قراءات في خطاب قائد الثورة في الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله علية للعام 1438هـ
كتب محمد ابو نايف :
اليوم نقطة تحول في تاريخ الأمة العربية والإسلامية وما إعلان السيد القائد في خطابه يوم ذكرى إستشهاد الشهيد القائد عن ضرورة وحدة الشعوب المناهضة للعدو الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة إلا إعلان وحدة الجبهة والعدو والمعركة وهي البداية لسقوط الصهاينة العرب وزوال إسرائيل من الوجود .
نحن وحزب الله والحشد الشعبي في العراق وشعب الجزيرة في الحجاز ونجد وقرار البحرين والشعب السوري واللبناني والشعب الإيراني والشعب المصري المناهض للصهيونية وكل حر في هذا العالم يتغير ان شاء الله واقعنا وقوتنا في وحدتنا
تحول التهديد الى فرصة ونصيحة لكل أذناب آل سعود أبدئوا العد التنازلي لسقوط الصهاينة العرب وبعدهم زوال إسرائيل من الوجود والأرض يرثها عباد الله الصالحون..
عبدالرحمن ابوطالب
لم تكن كلمة السيد عبدالملك اليوم مجرد خطاب لقائد يواجة اقذر البشر ،
بل كانت خطاب لمعلم يلقي اهم الدروس ..
دروس يستفيد منها البسطاء والعلماء
تفيد القادة والافراد ، تهم النخب والعوام
تخص الفقراء والاغنياء ، توجه الى الفرد والمجتمع
تنصح الصديق والعدو على حد سواء .
هي دروس شامله ووافيه مُلخصه من شاب ثلاثيني يواجه العالم ، نسمعها اليوم كنصائح لنا وسيقرأها العالم اجمع غداً كاسطورة في مجلدات علم ‘ المعجزات’ ومراجع صنع ‘المستحيل’ ..!
الإعلامي /مازن هبه
الشهيد_القائد ومشروع الرجوع إلى الله
في زمنٍ كان يتسابق فيه الجميع حكومات وأشخاص ليقدموا خدماتهم لأمريكا ليقبلوا لديها كعملاء ظهر السيد حسين بدر الدين الحوثي من أقصى اليمن يقود جماعة في منطقة قروية “مران” مطلقاً شعار “الموت لأمريكا” ومدشناً مشروع الرجوع إلى الله عبر دستورٍ جامع وهو القرآن الكريم .. وهذا مالم يكن في حسبان أمريكا وما تخافه إسرائيل .
كان هذا بمثابة صاعقة للنظام الأمريكي ولليهود الذين أدركوا جيداً حجم الخطر الذي يمثله هذا الرجل وهذا النهج فتوجهوا لوأد مشروعه بعد عامين فقط من اطلاقه فحركوا كل أدواتهم في المنطقة للقضاء عليه وقهره بالقوة العسكرية المطلقة ..
رغم استشهاد السيد حسين بدرالدين الحوثي والكثير من جماعته لم يتسنى لهم قتل المشروع وبفضل الله ورحمته بهذا الأمة جاءت هذا الأحداث بقائدٍ فتي صقلت المسيرة القرآنية وعظيم التضحيات شخصيته فخرج من تحت الركام حاملاً مشروع أخاه ململماً من تبقى من أتباعه ليعصف كإعصار لم ينتبه أغلب اليمنيين له الا وهو يدق أبواب رحبان فاتحاً مدينة صعدة رغم محاولات دول الاستكبار المستمرة لإيقافه وكبحه.
وبتسارع عجيب تدحرجت الأمور من يد أمريكا وعملائها ليجدوا أنفسهم خارج خارطة اليمن بعد سقوطه من هيمنتهم فسارعوا الخطى وجمعوا كل شذاذ الآفاق ليشنوا عدواناً كان الهدف منه نفس الهدف من العدوان على مران .. قتل المشروع وتدجين الناس لهم من جديد.
