قائد الثورة يجدد التأكيد على موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية
Share
جدد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية والذي يأتي من منطلق إيماني وأخلاقي.
وعبر قائد الثورة في الدرس العاشر من وصية الإمام علي لابنه الإمام الحسن عليهما السلام، عن أمله في مواصلة الشعب اليمني لنشاطه واستمراره في موقفه الواضح والبارز تجاه قضية فلسطين.
وتطرق إلى التصعيد الصهيوني الإجرامي في جنين، مؤكداً أن العدو الصهيوني منذ تشكيل كيانه في أرض فلسطين كعصابات إجرامية يمارس الجرائم والاعتداءات اليومية ضد الشعب الفلسطيني بشكل مستمر على مدى عقود من الزمن.
وقال “منذ البداية وإلى اليوم لم يرتق الموقف العربي والإسلامي للمستوى المطلوب بحجم المسؤولية تجاه ما يحصل هناك من مظالم، ما مكن العدو الصهيوني من تعزيز تواجده وبناء كيانه وتحوله إلى عدو فاعل يعلق عليه الغرب في دور أكبر وأخطر على مستوى المنطقة”.
وعرّج على التوجهات والمواقف والاهتمامات الإيجابية والمشرفة للمجاهدين في فلسطين وفي لبنان ومحور المقاومة الذي يدعم ويساند الشعب والمقاومة الفلسطينية.. وأضاف “إن ذلك شيء مهم ويتنامى إن شاء الله ويصل إلى المستوى المطلوب وهذا ما نأمله ونحرص عليه ونسعى إليه”.
وأكد قائد الثورة أن مسؤولية الأمة تجاه ما يحصل في فلسطين مسؤولية كبيرة.. مشيراً إلى أنه لم يتم تفعيل مسألة المقاطعة للبضائع الصهيونية في كل البلدان العربية والإسلامية.
ولفت إلى أن هناك دول دخلت في جريمة التطبيع والعمالة والولاء لإسرائيل والتحالفات مع العدو الصهيوني وأصبحت تستقبل بضائعها وتدخل في علاقات اقتصادية واسعة، وتشارك في التمويل بما يدعم العدو الصهيوني في اعتداءاته على الشعب الفلسطيني.
وأفاد بأن هناك دول تراجعت في مواقفها الروتينية الاعتيادية من بيانات وموقف دبلوماسي ووصلت إلى مستوى التطبيع إما السري أو العلني مع العدو الصهيوني.
وقال “لن يتجه النظام السعودي مثلاً لا باتجاه السويد ولا العدو الصهيوني، ولم يفعل ما فعله مع قطر، فهل سيفعل النظام السعودي ما سبق وعمله مع قطر، يوم غضب على القطريين وقطع كل علاقاته بهم ومنع الأجواء السعودية عنهم، وتعامل معهم بموقف شديد وهجمة إعلامية سلبية إلى غير ذلك؟”.
وأضاف “ولا لموقف يتخذه العرب ضد بعضهم البعض من مقاطعة وحزم وعزم، ومواقف شديدة وغلظة وفضاضة وشدة، ولكن لا يصدر منهم مثل تلك المواقف تجاه أعداء الأمة، لا تجاه ما حصل من إساءة للقرآن الكريم وإحراق المصحف الشريف، ولا تجاه ما يحصل في فلسطين المحتلة”.
وأكد قائد الثورة أن واجب الجميع أن يكون لهم صوت واضح وتحرك وإدراك بأن المسؤولية مستمرة تجاه معاناة الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه .. ومضى قائلاً “علينا كأمة إسلامية ومسلمين مسؤولية دينية وأخلاقية، ليس في الأوقات التي يشتد فيها تصعيد العدو الصهيوني، بل في هكذا ظروف ينبغي أن يكون هناك وتيرة أكبر في التحرك الجاد بكل الأشكال”.
وأفاد بأن من المفترض أن يكون للأمة والعالم العربي بشكل عام، نشاط دبلوماسي قوي ومكثف وتحرك جاد ودعم سخي للشعب الفلسطيني.. لافتا إلى أن الأنظمة العربية تمتلك أموالاً كثيرة تهدرها إما فيما لا داعي له من العبث وإما فيما يضر بشعوب الأمة والاعتداء على أبنائها أو خدمة مباشرة لأعدائها.
وتساءل قائد الثورة” أين هو الدعم السخي، من دول الخليج مثلاً للشعب الفلسطيني ومن بقية الدول العربية؟”.
وعبر عن الأسف للموقف العربي الضعيف .. وقال “هناك موقف ضعيف على مستوى الواقع العربي، أين حملات العزم والحزم وتلك العبارات الشديدة واستعادة فلسطين للحضن العربي وإنقاذها من براثن الصهيونية اليهودية لا شيء؟”.
وشدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على ضرورة استشعار الجميع للمسؤولية في التحرك تجاه القضية الفلسطينية.. معربا عن عن الأمل في أن تتعز حالة التنسيق والتعاون في إطار محور المقاومة.
