قد يكون الجهاز مغلقاً أو خارج نطاق التغطية ؟؟. #فيصل_مدهش
من الطبيعي أن تتصل أنت أو أنا لأي شخص قريب كان أو صديق ، ويرد عليك الهاتف تلقائياً ” قد يكون الهاتف مغلق أو خارج نطاق الخدمة ”
ولكن أن يرد الهاتف بهذه العبارة على زعيم ، فهذه الكارثة بعينها .
خلال الأيام الأسابيع الماضية عاش الشعب اليمني على صفيح ساخن ، يعتريه الخوف والقلق على مستقبله ووطنه ، بفعل الطعنات الغادرة التي تلقاها ومازال يتلقاها من أطراف داخلية محسوبة على جبهة مواجهة العدوان ، إضافة لما كانت تنوي وتخطط له قوى العدوان ومرتزقتهم في سبيل إضعاف وتفكيك الجبهة الداخلية، من خلال وتحت غطاء مهرجان المؤتمر في السبعين .
عفاش أو ما بات يسمى بالزعيم كان ولازال رأس الحربة فيما حدث ويحدث في اليمن منذ ما يقارب 40 عام ، سوا كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وما يتعرض له اليمن من عدوان غاشم بربري منذ ثلاث سنوات هي بفعل تلك الأيادي الأمينة التي رباها خلال فترة حكمه .
خلال فترة العدوان ومنذ بدايته وحتى اليوم لم يتوانئ عفاش من الهمز واللمز والطعن في الظهر لمكون أنصارالله و اللجان الشعبية ” الإنقلابية ” كما يحلو له تسميتهم ، إضافة لما يقوم به مكتبه الإعلامي من رسم السياسة التوجيهية لكل وسائل إعلام حزب المؤتمر وبما تؤدي للنيل من سمعة أنصار الله وتشويههم أمام الشعب .
في الإسبوع الماضي كان المؤتمر على موعداً مع مهرجان جماهيراً دعى له زعيم الحزب قبل شهرين وهي فترة التحشيد التي إستمرت ودخلت موسوعة جينيس كأكبر فترة تحشيد في العام لمهرجان حزبي خاص ، وحتى إنتخابي عام .
أنصار الله لم يكن لديهم مشكلة مع إقامة أي مهرجان حزبي ، سوا للمؤتمر أو غيره من أي المكونات السياسية الأخرى الوطنية .
ما كان يخشى منه أنصارالله وكل الشعب اليمني هو في توقيت الدعوة وزمانها التي أتت بعد الحديث عن صفقات مشبوهة عقدها المؤتمر مع أطرف في العدوان على اليمن ، وفق ما تقتضيه مصالح الحزب أو الأسرة العفاشية وليس وفق مصالح الشعب اليمن ، حسب ما نشرته بعض وسائل الإعلام العالمية ومراكز الأبحاث التابعة أو ذات العلاقة مع أجهزة المخابرات الغربية .
ما نشرته تلك الوسائل عن تلك اللقاءآت وما تسرب عن المخططات التي كانت أعدتها قوى العدوان مع قيادات في الحزب تتواجد في الرياض ووقفت إلى صف العدوان ضد شعبهم ، أو جد المخاوف لدى الكثير من أبناء الشعب اليمني بشكل عام وليس أنصارالله فقط ، ما دفعهم لإتخاذ الإحتيطات اللازمة لمواجهة أي إحتمالات كانت تنوي على تنفيذها قوى العدوان تزامناً مع أو عبر إحتفالية المؤتمر في السبعين .
تأزمت العلاقات بين قيادة أنصارالله وقيادة المؤتمر وخصوصاً بعد خطاب عفاش المشؤوم والذي وصف فيه اللجان الشعبية “بالمليشيات ” وهي التي قدمت عشرات الألآف من منتسبيها شهداء وجرحى في سبيل الله والوطن ، مادفع الأخيرة لإصدار بيان شديد اللهجة والذي كان أشبه ما يكون ببيان حرب إنتقاماً لنفسها وكرامتها ممن تطاول عليها .
كاد الإنفجار أن يحدث لولا الإتصالات المكثفة التي أجراها عفاش مع عدد من الشخصيات في الداخل والخارج طلباً للوساطة وكان أهمها مع السيد حسن نصرالله الذي كان له اليد الطولى في منع الإنفجار بين الطرفين حسب ما نشرت وسائل إعلامية عدة .
ماكان للإزمة أن تحدث لو ترك عفاش إتصالاته وتواصله مع الخارج ومع قوى العدوان عبر مرتزقته في الخارج ، وسعيه الدؤوب في تصوير نفسه وحزبه كطرف ثالث ليس له علاقة بالعدوان ، وأنه مستعد لتقديم التنازلات على شكل مبادرات ، كالتي قدمها مجلس النواب المسيطر عليه المؤتمر بشكل كامل .
بعد ما حدث خلال الإسبوع الماضي ، هل بات عفاش يدرك حالياً خطورة المرحلة التي لا مكان فيها للحياد أو لوجود طرف ثالث ، كارثة إذا لم يدرك ذلك ، فقد يتصل يوم ، وقد يكون الجهاز مغلقاً أو خارج التغطية .