قالوا عن هزائمهم وانتصاراتنا.. شهادات أمريكية جديدة عن المعركة البحرية

قالوا عن هزائمهم وانتصاراتنا.. شهادات أمريكية عن المعركة البحرية

استهلكت ذخائرنا وكشفت عن نقاط ضعفنا وأثرت على قدراتنا – والتحديات التي فرضتها علينا خطيرة و كبيرة -خسائرنا باهظة ومواجهتها معقدة

أفضل القوات المقاتلة في المنطقة – مسيراتها وصواريخها  متطورة – قدرات مصانعها على انتاج الأسلحة سريعة – حققت أهدافها -أظهرت نفوذها وأثبتت قوتها

صحيفة الحقيقة / رصد وإعداد / مصطفى الآغــــا

سيتذكر اليمنيون والأمة العربية والإسلامية واحرار العالم بكل فخر الجبهة اليمنية المساندة لفلسطين ومعركتها البحرية  التي حققت فيها انتصارات  أعادت لليمن والأمة العربية عزتها وكرامتها وستظل منعطفا متميزا ليس على المسار الجغرافي العربي فحسب وإنما على مسارات العمل الإقليمي والدولي  حيث أنها كانت أكبر وأكثر المعارك العسكرية المعاصرة امتلاكا للمفاجآت التي تعددت وتنوعت من آليات واستثمار الزمان والمكان والتكنولوجيا والتسليح والقوة وأعظم تلك المفاجآت على الإطلاق كانت الإنسان اليمني الذي كانت إنجازاته وممارساته مفاجأة للأصدقاء قبل الأعداء فلقد تحدى المستحيل ذاته وقهره وانتصر عليه وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة وستبقى انتصارات اليمن في المواجهة البحرية وفشلهم وخسارتهم فيها والتعقيدات التي واجهتهم  مع اليمن كابوسا في ذاكرة واشنطن سياسيا وعسكريا وقد اعترفوا بذلك بأنفسهم بأن المعركة البحرية مع القوات اليمنية  استهلكت ذخائرهم وكشفت عن نقاط ضعفهم وأثرت على قدراتهم وافرزت تحديات كبيرة وخطيرة دفعتهم إلى إجراء تحديثات في الأنظمة العسكرية  في هذا التقرير نستعرض أبرز الاعترافات الأخيرة التي قالها قادة الجيش الأمريكي والمواقع المتخصصة في الشأن العسكري

قائد القوات البحرية السطحية نائب الأميرال بريندان ماكلين : استهلكنا أسلحة باهظة الثمن في مواجهة اليمن

اعترف قائد القوات البحرية السطحية نائب الأميرال بريندان ماكلين خلال المؤتمر السنوي لجمعية البحرية السطحية بالتعقيدات التي تواجهها قواته في البحر الأحمر وباب المندب بالقول: إن إحدى المدمّرات صدت “ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن أُطلقت على مسار منخفض وثلاثة صواريخ كروز مضادة للسفن وسبع طائرات بدون طيار هجومية في اتجاه واحد” أثناء العبور في باب المندب عازياً القدرة على اعتراض الصواريخ والمُسيّرات اليمنية إلى سرعة تحليل الدروس المستفادة من معركة البحر الأحمر وتحويلها إلى تدريب. وكدلالة على جدية المعركة مع اليمن، أقر ماكلين بأن لبلاده 26 سفينة من ضمنها مجموعة “نيميتز” معتبراً أن العدد المذكور يسمح بإعداد السفن الحربية المنتشرة بشكل أفضل في المواجهات العسكرية.
وفي المؤتمر نفسه، أقرّت البحرية الأميركية بشكل غير مسبوق بأنها أطلقت ما يقرب من 400 ذخيرة فردية أثناء القتال في البحر الأحمر على مدى الأشهر الـ15 الماضية. وتوزّعت الذخائر على النحو الآتي: إطلاق 120 صاروخاً من طراز “SM-2″، و80 صاروخاً من طراز “SM-6″، و160 طلقة من مدافع المدمّرات والطرادات الرئيسية من مقاس خمس بوصات، بالإضافة إلى 20 صاروخاً من طراز “ESSM” وصواريخ “SM-3”.