وكما انتهى العدوان الأول بانتصار المشروع القرآني رغم استشهاد الكثيرين وعلى رأسهم الشهيد القائد سينتهي عدوان اليوم بانتصارنا وإن عظمت التضحيات واستشهد الآلاف.. ((وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ))
هاشم الوادعي
نقاط ومواضيع مهمة ذكرها قائد المسيرة القرانية السيد/عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله في الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه
من ابرز ماتحدث به قائد المسيرة عن المشروع القرآني الذي نهض به الشهيد القائد باعتبار ذلك المشروع منهجية قرانية يسير عليها المسلمين في ظل الاستهداف التي تعرضت له الامة الاسلامية فكريا وثقافيا واجتماعيا بالاضافة الى الاستهداف العسكري والذي تبنته قوى الشر وفي مقدمتها امريكا واسرائيل وادواتها في المنطقه وعلى ضوء ذلك استهدفت كل مشاريع التحرر من الهيمنة الامريكية واستخدمت بحق تلك المشاريع اساليب التطويع والتكفير والاستهداف بشتى السبل والوسائل وكانت الانظمة العربية والاسلامية الموالية للهيمنة الامريكية في مقدمة الصفوف لقمع تلك المشاريع التحررية سواء في اليمن او سوريا او لبنان او العراق او البحرين والتي رافق ذلك تطويع للشعوب للقبول بالهيمنة الامريكية
في هذا الخطاب الذي وضعت فيه النقاط على الحروف وكشفت خطورة المرحلة التي تستهدف الامة الاسلامية بشكل عام واليمن بشكل خاص والذي تحدث عنها السيد القائد بشأن الداخل اليمني ومايتعرض له الشعب اليمني من هجمة وعدوان امريكي سعودي اماراتي يهدف الى القضاء على اي توجه يرفض السياسات والمشاريع الامريكية والاسرائلية في اليمن
واختتم السيد القائد بتوصيات تعلقت بالداخل اليمني وابرزها مواجهة العدوان الامريكي السعودي والحفاظ على وحدة الصف الداخلي والتي اكد فيها على النقاط التي اوردها في خطابه بذكرى مرور عامين من العدوان هي منصفة ولاتستهدف اي حزب او مكون يمني باعتبارها توصيات ونصائح تخدم مصلحة الشعب اليمني والتخفيف من معاناته.
حسين العزي
• خطاب السيد القائد حفظه الله تعالى اشتمل على جرعات مركزة من الوعي الذي تحتاجه الأمة لمعرفة عدوها الحقيقي وأين يراد لها أن تقف اليوم ؟ وماذا يراد لها أن تفعل ؟ وفِي أي إتجاه يراد لها أن تطلق عداواتها وصداقاتها ؟ وكيف يراد لها أن تفكر ؟ وأن تتصرف ؟
• لقد فضح كل مخططات العدو وأوضح كيف يفكر هذا العدو لنقف بانفسنا على حجم المخاطر التي تتهدد أمتنا جراء الاستجابة لمخططات الأعداء
• ولقد أثلج الصدر حين فتح بذلك الآفاق أمام كيف نتعاطى مع هذه المخططات .
إن هذا الخطاب يستدعي العقول في سائر أمتنا الى دوائر العمل ، والتقاط دلالاته وأبعاده العميقة بإدراك وفهم سليمين ، والتعاطي معها كعوامل حفز نستنفر بها كل الطاقات ، ونستجلي بها طبيعة المواجهة و الصراع مع العدو ، ونستبصر بها عظمة المنهج الذي يجب أن نتمسك به في خوض هذا الصراع المرير والخطير عبوراً نحو ذلك المستقبل الذي يريده الله لنا ولأمة الإسلام .. المستقبل العزيز والمجيد
• حفظ الله السيد القائد والشعب اليمني المجاهد الصامد ، ورضوان الله على الشهيد المؤسس في يومه المهيب الخالد
عبدالله محمد النعمي
اثنان فقط في العالم العربي والاسلامي استطاعا ان يستحوذا بخطاباتهما على قلوب ملايين المتابعين من بين الشعوب العربية والاسلامية .
