قائد الثورة يرسم ملامح العام الخامس من الصمود
الحقيقة/كتب/عبدالرحمن العابد
ببسمة يملأها الأمل والتفاؤل، رسم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ملامح العام الخامس من الصمود، وبثقة المنتصر، عدد المحطات التي مرت بها اليمن “سلما وحربا” على مدى 4 سنوات من العدوان، مع الثناء والتقدير لما قدمه الشعب اليمني من تضحيات وصمود رغم الواقعة، أفرد في خطابه جزء لمخاطبة المرتزقة في أحضان العدوان، طالبهم بالعودة إلى احضان الوطن والاعتذار له بالتحرك الجاد لطرد الاحتلال، الذي بات يستهدف كل المكونات شمالا وجنوبا، والدفاع عن الأرض والعرض باعتباره واجب وطني واخلاقي وديني.
السيد أكد بأن ما تتعرض له اليمن ارضا وانسانا ، عدوان ظالم ولا شرعية له وأن حاول الغزاة رفع شعارات مخادعة ، كشف عن جزء من زيف ما يدعونه، فهادي قدم استقالته وغادر الوطن كأي مواطن، وسقطرى والمهرة لم تكونا في نطاق المعارك حتى يجيش العدو لهما كل طاقته، أضف إلى ذلك قتله للأطفال والنساء وتدميره لمقدرات الحياة العامة بشكل يومي وجميعها تعريه وتفضح مخططاته.
يؤكد السيد، وهو يشابك بين اصابعه، بأن الشعب الذي صمد لأكثر من 4 سنوات في وجه قوات ومرتزقة من عشرات الدول ومعززة بكل تقنيات العالم لا يعول على اية جهة خارجية ولا يراهن على موقف سوى الصمود والتوكل على الله، فأمريكا لم تكن يوما تدافع عن حق وهي التي تجوب العالم للإطاحة بأنظمة، زعمائها منتخبون ديمقراطيا وتغتال آخرين لأنهم ليسوا موالين لها والامثلة في سوريا وفنزويلا خير شاهد، فهي ليست اكثر من شرطي يوزع اراضي المنطقة ويستحل بلدان بأكملها، كما حدث مؤخرا عندما اعلن ترامب بأن الجولان اسرائيلية وفلسطين ارض للكيان الصهيوني، بينما الصين وروسيا لا تتحركان الإ في حدود مصالحهم واليمن طبعا ليس على الاجندة، وحتى الجامعة العربية لم تكون سوى أداة أخرى لخدمة الاحتلال الاسرائيلي ، فهي لم تفعل شيء للشعب الفلسطيني أو حتى للشعوب المظلومة ولم تقف حتى ضد الجماعات التكفيرية التي اغرقت دول في الفوضى بما فيها مصر.
هذه شواهد بسيطة على أن صمود الشعب اليمني وتصديه للعدوان دفاعا عن كرامته و سيادته كان موقف صحيحا ، وفقا لما يراه السيد، وقد بدأت ثمار صموده تتجلى، فالكلفة العسكرية للعدوان على مدى السنوات الماضية باهضة الثمن على مستوى المعدات والافراد، والوضع الاقتصادي للنظامين السعودي والإماراتي، اللتان كانتا من كبار اباطرة النفط في المنطقة، حرج جدا ويواجه تحديات جمة انعكست في الازمات اللاتي يعانين منها، اضف إلى ذلك فشله في تحقيق اية اختراقات رغم كل ما يمتلكه من قدرات عسكرية وغطاء سياسي دولي، وكل ذلك بسبب احتفاظ الشعب اليمني بالعمق الجغرافي ذي “النواة الصلبة” التي قد تشكل منطلق لاستعادة ما تم احتلاله في الساحل والصحراء والحدود ، وذلك بفعل تماسك الكتلة البشرية لهذه النواة وتوجهها الصحيح وانطلاقها الجاد وحماسها العظيم، وقد اثبتت فعلا حضورها الدائم في دعم الجبهات والمظاهرات والمناسبات الدينية والسياسية وقدمت قوافل الشهداء.
