قتل المدنيين في صعدة.. إنتقام أمريكي سعودي لهزائم مأرب
لم يُفتضح النفاق الغربي، وبالأخص الامريكي، كما افتضح خلال العدوان الذي تشنّه السعوية والامارات بدعم امريكي بريطاني اسرائيلي صارخ، على الشعب اليمني، فأمريكا التي تدعي في الظاهر حرصها على وقف اطلاق النار في اليمن حقنا لدماء الشعب اليمني، لا تدخر وسعا في الخفاء، على تزويد المعتدين بكل اسباب القوة من اجل مواصلة العدوان، وإراقة المزيد من دماء الشعب اليمني، لدفعه الى رفع الراية البيضاء والاستسلام للمعتدين.
امريكا التي تذرف دموع التماسيح على الشعب اليمني، لم تفتح ابواب مصانعها العسكرية وترسانات اسلحتها، امام السعودية والامارات، على مدى اكثر من 6 سنوات، فحسب بل انخرطت وبشكل كامل، الى جانب بريطانيا والكيان الاسرائيلي، في العدوان على اليمن، ومحاصرة اليمنيين بر وجوا وبحرا، حتى بات الجوع يختطف طفلا يمنيا كل 5 دقائق، فيما شبح الموت من الجوع والامراض والاوبئة والفيروسات يحوم حول كثر من 20 مليون انسان يمني وفقا لتقارير المنظمات الدولية.
من اكثر وجوه النفاق الغربي قبحا، هو استغلال الغرب لمنظمة الامم المتحدة للتغطية على نفاقه الفاضح، ففي الوقت الذي يُدمر المعتدون، بالاسلحة الامريكية والغربية، البنى التحتية لليمن، ويدمرون مصانعه ومعامله ومزارعه ومستشفياته وجامعاته ومدارسه ورياض اطفاله ومحطات كهربائه ومائه، ويهدومون بيوت اليمنيين على رؤوس ساكنيها ويقتلون ويجرحون مئات الالاف من اليمنيين، اغلبهم من النساء والاطفال، لا نسمع حسيسا، لا لمنظمة الامم المتحدة، ولا للحكومات الغربية، خاصة امريكا، حيث يصاب الجميع بالعمى والخرس والطرش.
في المقابل عندما يرد الجانب اليمني،المعتدى عليه، دفاعا عن وطنه وشعبه، بقصف منشآت العدو العسكرية والنفطية، نرى الغرب المنافق، يتسابق الى التنديد بالرد اليمني، ويقدم اكثر من طلب لعقد اجتماع لمجلس الامن الدولي، بهدف “الضغط على اليمنيين لوقف عدوانهم على السعودية”!!، رغم انه لم يُصب حتى مدني واحد جراء القصف اليمني!!.
شهد العالم يوم امس الجمعة آخر حلقات النفاق الامريكي الغربي في اليمن، عندما ارتكب تحالف العدوان السعودي جريمة جديدة مروعة، ثمثلت باستهداف سوق الرقو بمديرية منبه في صعدة بقصف صاروخي ومدفعي خلف 12 شهيدا وأكثر من 80 جريحا من ضمنهم أطفال، وسط صمت وقح للمجتمع الدولي والهيئات الدولية والحكومات الغربية المنافقة وفي مقدمتها الامريكية.
اغلب المراقبين للشأن اليمني، اكدوا على ان جريمة صعدة المروعة ضد اليمنيين، جاءت انتقاما للهزائم التي مني به العدوان السعودي الاماراتي الامريكي البريطاني الاسرائيلي، في مارب، وهي هزائم لم توقفها أكثر من 452 غارة شنها طيران العدوان الأمريكي السعودي، على مديريات رواح ومدغل ورغوان ومجزر ورحبة وماهلية، في محافظة مأرب خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي.
هؤلاء المراقبون، رأوا في التصريحات التي صدرت عن وزارة الخارجية الامريكية والتي أعربت فيها عن “سأم وانزعاج” واشنطن من الهجمات على محافظة مأرب اليمنية، كانت بمثابة ضوء أخضر امريكي للسعودية من اجل تنفيذ جريمتها النكراء في صعدة، وهي تصريحات كان قد رد عليها عضو المجلس السياسي الأعلى في حركة انصار الله محمد علي الحوثي في سلسلة تغريدات عبر “تويتر” منها: “سينتهي سأم أمريكا بمجرد أن توقف عدوانها وتفك حصارها وتنهي احتلال اليمن”!.
اذا كان لابد لطرف ان يسأم، فهذا الطرف ليس سوى امريكا، التي مازالت تصر على بيع سلاحها لدولة معتدية مثل السعودية، بهدف تحقيق انتصار عسكري، وهو انتصار لن تشهده امريكا ولا “اسرائيل”ولا السعودية، حتى لو استمرت الحرب لسنوات اخرى، فالهزيمة لا معنى لها في القاموس اليمني، وهذا ما اكدته التجربة التاريخية، فالهزيمة في اليمن كانت ومازالت وستكون من نصيب المعتدين ولا استثناء بينهم.
أحمد محمد – العالم