قراءة تحليلية في الخيارات الاستراتيجية التي أعلنها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي .. مواجهة الحرب الاقتصادية وجبهة مفتوحة على الحدود
ثلاثة خيارات استراتيجية افصح عنها اليوم بكثير من الثقة السيد عبد الملك الحوثي لمواجهة التصعيد الخطير لتحالف العدوان السعودي الاماراتي الذي انتقل من مربع العدوان العسكري واستراتيجية الضغوط السياسية الدولية إلى مربع الحرب الاقتصادية وفي الصدارة دعوته إلى حملة داخلية شعبية لدعم البنك المركزي اليمني وتعزيز بناء الجبهة الداخلية وتحويل المناطق الحدودية السعودية إلى جبهة حرب مفتوحة.
ودعا السيد عبد الملك الحوثي في خطبة إلى الشعب اليمني اليوم لمناسبة ذكرى عيد الغدير والذكرى الثانية لثورية 21 سبتمبر إلى حملة شعبية مساندة للبنك المركزي اليمني لتعزيز الصمود الاقتصادي لليمن أمام الهجمات الاقتصادية لتحالف العدوان السعودي حاسما بذلك خيار المواجهة المبكرة للتقليل من حجم الآثار التي يتوقع ان يخلفها قرار النظام هيكلة ادارة البنك المركزي ونقله إلى محافظة عدن.
وفي تطور استثنائي وجه السيد الحوثي للمرة الأولى، خطابه مباشرة إلى ابناء نجيران وجيزان وعسير بالقول” “لستم ولا ممتلكاتكم مستهدفون ونعتبركم اخوة لنا لأننا ندرك أنكم مظلومون والنظام السعودي جرف مئات المنازل والمزارع ويتعامل معكم كمواطنين من الدرجة الثانية ويتعامل مع السكان في المنطقة الشرقية كمواطنين من الدرجة العاشرة ”
وفي رسالة انطوت على خطوات تصعيدية جديدة في الجبهات الحدودية، اكد السيد الحوثي الاستعداد لمساندتهم في مواجهة طغيان النظام السعودي، وأضاف ” نحن مستعدون أن نمد أيدينا إليكم لتتحرروا من النظام السعودي” .. مؤكداً أن حالة الغضب هي باتجاه النظام السعودي وليس المواطنين في شبة الجزيرة العربية” في اشارة إلى المعارك التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي بجبهات نجران وجيزان وعسير.
وفي قرار كشف عن خطوات استراتيجية حيال الخطوة التي باشرها النظام السعودي والفار هادي نقل البنك المركزي إلى محافظة عدن وهيكلة مجلس إدارته، اكد السيد الحوثي أن هذا القرار ” جاءت بتوجيهات من أميركا رغم أن البنك المركزي كان حريصا على البقاء محايدا طوال الفترة الماضية للعدوان” وكان يصرف كل المرتبات دون تمييز ولم نتدخل في شؤونه … ولو كان البنك المركزي في الخارج لحرص على الا يصل مرتب أي مواطن يخالفهم”.
وابدى السيد ثقته الكبيرة في قدرة الشعب اليمني على مواجهة التحديات العسكرية والاقتصادية في آن، لافتا إلى الفساد الذي يمارسه مرتزقة العدوان السعودي وفريق عملاء الرياض في الثرة الوطنية ” بتحكمهم بثروة اليمن من الغاز الطبيعي “ويحولون كل ثروات البلد إلى سلع تجارية خاصة بهم” ملخصا الحرب الاقتصادي لتحالف العدوان المرتزقة بالقول إن “ضرر الخطوات التي باشرها اعداء اليمن في الشأن الاقتصادي ضررها عام على الشعب كله وهذا ما يفضحهم”.
وإذ تجاهل السيد الحوثي تماما الترتيبات الجارية لإطلاق جولة مفاوضات جديدة بقيادة وزير الخارجية الاميركي جون كيري، كما تجاهل الضغوط السياسية للنظام السعودي، فقد دعا الشعب اليمني إلى أن ” يعي طبيعة هذه الأحداث وان لا ينتظر توقف هذا العدوان كما شدد على ضرورة أن يتجه الشعب اليمني “إلى المواجهة وترتيب وضعنا الداخلي”.
وأوضح السيد الحوثي إن دور النظام السعودي مع اميركا ليس دور حليف وإنما دور العبد وينفذ بغباء ” لافتا إلى أن ” الأحداث اليوم في المنطقة في فلسطين وسوريا وما يمارسه المنافقين في اليمن ودورهم السلبي ليس عابرا وإنما مخططا له” مؤكدا أن العدوان على اليمن لم يكن عابرا بل مخططا”.
واكد أن الثورة مستمرة لمواجهة العدوان وأن الحالة الثورية والدافع الثوري مستمر حتى إقامة دولة عادلة وتحقيق الحرية والاستقلال .. لافتا إلى أهمية الإستفادة من هذه الأحداث وأن نتجه إلى مواجهة العدوان وأن لا ننتظر إلى أن يتوقف لتلد هذه الأحداث شعباً قوياً حراً أبياً، ودعا إلى اهمية أن يعي الشعب اليمني أن قضيته واضحة لا لبس فيها “وعلينا أن لا نقصَر فيها وكانوا يريدون منا أن نكون أذلاء ولكن بمقدور الشعب اليمني بالتكاتف والتوكل على الله الانتصار لقضيتهم”.
وتحدث السيد الحوثي عن الواقع المزري الذي تعيشه الأمة الإسلامية في غطرسة ومشاريع قوى الاستكبار العالمي وقال ” اليوم نشاهد اختلالا كبيرا في واقع الأمة كما يأتي الأمريكي برسم خطط لتفريق الأمة وإضلالها وتدميرها … اليوم نرى النظام السعودي قرن الشطان كيف تحرك وأصبح عكازا لأمريكا تتوكأ عليه في المنطقة”.
وشدد على احتياج الأمة إلى ” تحرك جاد وواعي وأن تجعل من هذا التحدي فرصة لتغيير الواقع وبناء الواقع الداخلي” مشيرا إلى أن الذي يبني الأمة ويحصن الأمة كيانا متماسكا هو تلك المبادئ والأخلاق وفي مقدمتها المبادئ الحيوية “
المستقبل