كان العدوان، كما يتحدث السيد، يراهن على الورقة الاقتصادية ليتفاجأ بالإرادة الشعبية تتغلب على الجوع، والصمود يتحدى الكارثة الصحية التي تسبب بها، وحتى الدولة التي قطع رواتب موظفيها على أمل انهيارها ظلت متماسكة إلى اليوم رغم المؤامرات التي يحيكها العدوان لها، لكن وقد باتت اليمن ارض صلبة ومتماسكة وجاهزة للانطلاق نحو الخامس، يضع السيد أولى لبنات البناء وتعزيز الصمود، فالمرحلة المقبلة كما بشر بها السيد ستشمل وضع مضادات حيوية لتطهير مؤسسات الدولة من الفساد وإصلاحها مع اعطائه الالوية للقيام بواجباتها، و المسار التفاوضي سوف يستمر لإقامة الحجة على العدوان ومرتزقته، كما كان عليه الحال في الجولات السابقة من المفاوضات التي قدمت فيه اليمن تنازلات كبيرة، لكن العدوان تهرب من بعضها كالإطار السياسي للحل وتنصل من أخرى فقط لأنها لم تحقق هدفها باعتبارها كانت وسيلته للاحتلال والسيطرة على اليمن، والشواهد في ذلك كثيرة ، فاتفاق الحديدة كان واضحا ولا لبس فيه، فمنح الأمم المتحدة دور رقابي في الموانئ يؤكد بما لا شك فيه بأن المدينة ستظل بوضعها الامني والإداري تحت السلطة في صنعاء، واذا كان الاتفاق ينص على تسليمها لبريطانيا أو المرتزقة كما يحاولون تصويره فلا داعي للدور الرقابي مع أن العدوان يفرض تفتيش ورقابة مسبقة في البحر.
السيد الذي حذر من التصعيد العسكري في الحديدة وتوعد “بهدوء” بأن نتائج ذلك لن تكون في اليمن بل ستصل إلى عمق الرياض وابوظبي، اعلن جاهزية صنعاء لتنفيذ الاتفاق، لكن ذلك يستدعي اخذ الحيطة والحذر من الغدر في المحافظة المحاصرة من قبل قوات العدوان ومرتزقته ممن لم يوقفوا حصارهم للدريهمي ولم يتوقفون عن قصف المدينة. رغم تأكيده حضور المسار التفاوضي خلال الفترة المقبلة عل ذلك يدفع العدوان للندم، يشدد السيد على ضرورة تعزيز الصمود فالأخير كفيل بإنجاح أي اتفاقيات وسيجعل أي مفاوضات تصل إلى نتيجة فاعلة، لكنه لن يتحقق الإ بمزيد من النشاط التعبوي لتحصين الجبهة الداخلية، والتجنيد على مستوى الدفاع والداخلية، إضافة إلى العناية بمؤسسات الدولة ، وتطوير القدرات العسكرية وبما يجعل اليمن في مراتب الدول المتقدمة في التصنيع العسكري على مستوى المنطقة بهدف التطوير ، فاليمن كانت وستظل علاقاتها بجيرانها قائمة على حسن الجوار طالما بادل الاخيرين علاقة الاحترام المتبادل والكف عن التدخل في شؤون الاخرين. لتحقيق مزيدا من الانتصارات والثبات يدعو السيد إلى العناية بالتكافل الاجتماعي والاهتمام بالزكاة عبر هئيتها الرسمية باعتبارها عامل في مكافحة الفقر ومساعدة المحتاجين، وتطبيق الرؤية الوطنية التي ستعمل على بناء الدولة على اسس الهوية الوطنية وبما يسهم في اصلاح القضاء والتعليم والأمن والاقتصاد.