وبدون ان يكون بيدهما سلطات او زعامات ، وبدون ان ينفقا ريالا واحد في سبيل اقناع احد او اجباره على سماع خطاباتهما ..
وهما فقط في كل هذا العالم من يستطيعان ان يجبرا خصومهما على متابعة كل كلمة يقولانها في اي خطاب يلقيانه .
وهما فقط من استطاعا بخطاباتهما ، وبصدق توجهما ، وبأحقية المشروع الجهادي التحرري الذي يحملانه . ان يخلقا ملايين الجماهير العربية والاسلامية ، تهتف بحبهما خارج حدود بلديهما ..
وهما فقط من يجبران اغلب الصحفيين والمحللين والمتابعين والسياسيين الموالفين والمخالفين على الرضوخ والاستماع لكل كلمة يقولانها .
وهما فقط من يستطيعان ان يلقيا خطابات تحاكي كل الشعوب العربية والاسلامية ، وبلغة عربية قويمة فصحى تفهمها كل الشعوب العربية ، ولساعات دون ان تجد لها مللا في آذان وقلوب المشاهدين والمستمعين .
وهما فقط من عجز العدو ان يلتقط عليهما غلطة او هفوة او شطحة او كذبة او كلمة بذيئة او هابطة منذ اول خطاب لهما وحتى اليوم .
وهما فقط من يشهد العدو بصدقهما قبل الصديق .
انهما السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والسيد حسن نصر الله .
غير ان السيد عبدالملك يتميز هنا عن السيد حسن ايضا
ببعض المميزات ومنها على سبيل المثال
1– صغر وحداثة سنه .
22– قدرته على اقناع ملايين الجماهير اليمنية بخطر امريكا واسرائيل على الشعوب العربية والاسلامية ، وجعلهم يتبنون العداء الواضح لهما ، ويهتفون لهما بالموت والهلاك ، رغم عدم وجود اية احتكاكات او حدود مباشرة مع الامريكان او الصهاينة .
بعكس السيد حسن نصر الله ، فانه من الطبيعي ومن السهل ايجاد جماهير مقاومة في الوسط اللبناني ، للمشروع الاسرائيلي في المنطقة ، فأرضهم محتلة ، وقتلاهم وضحاياهم بالمئات من قبل اسرائيل ، منذ عشرات السنين .
3– ان السيد عبدالملك استطاع بعد اخيه الشهيد ان يقنع ملايين الجماهير اليمنية بوجوب مقاومة المشروع الامريكي الصهيوني اليهودي في المنطقة كجهاد ديني واجب ومقدس ، بعكس السيد حسن نصر الله فحزب الله نشأ وتأسس كحركة مقاومة وطنية لطرد الاحتلال وتحرير الارض اللبنانية من رجس الاحتلال الصهيوني ..
4– ان السيد عبدالملك قاد حركة تحررية جهادية شعبية شاملة ، تجاوزت كل الاطر الحزبية والمذهبية والفئوية والمناطقية والجغرافية ، بعكس السيد حسن نصر الله ، فحركته وجهاده محصور في اطار حزب الله الشيعي اللبناني ..
ولذلك تجد مثلا السيد حسن نصر الله في احد خطاباته يقول
( نحن حزب الله الشيعي الاثناعشري الجعفري اللبناني نفتخر اننا نقود مقاومة مسلحة في لبنان لدحر الاحتلال الصهيوني من كل الاراضي اللبنانية )
بينما لايمكنك ان تسمع مثل هذا الخطاب للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ..
اي ان خطابه اشمل واعم واوسع ..