كما عبر عن الفخر والاعتزاز والتقدير والإكبار لما يبذله الشعب الفلسطيني من جهود وما يقدمه من تضحيات وصبر وعطاء في جنين والضفة الغربية وقطاع غزة وكل أرجاء فلسطين.. مؤكدا أن تضحية وصبر الشعب الفلسطيني سيكون لها ثمرة، في حين تبقى المسؤولية على الجميع في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال ودعمهم بكل أشكال الدعم المعنوي والمادي وغير ذلك.
وتناول قائد الثورة، ما يتعرض له المصحف الشريف من ممارسات إجرامية تستفز العالم الإسلامي وتسيء للعرب والمقدسات بصورة مستمرة ومنظمة وممنهجة تقف ورائها الصهيونية العالمية واللوبي اليهودي الصهيوني الذي يتلاعب بالغرب من أمريكا وأوروبا ويحرك الأنظمة والحكومات ويخترق الشعوب كما يُريد.
وأشار إلى أن العالم الغربي أصبح مسرحاً ومرتعاً لمؤامراته ومكائده التي يستهدف بها البشرية بصورة عامة، والأمة الإسلامية بوجه خاص، مؤكداً أن الإساءة للقرآن الكريم، إساءة لكل الرسل والأنبياء وكتب الله سبحانه وتعالى.
وقال “في الغرب يسمحون للإساءة المباشرة إلى الله جل شأنه وإلى رسله وأنبيائه وكتبه فيما يمنعون كشف حقائق اليهود أو الحديث عن جرائمهم وفضائحهم ومؤامراتهم ضد المجتمع البشري، ما يكشف بوضوح مدى السيطرة الصهيونية على أوروبا وأمريكا ومدى نفوذ اللوبي اليهودي الصهيوني الكبير هناك”.
وعبر عن الأسف لرد الفعل في العالم الإسلامي والذي لا يرقى إلى مستوى المسؤولية.. وقال “جريمة الإحراق للمصحف الشريف، جريمة رهيبة، ويفترض أن تستفز كل إنسان مسلم ويغضب ويتألم لذلك ويكون له دافع لاتخاذ أي موقف”.
وأوضح أن هناك مواقف متاحة أمام العالم الإسلامي كأنظمة وحكومات هي في الحد الأدنى، قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية باعتبارها خطوات ممكنة ومؤثرة في حال اتجه العالم الإسلامي الذي يبلغ عدد دوله 50 دولة لمقاطعة العلاقات الدبلوماسية مع السويد وكذا مقاطعتها اقتصادياً، مؤكداً أن ذلك سيؤثر عليها وسيكون درساً لغيرها.
وقال “نحن في اليمن ليس لنا علاقة دبلوماسية مع السويد، كان هناك دور محدود معها من خلال استضافة بعض جولات الحوار، وأبلغنا السويد رسمياً أنه لا يمكن أن يبقى لها هذا الدور في استضافة أي جولات حوار أو ما شابه كما أنه لن يكون لنا أي علاقة دبلوماسية ولا اقتصادية”.
وأضاف “في صنعاء هناك قرار حاسم بمقاطعة البضائع التي تنتجها السويد، نتمنى أن يكون هناك خطوات في العالم الإسلامي وبقية الدول العربية ولو بهذا المستوى”، مبيناً أن بيانات الشجب والتنديد من بعض الدول العربية لا تكفي وهو أمر مؤسف ومخزٍ لها.
وتابع “بإمكان الشعوب العربية أن يكون لها صوت تعبر عنه، ومن لهم مشاركات في الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، لابد أن يكون لهم نشاط واسع يعبر عن سخطهم وغضبهم وموقفهم وكذا الخروج في تظاهرات ومسيرات تعكس موقف الأمة”.
ولفت إلى أن المقاطعة الاقتصادية، بوسع الشعوب وفي متناول كل شخص من أبناء الأمة مقاطعة منتجات أي بلد معين خاصة وأن هذه الأمة يتعدى سكانها المليار ونصف المليار مسلم، سيؤثرون بصورة فاعلة في حال المقاطعة، ما يتطلب تعاملاً بمسؤولية مع هذه المهمة.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن من مصلحة الأمة أن تعتمد على نفسها في الإنتاج كحل بديل عن اعتمادها على منتجات أعدائها الذين لا يحترمون مشاعرها.
وتابع “المجتمع الغربي ليس فقط يحترم مشاعر اليهود الصهاينة بل يعظمهم، ويمنع أي كلمة فيها حديث عن حقائق من واقعهم وأي نشاط يكون فيه أي تظلم من جرائمهم في فلسطين وغير ذلك، فما بالك بواقع الأمة الإسلامية التي هي عدد كبير جداً لا يقيم لها أي اعتبار، لا من المجتمع ولا الأنظمة ولا الحكومات ولا الشركات الغربية، ما يجب يكون هناك موقف باعتبار ذلك مسؤولية أمام الله”.