وزير البحرية الأمريكية  كارلوس ديل تورو : مواجهات البحر الأحمر استهلكت ذخائرنا وكشفت عن نقاط ضعفنا وأثرت على قدراتنا

قال وزير البحرية الأمريكية، كارلوس ديل تورو في المؤتمر السنوي لـ«جمعية البحرية السطحية»: إن المدمّرات والطرادات التابعة للبحرية الأميركية والتي تحتاج إلى مغادرة ساحة المعركة تحت وطأة الصواريخ والطائرات من دون طيار التي يطلقها «الحوثيون» في البحر الأحمر لإعادة تحميل خلايا صواريخها العمودية من طراز «أم كيو- 41» تتسبب في إيجاد فجوة و«تحد حقيقي». وأضاف أن «هذا التحدي لا يقتصر على حملة البحر الأحمر فحسب بل يمتد إلى حرب مستقبلية مع الصين عبر مساحة غرب المحيط الهادئ الشاسعة» في حال غزت بكين تايوان أو تصاعدت التوترات في بحر الصين الجنوبي. وشدد وزير البحرية الأمريكية على أن المواجهات في البحر الأحمر تسببت في استهلاك مئات الذخائر وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى تسريع نظام “إعادة التسلح البحري المتنقل”.

مستشار الأمن القومي جيك سوليفيان : ”الحوثيون” يمثلون تحديًا صعبًا بشكل خاص ويمكنهم إنتاج أسلحة بسرعة وبساطه أكثر مما تنتجه أمريكا

أقر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأن اليمنيين “يمثلون تحديًا صعبًا بشكل خاص لأَنهم سيكونون سعداء بتوسيع نطاق الحرب مع الولايات المتحدة” معتبرًا أن “فكرة شن عملية كبرى بأعداد ضخمة من القوات الأمريكية على الأرض في اليمن ليست خيارًا جَذَّابًا بشكل خاص”.
وفي حديثه عن استنزاف الذخائر الدفاعية المكلفة في البحر الأحمر قال سوليفان: إن اليمنيين “يمكنهم بسرعة إنشاء أشياء أبسط كَثيرًا من تلك التي تنتجها الولايات المتحدة، صحيح أنها ليست بنفس الجودة، لكنها بالتأكيد جيدة بما يكفي لإحداث تأثير كبير في ساحة المعركة”
وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في تصريحات لـــ موقع  “ميليتاري” العسكري الأمريكي إلى أن البحرية حين تطلق الكثير من الصواريخ الاعتراضية ضد طائرات بدون طيار التي تشن هجمات في اتجاه واحد فإن التكتيكات في البحر الأحمر تتكرر وتتغير”.
واعترف سوليفان بأن استخدام الصواريخ لإسقاط طائرات بدون طيار غير مكلفة نسبياً هو مجرد معادلة رهيبة بالنسبة للولايات المتحدة، كما هو واضح

ما زال في جعبتهم أسلحة أخطر

ومن جهته أورد معهد «كوينسي» الأميركي للدراسات أن «الحوثيين كانوا ولا يزالون إحدى أفضل القوات المقاتلة في المنطقة، إن لم يكن في العالم»، وأنهم «سادة الحرب غير المتكافئة كما يتضح من حملتهم على البحر الأحمر» والتي حقّق هؤلاء فيها «أهدافهم إلى حد كبير بفرض التكاليف على إسرائيل وحلفائها» و«أظهروا كذلك نفوذهم الإقليمي وعزّزوا الدعم داخل اليمن وخارجها». وإذ لفت المعهد إلى أن «الحوثيين يمتلكون مصانع يمكنها تصنيع عشرات الطائرات بدون طيار أسبوعياً» قال إنه «لا يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يتحملوا إنفاق أعداد كبيرة من الصواريخ التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات ضد طائرات بدون طيار التي قد لا تتجاوز تكلفتها ألف دولار» وأضاف أنه «حتى الآن، لم يستخدم الحوثيون سوى جزء صغير من الطائرات المسلّحة بدون طيار والصواريخ التي يمتلكونها ولم يستخدموا كذلك طائراتهم وصواريخهم الأكثر تطوراً البعيدة المدى». وأيضاً، ذكر المعهد أن «الحوثيين يمتلكون أعداداً كبيرة من الألغام البحرية، بما في ذلك الألغام النفوذية التي يصعب اكتشافها».