بل ان السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اغلب خطاباته يتكلم باسم الامة العربية والاسلامية ، كخطاب عالمي اممي لكل الامم والشعوب ..
لااقول هذا انتقاصا في حق سيد المقاومة وسيد العزة والكرامة حسن نصر الله ، وانما اريد ان نعرف جميعا حجم وقيمة قيادتنا القرآنية الفتية التي حبانا الله بها .
محمد المنصور
في خطاب المواطن السيد عبدالملك الحوثي اليوم في ذكرى الشهيد القائد تكررت مطالب محقة ومشروعه هي لسان حال كل مواطن يمني من شأنها تعزيز حضور الدولة وفاعلية الحكومة في معالجة المشكلات الملحة في ظل العدوان وفي مقدمتها مشكلة المرتبات .
وإذا كانت حكومة الوفاق لا تعير مطالب السيد ولا غيره اهتماما فمن تمثل هذه الحكومة ؟ ولصالح من تعمل ؟
===========
اليوم تمثل حركة انصارالله بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي صمام أمان الوحدة الوطنية اليمنية ، في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي ومشروعه للسيطرة على اليمن وتقسيمه واحتلاله.
التحديات الكبيرة والخطيرة التي واجهت المسيرة القرآنية منذ نشأتها وحتى اليوم ، مثلت اختبارا حقيقيا لقدرة هذه المسيرة على التكيف والاستمرار والحضور السياسي والاجتماعي والأمني في بيئة تداخلت فيها عوامل الاستهداف الداخلي بالخارجي وبشكل لا سابقة له في تاريخ الحركات الإجتماعية .
============
المسيرة القرآنية التي أسسها الشهيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه ، حفلت ولا تزال بأعظم دروس التضحية والفداء والشجاعة والصبر من أجل المبادئ والقيم الدينية والوطنية والإنسانية.
استمدت من هدى القرآن الكريم والموروث الفكري الإسلامي اليمني، منطلقاتها وأهدافها من أجل إعادة الثقة للإنسان اليمني بذاته وهويته الوطنية والإنسانية في مواجهة الفساد والظلم والاستلاب الاستعماري والتحديات التي فرضتها على اليمن الهجمة الاستعمارية الأمريكية الصهيونية التي استهدفت ولا تزال اليمن والمنطقة العربية والإسلامية
على قدر السيد عبدالملك تأتي العزائمُ !
محمد الوريث
في القرن الواحد والعشرين في زمن ذروة خنوع وانحطاط وانبطاح أمم بشرية ودول وحضارات كبرى للهيمنة الامريكية الباسطة نفوذها على كل شيء ..
في زمن تسلم دول كل اموالها وثرواتها للمارد الامريكي وهي دول ذات موارد وامكانات رهيبة تستطيع لوي ذراع امريكا بسهولة لو امتلكت الإرادة ، وفي زمن تحني قارات صناعية وتجاريه جباهها كاوروبا واليابان لأمريكا دون مقابل ذلا واستسلاما!
يخرج قائد ثلاثيني شاب من اليمن يطل عبر شاشة التلفاز ليقول عدونا الحقيقي الذي يخاف ويصمت الجميع عن المجاهره بأسمه هو امريكا وسنواجهه وسننتصر عليه مهما كلفنا الثمن ، بالشعب اليمني العزيز الفقير المستضعف المحاصر وبهذا القائد الشاب يقود اليمنيون اليوم أكبر تحول تاريخي في المنطقة وربما يتمد إلى ما بعدها ..
لم يقل السيد عبدالملك عدونا داعش او القاعده او الإصلاح
لم يقل عدونا النظام السعودي او الاماراتي
لم يتطرق لقضية قرار هاشم الحيفي
لم يناقش تفاصيل الغوغاء
لكنه كان كبيراً بحجم المشروع وبحجم دوره المفصلي في القياده
أشار الى سبب المشكلة بوضوح (امريكا)
واشار على اهداف واجندة عدوانها على الامة العربيه
ووضع نقاط واضحه للانطلاق والتحرك لهزيمتها
وكل ما دون ذلك هي تفاصيل هامشية وادوات حقيره ستزول بمجرد زوال المسبب.
