قائد القيادة المركزية الأمريكية: مسيّرات اليمن تشكل تهديدًا متزايدًا للولايات المتحدة
أقرّ قائد “القيادة المركزية” الأميركية مايكل كوريلا بعدم وجود “حل عسكري خالص لجميع التهديدات المعقدة التي نواجهها” (في إشارة إلى عمليات القوات المسلحة اليمنية)، مضيفًا أن “الشرق الأوسط يمرّ بوضع غير محتمل وغير مسبوق”، ولافتًا إلى أن “اليمن يصنع الكثير من الطائرات المسيرة ولدينا تحديات في ذلك”.
وأكد كوريلا أن “المسيّرات اليمنية واحدة من أكبر التهديدات لأنها غير مكلفة وسلاح موجه بدقة”.
اعتراف قائد “القيادة المركزية” الأميركية جاء بالتزامن مع إعلان قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن تنفيذ القوات المسلحة اليمنية لـ 96 عملية إسنادًا لغزة منذ بداية معركة طوفان الأقصى.
ولفت السيد الحوثي إلى أن عدد الصواريخ التي أُطلقت في العمليات البحرية ضد الأهداف الأميركية والإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وباتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال خمسة أشهر إسنادًا لغزة، هو أكثر مما تم إطلاقه باتجاه السعودية والإمارات في 8 سنوات من العدوان على اليمن، كاشفًا عن إطلاق 403 من الصواريخ الباليستية والمجنّحة والطائرات المسيّرة في عمليات الإسناد لمعركة طوفان الأقصى استُهدفت عبرها 61 سفينة.
وكان القائد الأعلى للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط جورج وايكوف قد اعترف في مقابلة صحفية، في شباط/فبراير الفائت، بأن من أسماهم “الحوثيون” في اليمن لا يمكن ردعهم، مؤكدًا عدم استطاعة جيشه “تحمل هذا الجهد العسكري في البحر الأحمر بمفردنا”.
وتأتي عمليات القوات المسلحة اليمنية في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، والتي تخوضها إسنادًا للمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام المنصرم 2023.
قائد الأسطول الخامس الأميركي: لم نحقّق الردع ضد أنصار الله في اليمن
وفي وقت سابق أكّد قائد الأسطول الخامس في الجيش الأميركي جورج ويكوف أنّ الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد حركة أنصار الله اليمنية لم تنجح في ردع الأخيرة، وذلك بعد مرور أكثر من شهر منذ بدء الحملة.
وفي مقابلة مع موقع “المونيتور” وهي الإطلالة الإعلامية الأولى له منذ تسلم منصبه قبل أسابيع، قال ويكوف الذي يشرف على الحملة العسكرية ضد أنصار الله: “إن الأخيرة تواصل ما أسماها “النشاطات الإرهابية” رغم الضربات التي تشن على اليمن.
وفي إشارة إلى يأسه من أن تحقق الضربات الجوية على اليمن ردعًا، عبّر ويكوف عن أمله في أن تؤدي الضغوط الدبلوماسية على أنصار الله إلى وقف هجماتهم على السفن الصهيونية أو المتعاونة مع الكيان الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي.
هذا وقالت مجموعة “صوفان” أن “المقاربة الاستباقية ضد حركة أنصار الله لم تردع الأخيرة”، مشيرة إلى الضربة التي نفذتها الجماعة ضد سفينة M/K Rubymar البريطانية منتصف شباط الجاري، والتي تسببت بتعطيل السفينة وإجبار طاقمها على مغادرتها.
كما لفتت المجموعة إلى أن نائبة المتحدث باسم “البنتاغون” سابرين سينغ صرحت في الثاني والعشرين من هذا الشهر أنّ هجمات أنصار الله ازدادت في الفترة الأخيرة، مشيرة في الوقت عينه إلى أن بعض التقارير الصحفية أفادت أن بعض المسؤولين الأميركيين خلصوا إلى أنّ الضربات لوحدها لا تحقق الغاية المطلوبة، ونبهت إلى ما قاله بعض المسؤولين أيضًا عن أن مواصلة استخدام الصواريخ الباهظة الثمن ضد المسيرات والصواريخ “الرخيصة” لدى أنصار الله هو غير عملي.
كذلك تحدثت المجموعة عن تنامي الأصوات في واشنطن التي تدعو إلى التصعيد الملموس ضد أنصار الله في اليمن، مشيرة إلى أن محللين بارزين وإلى جانب بعض المسؤولين الأميركيين السابقين يطالبون بالدعم الأميركي لعمليات برية ضد أنصار الله، وذلك على أساس أن مثل هذه العمليات هي السبيل الوحيد لإجبار الجماعة على تغيير سياساتها.
ولفتت المجموعة إلى أنّ البعض دعا أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب الأميركي إلى استراتيجية برية ضد أنصار الله، والتي تقوم على تسليح القوات التابعة لـ”حكومة جمهورية اليمن”، وتوفير الغطاء الجوي لها. كما أضافت أن “المؤيدين لخوض معركة برية ضد أنصار الله يقولون إن القيام بذلك لن يتطلب إرسال قوات أميركية أو أوروبية إلى اليمن”.
كذلك تحدثت المجموعة عن رؤية أخرى قد تقوم على دعم قوات سعودية وإماراتية في معارك برية ضد أنصار الله، وذلك بدعم جوي أميركي كثيف، إلا أنها نبّهت إلى أن السعودية والإمارات لا ترغبان باستئناف القتال في اليمن، حتى إذا قدم لهما الدعم الأميركي الذي لم يكن موجودًا طوال فترة ما بين عامي ٢٠١٥ و٢٠٢٢.
وتابعت المجموعة أن “استئناف القتال البري سيدفع بأنصار الله على الأرجح إلى استئناف هجماتها على الأراضي السعودية والإماراتية بواسطة الصواريخ والمسيرات”، مشيرة إلى ما يقوله البعض عن أن استئناف العمليات البرية في اليمن سيفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، غير أن المجموعة رجحت أن تكتسب الدعوات لمقاربة بديلة عن تلك القائمة اليوم قوة أكبر، وذلك رغم المخاطر الناجمة عن التصعيد ضد أنصار الله.
أقرأ أيضا
البنتاغون يقر باحتفاظ الجيش اليمني بقدراته رغم العدوان الأمريكي البريطاني
صحيفة تلغراف عن قادة سابقون بالجيش البريطاني .. سفننا الحربية تفتقر للقوة النارية لمهاجمة أنصار الله
الجيش الإيطالي : الهجمات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن مرتبطة بحرب غزة