قبائل اليمن الضمان الحقيقي لانتصار البلد
“قبائل اليمن كانت دائمًا الدرع الحامي لهذا الوطن، فتاريخها مشرف في مواجهة الغزاة، وهي اليوم على نفس النهج في التصدي لأعداء الأمة”.
بهذه الكلمات لخص السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الدور المشرف والعظيم الذي تلعبه قبائل اليمن في الذود عن اليمن وعن الأمة بشكل عام، وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني المظلوم، من خلال المشاركة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
لقد احتلت القبائل اليمنية مكانة رفيعة لدى قائد الثورة الذي وصفها في أحد خطاباته بأنها العمود الفقري للمجتمع، وهي القوة الضاربة في وجه المخططات المشبوهة والتآمرية التي تستهدف أمن الوطن واستقراره، كيف لا وهي من كان لها الدور الكبير بفضل الله في الانتصار الذي تحقق لليمن ضد تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، وإسقاط كافة مراكز النفوذ والهيمنة، ودحر العملاء والخونة والمرتزقة الذين يرتمون اليوم في أحضان الأمريكي والإسرائيلي.
تتمتع القبيلة في اليمن برصيد تاريخي حافل بالعطاء والمنجزات التي يفخر بها كل أبناء هذا البلد، وبها تحقق الانتصار العظيم لثورة الـ21 من سبتمبر المباركة، وكان لها الفضل الكبير في تحرر البلد من الوصاية والهيمنة الخارجية والتبعية العمياء والخروج من حكم السفارات.
لقد تحولت القبيلة اليمنية إلى أنموذج حقيقي في مواجهة العدو والتصدي للغزو الأجنبي، بعد حضورها القوي والفعال والمؤثر طيلة 10 سنوات في مختلف الجبهات والميادين وساحات القتال إلى جانب القوات المسلحة، سواء بالرجال أو المال أو السلاح أو العتاد أو القوافل، وهذا ليس بالشيء الغريب عليها لما تمتلكه من رصيد ديني وقيمي وأخلاقي مشرف.
في أكثر من مناسبة، حرص السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على إبراز دور القبائل اليمنية التي أكد أنها الضمان الحقيقي لثبات هذا البلد، فمع ثباتهم لن تنكسر عزيمة الشعب اليمني في مواجهة أي تحد أبداً، وهم الركيزة واللبنة الأساسية التي يبني عليها اليمنيون صمودهم وقوتهم ومقاومتهم بعد الله عز وجل.
من أهم مميزات ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة، أنها أعادت الاعتبار والمكانة الرفيعة للقبيلة في اليمن، بعد عقود من الإقصاء المتعمد الذي تعرضت له في ظل الأنظمة السابقة، وعلى رأسها قبائل مأرب الحرة، والتي لا تزال تتعرض للاستهداف اليوم بشكل ممنهج ومنظم من قبل مرتزقة العدوان وحزب الإصلاح، عبر إشغال قبائل مأرب في صراعات جانبية وتعميق النزعات الطائفية وإثارة الانقسام فيما بينها من خلال إحياء الخلاف وعمليات الثأر بين القبائل، بهدف السيطرة الكاملة على المحافظة ونهب ثرواتها ومواردها لصالح تحالف العدوان والاحتلال وقيادات جماعة الإخوان.
قبائل مأرب معروفة بتاريخها العريق وقد أورد القرآن الكريم ما يشهد بذلك: “نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد” وقد عرفت جيداً في مقارعة المستعمرين والغزاة، على الرغم من المحاولات القذرة لتحالف العدوان في تغييب أصوات القبائل الحرة في مأرب وتشويه صورتها، أما قائد الثورة فقد كان موقفه مختلفاً تماماً بعد أن ثمن دور تلك القبائل لرفضها الاستمرار في صف العدوان، موضحاً أن المصلحة العامة والشرف والكرامة هي في الأخوة والتعاون والتفاهم والوقوف ضد الهيمنة والوصاية الخارجية على بلدنا.
وأفاد السيد القائد أن قرار الوقوف مع الوطن الذي اتخذته قبائل مراد الوفية بمأرب، هو قرار وطني وشجاع، حر وشريف بكل الاعتبارات، مبيناً أن من يستمر في صف العدوان يسيء إلى بلده وقبائله في الحاضر والمستقبل، داعياً قبائل مأرب الأحرار إلى تعزيز الأمن والاستقرار والصلح العام ومنع الثارات، والتعاون على حل الإشكالات الداخلية على مستوى المحافظة والبلاد بصورة عامة.
إن الدعوة الصادقة لقائد الثورة في التعزيز وتأصيل دور القبائل، هو من أجل أن يكونوا بمستوى المسؤولية جميعاً في تحرير البلد والدفاع عنه، وممارسة دورها المأمول انطلاقاً من مسؤولياتها الدينية والأخلاقية والوطنية، والسعي نحو وحدة الصف وجمع الكلمة بما يخدم توجهات المسيرة القرآنية في بناء الدولة اليمنية الحديثة.
موقع أنصار الله