لو أننا نكبر بحجم هذا القائد الذي يكبر بالأمه الاسلامية كلها كلما اطل من التلفاز
والله ما بذلنا ربع الجهد ولا قدمنا ربع التضحيات !
ولو اننا نفهم الاولويات وطبيعة العدو والاستهداف والمشروع ونلتزم بما تضعه القيادة القرآنية الواعية لكانت اليمن بألف خير ..
كلمة السيد القائد .. انعاش للوعي
علي احمد جاحز
—
باتت خطابات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي التي يلقيها في اكثر من مناسبة ، محط اهتمام محلي واقليمي ودولي ، وتتابع باهتمام بالغ من قبل دوائر القرار، وتوضع في بواتق التحليلات والدراسات ذات الأولوية في هذه المرحلة التي ينصب جل اهتمام العالم على جغرافيا الاسرار التي لم تستطع ان تفك شفرتها اكبر مراكز الدراسات والابحاث والاستخبارات العالمية .
ولعل السر في كل هذا الاهتمام بما يقوله السيد عبدالملك وما يطرحه ، ينطلق من ذات الاهتمام بجغرافيا اليمن وما تحمله بداخلها من اسرار ، فقد يجدون في كلامه وحديثه مفاتيح لتلك الاسرار التي عجزوا عن اختراقها حتى باستجلاب كل ما استطاعوا من قوة عسكرية والتهويل والتخويف بالتجويع والحصار والقتل الجماعي .
السيد عبدالملك في كلمته التي القاها اليوم بمناسبة ذكرى استشهاد السيد حسين بدرالدين الحوثي مؤسس حركة انصارالله ومرسي قواعد مشروع المسيرة القرآنية ، عمد في مجمل حديثه الى التذكير باهم منطلقات واسس المشروع الذي اسسه الشهيد القائد حسين ، باعتباره مشروعا مقاوما مواجها للمشروع الامريكي الصهيوني الذي يستهدف الامة ، ولذلك نجد قائد الثورة السيد عبدالملك ركز على تعرية المشروع الامريكي والوجه الامريكي والصهيوني منذ احتلال العراق وافغانستان وما رافق ذلك من ممارسات اجرامية بحق الشعبين العراقي والافغاني .
وهذا التركيز لم يكن مجرد صب غيض على امريكا ومشروعها وحسب ، بل كان بمثابة انعاش للوعي اليمني خصوصا والعربي عموما باتجاه العودة لاستعراض جذور المشروع الامريكي الصهيوني وبذور الخطر الذي يمثله على الامة ، وهو الوعي الذي كان السيد الشهيد حسين الحوثي قد امتلكه منذ بداية القرن الالفيني بالتزامن مع اولى تحركات امريكا تحت اقنعة عدة ابرزها القاعدة والارهاب وايضا عبر افتعال المبررات لغزو الشعوب ووضع المنطقة تحت طائلة التهديد والترهيب .
لم يكن السيد القائد ليفوت مناسبة كذكرى استشهاد شقيقه المؤسس الشهيد دون ان يعيد الوعي الجمعي داخل الامة الى جذور ما يجري اليوم من تدمير للدول العربية واستهداف ممنهج للامة الاسلامية وما يجري في اليمن خصوصا ، باعتبار ان امريكا زرعت بذورا في المنطقة منذ عقدين والان تجني ثمارا من الحروب والتدمير والصراعات التي تضعف المنطقة لصالح مشروع الهيمنة الذي يخدم مصالح اسرائيل ويقويها .