معركة البحر الأحمر كشفت نقاط ضعف خطيرة وتحديات كبيرة ولهذا نعمل على تحديث أنظمة السفن والمدمرات بتكاليف باهظة

بتقنيات تكنولوجية  متطورة وتكتيكات جديدة خاضت القوات المسلحة اليمنية  المعركة البحرية  مع الجيش الأمريكي وسببت له خسائر فادحة وتمكنت من استهداف بوارجه الحربية وحاملات الطائرات ولم تتمكن من التصدي لها أجبرت الأخيرة إلى البدء في إجراء تحديثات لأنظمة السفن الحربية والمدمرات التابعة لها من أجل معالجة نقاط الضعف الخطيرة التي كشفتها تلك المعارك البحرية.

نقاط ضعف خطيرة وتحديات كبيرة

قال موقع قيادة الأنظمة البحرية-نافال نيوز: ” إن  البحرية الأمريكية بإجراء تحديثات لأنظمة السفن الحربية والمدمرات التابعة لها من أجل معالجة نقاط الضعف الخطيرة التي كشفتها معركة البحر الأحمر والتحديات الكبيرة وغير المسبوقة التي فرضتها العمليات البحرية اليمنية والتي فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في تجاوزها على مدى عام كامل، سواء على المستوى العملياتي أو على مستوى التكاليف.

ووفقا للموقع فقد قام مكتب برنامج وحدات مهام سفن القتال السطحية بالبحرية، بتحديث نظام (سي- يو إيه إس) لمكافحة الطائرات بدون طيار على متن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) من فئة (فريدوم)”. ونقل البيان عن مدير البرنامج، الكابتن ماثيو ليمان قوله: “إن الأحداث الأخيرة في منطقة مسؤولية الأسطول الخامس للولايات المتحدة تؤكد أهمية تجهيز سفننا الحربية بأنظمة (سي- يو إيه إس) الحديثة لإبقاء التهديدات الناشئة تحت السيطرة”ووفقاً للبيان فإن التحديث يتضمن إطلاق صواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار لمواجهة التهديدات.

هجمات على المدمرات

بدورة موقع “تاسك آند بوربس  ”  الأمريكي المختص بشؤون البحرية اشار إلى إن “السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) كانت في البحر الأحمر خلال الخريف الماضي في مهمة استمرت عدة أشهر، وفي سبتمبر 2024 تعرضت هي ومدمرتان لهجوم بذخائر يمنية في البحر الأحمر”.

وأضاف الموقع إلى أن هذا التحديث يأتي بدافع البحث عن بدائل أرخص من الذخائر المكلفة التي كانت البحرية الأمريكية تستخدمها في البحر الأحمر لمواجهة هجمات قوات صنعاء، لأن صاروخ (هيلفاير) يكلف حوالي 200 ألف دولار، وهي أرخص من صواريخ (آر آي إم) الموجودة على السفينة والتي تكلف أكثر من مليون دولار للصاروخ الواحد، وكذلك أرخص من صواريخ (إس إم -2، و3، و6) ذات التكاليف الأكبر بكثير، والتي تم استخدام المئات منها في البحر الأحمر.

نفيذ برنامج تدريبي لمواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار على السفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر وحوله

وكان موقع  “ذا وور زون” العسكري الأمريكي قد نشر قبل أيام أيضاً تقريراً قال فيه: إن البحرية الأمريكية “نفذت العام الماضي برنامجاً تدريبياً مكثفاً لتمكين سفن القتال الساحلية من فئة (فريدوم) المسلحة بصواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار من إطلاق تلك الأسلحة ضد الأنظمة الجوية غير المأهولة، أو بعبارة أخرى، الطائرات بدون طيار، وقد جاء هذا في استجابة مباشرة للمخاوف بشأن تهديدات الطائرات بدون طيار الحوثية على السفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر وحوله”.ووفقاً للموقع فإن السفينة (إنديانابوليس) هي أول سفينة تحصل على هذا التحديث، مشيراً إلى أن “من غير الواضح عدد السفن من فئة (فريدوم) التي تنتظر الحصول على ترقيات جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار، وما إذا كانت هذه القدرة قد تنتقل إلى أنواع فئات أخرى”.

قد يعجبك ايضا