القائدين الكبيرين( قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ) وهنأها بنيلهم المنزلة العظيمة والكريمة التي لطالما انتظراها بشغفٍ ولهفة وهل هناك منزلة ووسام أعظم من الشهادة تقديراً لجهادهما العظيم منذ مرحلة الشباب وخاصّة القائد اللواء سليماني .
نصر الله تحدث عن مشروعين هما السائدين في المنطقة المشروع الأمريكي الذي يهدف إلى الهيمنة والإستكبار وإنما قامت أمريكا بجريمة الإغتيال هذه إلا لترهب حركة المقاومة وتخيفها وتزعزع معنوياتها .
والمشروع الثاني هو مشروع التحرر والاستقلال والكرامة والسيادة وتحت هذا المشروع تندرج العراق ولبنان وسوريا واليمن وإيران وفلسطين .
مشروعان هما الذي ستدور حولهما المعركة الحاسمة فإما أن ينتصر مشروع التحرر بجهاد وصمود وإباء وبسالة جمهور المقاومة في المنطقة العربية وإما أن يسود مشروع الهيمنة الأمريكية والاستكبار الأمريكي وهذا لن يكون.
وأما عن العراق الحبيب والعزيز الذي أمل أن يقرّوا بتصويت قرار مجلس النواب بخروج القوات الأمريكية من العراق مالم فمن المؤكد أن الشعب العراقي الحر الحسيني الكربلائي لن يُبقي جندياً أمريكياً في بلاده ، وهذا فعلاً مايجب أن يتحرك من أجله أحرار العراق من صمدوا في وجه كل المكائد والحروب من أخرجوا القوات الأمريكية سابقاً باستطاعتهم اليوم ودمّ الشهداء وقوداً لثورتهم المحقّة والعادلة أن يحرروا العراق من الاحتلال الأمريكي الجديد.
وعن معادلة القصاص العادل الذي ستغيّر مسار تفكير وقرارات الأحرار على امتداد محور المقاومة والمنطقة في الكامل من فلسطين إلى لبنان إلي اليمن والعراق وأفغانستان ، فالجميع يتسآءل مالمعادل والموازي لدمّ سليماني والمهندس وكلّ الشهداء؟ هل بعض من القادة الأمريكيين؟
بل إن حذاء قاسم سليماني أشرف من دونالد ترامب ومن كل الوزراء والقادة الأمريكيين.
وما القصاص العادل لثمن الشهداء ودمائهم الزكيّة إلا إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة، بوارج أمريكا، قواعد أمريكا، جنود الجيش الأمريكي ، ولاشأن لنا بالشعب الأمريكي ولايجوز أن يمسّه أحد بسوء؛ بل إن من يمسّه بسوء إنما يخدم سياسة ترامب .
إذاً وضع الأمينُ المعادلة، فإيران ليست مجبرة بالرد وحيدة إنما الجريمة رسالةً أمريكية تستهدف الجميع وسليماني ليس شأنا إيرانياً بحتاً بل قائداً للأمة . والردّ الذي تستحقّه أمريكا ويجب أن تناله هو إنهاء تواجدها العسكري في المنطقة العربية عندها سيدرك ترامب أنه خسر المنطقة بالكامل وربّما حينها لن نحتاج إلى محاربة إسرائيل فهي ستنتهي بمجرد أن ينتهي الجيش الأمريكي الذليل الخائف ويحمل حقائبه ويُغادر مذعوراً مدحورا.
عظيمةٌ هذه المعادلة، وردٌّ استراتيجيّ يجبّ أن تعيه شعوب المنطقة التي تسعى للتحرر بالكامل فأمريكا تتمادى منذ قرون ويجب إنهاء وجودها واستقلال منطقتنا العربية وأمتنا الإسلامية. وإن لم تتحرك الشعوب فالوضع خطيرٌ جدا هكذا قالها الأمين وختم بنداء ياأشرف الناس وأكرم الناس سنواصل العهد والمضيّ في درب الشهداء وسننتصر بإذن الله.