ولعل ابرز ما تناوله السيد من تلك البذور هو زرع الشقاق والفرقة بين ابناء الامة وتخويفها ببعضها وتأجيج الاحقاد الطائفية والبينية ، وصولا الى اضعاف مواقفها السياسية ، وابعاد ابناء الامة عن مناصرة قضايا بعضها البعض باعتبارها جريمة وصولا الى اشعال فتيل الحروب البينية عبر ادوات المشروع من داخل الامة ممثلة بالانظمة المنبطحة والقاعدة وغيرها .
وفي الشأن اليمني فصل قائد الثورة الكثير من الامور منذ ما قبل العدوان وخلال العدوان فيما يخص ذرائع التدخل الاجنبي في اليمن وكيف استهدف الوعي اليمني وتم تضليله لضرب اليمن تحت عنوان تحريره من اليمنيين ، وكيف اصبحت سيطرة اليمني على ارضه ومدنه احتلالا يبرر دخول الاحتلال من كل حدب وصوب الى اليمن ، وهذه جزئية غاية في الخطورة في معركة الوعي مع المشروع الامريكي الذي يعتمد في الاساس على استهداف الوعي قبل اي شيء .
ومن هذه المنطلقات جاء مشروع السيد الشهيد القائد حسين الحوثي رحمة الله عليه ، وهو اول مشروع مقاوم للاحتلال بشكل استباقي ، وهي في اساسها وما تحمله من توجهات حركة مقاومة وعي وقائية اسسها الشهيد القائد في بداية انطلاق مشروع امريكا التدميري في المنطقة بداية الالفينات ، ولعل دروس ” خطر دخول امريكا اليمن ” كان محورا اكثر تفصيلا فيما يخص التوجه المبكر لمقاومة احتلال امريكي محتمل وصار قيد التنفيذ اليوم .
خلص السيد عبدالملك الى ان كل ما ذكر به في كلمته كان منطلقا لمشروع الشهيد حسين الحوثي الذي شنت عليه الحروب المنظمة والممنهجة في بداية انطلاقه وفشلت ولاتزال تشن الحروب على ذات المشروع الذي يعد السر الكبير في صمود ووعي الشعب اليمني وتصديه للهجمة المستعرة من قبل تحالف عالمي لايزال يحشد لغزو اليمن واذلاله واعادته الى خانة الوصاية والتبعية العمياء .
مسيرة السيدين عبدالملك وحسين.
هاشم أحمد شرف الدين *
باستهلال سريع ومقتضب بدأ السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله كلمته بمناسبة الذكرى السنوية ﻻستشهاد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه موضحا خلفيات ودوافع انطلاق المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد والقضية التي حملها، وكﻻهما يرتكزان على قاعدة التحرك الواعي والمسئول لمواجهة الخطر، وفقا للمنهج الوحيد الذي يمكن بواسطته النجاح في تصحيح وضعية الأمة ألا وهو المنهج القرآني..
يحثنا هذا الاستهلال على تذكر واقع الأمم – خلال النصف الأخير من القرن الماضي – وكيف أنها كانت تسعى بكل جهد لمواجهة الأخطار المحدقة بها، وتخوض سباقا عالميا شديد التنافس للنهوض بواقعها، باستثناء أمة الإسلام التي كانت تغرق في سبات عميق رغم تعاظم الأخطار المحدقة بها، حتى ساور المسلمين الكثير من الشكوك حول جدوائية رسالة الإسلام في إحداث أثر إيجابي في واقعهم كأفراد وكمجتمعات ودول، بل أخذ المسلمون يلهثون وراء نظريات وضعية رأسمالية أو اشتراكية أو غيرها ويقدمونها على أنها الحل، ويطبقونها في بلدانهم، والتي أخرجت المسلمين من حالة السبات ولكن إلى حالة أشد خطورة فبدت الأمة في غيبوبة كاملة، ﻻ تحرك ساكنا لدفع الأخطار عنها، بل وتتخلى عن قضاياها الأساسية والمركزية كالقضية الفلسطينية، وتنهار أوضاعها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية وعلى كافة الأصعدة..
