قراءة اقتصادية سريعة في خطاب السيد القائد.
الحقيقة / عبدالسلام المحطوري
دعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي المواطنين اليمنيين لدعم البنك المركزي والتي قد تأخذ شكل ودائع أو شراء سندات وأذون خزانة أوصكوك أو في شكل تبرعات، تعد سابقة في تأريخ الفكر المالي والاقتصادي، وتأتي أهمية دعوة السيد عبدالملك في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا، من كونها ستعالج واحدة من أبرز التحديات التي واجهت البلد والبنك المركزي على وجه الخصوص، والمتمثلة في قضية طباعة العملة المحلية، التي وقف ضدها هادي وبن دغر وحالوا بين البنك المركزي اليمني وبين تنفيذها من قبل شركة الطباعة الروسية، والتي تسببت ضمن عوامل أخرى في إضعاف قدرة البلد والبنك المركزي على مواجهة أهم النفقات العامة وفي مقدمها مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، وأوجدت شحة في السيولة في البنك المركزي وفي السوق من العملة المحلية، وأثرت بدورها أيضا وبصورة سلبية على الدورة الاقتصادية وعلى نشاط البنوك والمصارف، وعلى مجمل الأنشطة التجارية والاقتصادية وعلى الحالة المعيشية للمواطنين.
إن هذه الدعوة التي وجهها السيد القائد لدعم البنك المركزي اليمني لا شك أنها ستعزز من وضع المالية العامة حيث ستخفض عجز الموازنة العامة، والذي أصبح يمثل مشكلة كبيرة تهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، خاصة مع ظروف وتداعيات الحرب والحصار المفروض على البلد منذ سنة وثمانية أشهر، وبالتالي فإن معالجة العجز وعبر هذه الدعوة سيكون له الأثر الإيجابي على أسعار السلع والخدمات وعلى قيمة العملة الوطنية وعلى سعر الصرف وعلى موازنة الدولة بصورة عامة، كما سينعكس هذا الدعم الجماهيري للبنك المركزي إيجابا على مجمل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية وإلى تعزيز الصمود في مواجهة تحالف العدوان السعودي الأمريكي، ورسالة قوية للمجتمع الدولي ولمؤسساته المالية التي يتوقع أن تصمت إزاء ما يقوم به الفار هادي ومرتزقة الرياض من تآمر على معيشة واستقرار الشعب اليمني واقتصاده الوطني. ويُتوقع أن تلقى دعوة السيد تفاعلا وتجاوبا شعبيا كبيرا ومن مختلف طبقات وفئات المجتمع وسيكون لها صدى واسع في الداخل والخارج.