وبلغ الأمر بالغالبية العظمى من الحكام العرب والمسلمين حد تقديم هذه الغيبوبة على أنها السياسة الحكيمة في هذا العصر، حيث ﻻ طاقة لﻷمة – من منظورهم – سوى الاستسلام أمام الأعداء والانخراط في مشاريعهم والامتثال لأوامرهم، بل وتوفير الغطاء لهم للاعتداء على دول عربية وإسلامية، ومساعدتهم أيضا بالمال والسلاح والمقاتلين كما حدث في أفغانستان والعراق مطلع الألفية الثالثة، ويحدث من قبل في الأراضي العربية التي يحتلها الكيان الصهيوني..
ولهذا فقد أخذ السيد القائد يؤكد على أن القضية والمشروع اللذين حملهما الشهيد القائد لم يأتيا من فراغ، أو كانتا عبثا، أو فضولا، وإنما استجابة للهوية والقيم والمبادئ الإسلامية، والتزاما بواجب الدفاع عنها أمام الأخطار التي تواجهها، ولهذا فقد بدى السيد القائد امتدادا أصيلا لأخيه الشهيد القائد حسين، يجد فيه أنصارالله خير سلف لقائدهم الشهيد المؤسس..
فإن شاء المتابع توصيفا مجملا لطبيعة مضامين كلمات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي عامة ولكلمته هذه خاصة فيمكنه أن يقول بكل تأكيد إنها توعوية بامتياز، كدأب محاضرات الشهيد القائد حسين الذي قال في احداها: “إننا في معركة مع العدو، أينا يسبق إلى وعي أبناء الأمة”، فيما أكد السيد القائد في كلمته هذه أن الوعي هو أكبر ما يمكن أن يحصن الأمة، وأنه أهم احتياج لها، مع التشديد على أن يكون سائدا لدى عامة أبنائها، فما لم يتسلح كل فرد في هذه الأمة بالوعي فسوف يكون حتمًا ضحيةً للتضليل والاستقطاب..
لطالما أكد الشهيد القائد في محاضراته على وجوب تحرك الشعوب للاضطلاع بمسئولية الدفاع عن الأمة لتقاعس الأنظمة العميلة، لكن صوته لم يصل لتلك الشعوب بفعل استهدافه وقتله وبفعل التضييق الإعلامي على أطروحاته، واليوم يتولى السيد القائد المهمة بكل اقتدار، ومتجاوزا كل العوائق..
حيث بدى السيد القائد عبدالملك بدرالدين في خطابه هذا خير معبر عن كل عربي ومسلم ضاق ذرعا بالواقع المأساوي الذي باتت عليه الأمة، إذ كانت كلمته بيانا تاريخيا للأجيال التي تم تغييبها جراء تضليلها من قبل الأعداء والأنظمة العربية والإسلامية العميلة، فقد بين السيد القائد الاتجاهات الثلاثة التي سار عليها العرب والمسلمون منقسمين في مواجهة ذلك الواقع المتردي، فكان أولا المستسلمون العملاء وتتشكل غالبيتهم من الأنظمة وبعض الاتجاهات الشعبية، ثم الصامتون الجامدون المستسلمون وغالبيتهم تشكلها الشعوب وبعض الأنظمة، وأخيرا الأحرار الاستقلاليون المسئولون المدافعون عن الأمة في مواجهة الأخطار..
كلام كهذا ﻻ شك يقض مضاجع عملاء أمريكا واسرائيل، لذا تحاول وسائل إعلامهم أن تتجاهله وأن تشغل الرأي العام العربي والمسلم كالعادة بأمور أخرى، لكنها تبدو عاجزة تماما عن اعتراض وصوله إلى أسماع العرب والمسلمين الذين أصبحوا شديدي الحرص على متابعة جميع كلمات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي وخطاباته..
فمع كلمة وراء كلمة، وخطاب وراء خطاب، تزداد نسبة المتابعين له، ويزداد عدد القنوات التلفزيونية العربية والإسلامية التي تنقل كلماته مباشرة على الهواء، فقد وجد فيه الكثير من أبناء الأمة خير من يتحدث عنها، ويوصف أوضاعها، ويشخص مشاكلها، ويقدم الحلول لإنقاذها.
فلطالما تضمنت كلماته استمالات إقناعية بوسعها أن تنفذ إلى ضمائر الشعوب العربية والإسلامية واختراق كل العوائق أمامها، حتى تحير أرباب الإعلام وفصحاء الكلام، وعجز خبراء لغة الجسد عن ضبط حركة واحدة له قد تشير إلى أنه ﻻ يقول الحقيقة، أو أنه يضلل الناس..
وبات ﻻ يمكن ﻷي منصف عربي ومسلم سوى أن يقر بصدقية ما يطرحه هذا السيد القائد ومطابقته للواقع..
ولكونه كذلك لم يتمكن أي إعلام مضلل من النجاح في تحوير كلامه، أو اقتناص زلة لسان له، أو هفوة ما، رغم طول الكلمات وعددها الكبير منذ بدأ يلقيها عبر الشاشات منذ حوالي خمس سنوات أو تزيد..
فها هو بلفة عربية فصيحة مدعمة بالمنطق يقنع العقلاء والنخب والمثقفين على مستوى الأمة والعالم، وباللغة ذاتها التي هي “السهل الممتنع” يقنع العامة باستمالات عاطفية تكسب تعاطف كل ذي قلب سليم، وباستمالات تخويفية توضح وحشية الأعداء يثير غيرتهم وحميتهم، ويحفزهم على التحرك الجاد والمسئول..
لكنه ﻻ يغفل أن يصارح الجميع بأن خيار الحرية والاستقلال والدفاع عن الأمة لا طريق له مفروشة بالورود، فيقول إن هذا الخيار له ثمن، ولا بد فيه من التضحيات على كل المستويات، لكنه الأقل كلفة، والمجدي الذي له نتيجة وعاقبة حسنة..
اليوم.. في ذكرى الاستشهاد كان السيد عبدالملك التجسيد الرائع للشهيد القائد، حتى شعر جميع المتابعين للكلمة أنه بينهم لم يستشهد بعد، يستنهض همم اليمنيين وجميع العرب والمسلمين بلسان أخيه..
وإذا كانت الحرب الأولى قد غيبت جسد الشهيد القائد لكنها وما تلاها من حروب عجزت عن تغييب فكره وثقافته القرآنية، ﻻ سيما وقد تعهد حمل رايتها قائد شاب رعاها باهتمام، فتمكن بتوفيق الله من إيصالها ليس فقط لأهل اليمن بل ولكافة العرب والمسلمين، وهل غير السيد عبدالملك يمكنه فعل ذلك اليوم !؟..
وإذا كان الشهيد القائد قد حذر قبل ستة عشر عاما من خطورة دخول أمريكا إلى اليمن، فإن السيد القائد عبدالملك يقود اليوم معركة الدين واليمن والأمة ضد العدوان الأمريكي السعودي الاسرائيلي على أرض الواقع..
وكما انزعج الأمريكيون حينذاك من قول الشهيد القائد فها هم ينزعجون اليوم من فعل السيد القائد، ومن قيادته الحكيمة لمسيرة كتب الله لها الاستمرار، وهيأ لها سبل الانتصار، رغم العدوان والحصار، مسيرة القضية العادلة التي تتضمن مشروعا قرآنيا نهضويا إستقلاليا متحررا جادا ومسئولا يواجه الأخطار وبقناعة تامة أنه لا مناص للشعوب في مواجهة هذه الأخطار الأمريكية الإسرائيلية من تحمل المسؤولية..
السلام على السيد قائدا وشهيدا..