قائد الثورة يؤكد على أهمية تعزيز الثقافة التحررية ومواجهة خطر الاحتلال
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على أهمية تعزيز ثقافة الحرية والاستقلال والوعي بخطورة الاحتلال الأجنبي.
وشدد السيد عبدالملك الحوثي في كلمته مساء اليوم بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام، على ضرورة التحرك الجاد والمسؤول في مواجهة العدوان إنطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي وما قدمه الرموز العظماء في تاريخنا ومنهم الأمام زيد بن علي.
وأشار إلى أن استشهاد الأمام زيد لها شقان الأول المأساة والمظلومية والثاني الحق بكل ما في الحق من روحية وقيم وتعليمات ومنهج حياة ومسؤولية.
ولفت إلى ما يحظى به الأمم زيد من مكانة مرموقة لدى أبناء الإسلام بمختلف مذاهبها وأفكارها وتياراتها فيما كان عليه من عظيم الصفات وكمال إيماني وكذا ما يحظى به باعتبار دوره التاريخي العظيم في الأمة الذي امتد أثره إلى اليوم.
وبين السيد عبد الملك الحوثي أن الأمام زيد تحرك امتدادا لثورة جده الإمام الحسين في الروحية والمبدأ والقيمة التي انطلق من مبدأ واحد هو نهج جدهم محمد صل الله عليه وسلم التحرك الذي تحرك به في أوساط الأمة توجه إصلاح الأمة وواقعها وقيمها وإقامة العدل ودفع الظلم والطغيان.
وأشار إلى أن الأمام زيد تحرك من واقع المسؤولية بكل ما يحمله من قيم ومبادئ من موقع الهادية اندفع للتحرك إشفاقا على الأمة وإدراكه خطورة الوضع القائم وما يمثله الطغيان والمجرمون من خطورة على الأمة .
وقال” تحرك تحركا بمسؤولية بكل ما تعنية الكلمة من منطلق المسؤولية أمام الله المسؤولية التي تربى عليها واستوعبها من خلال القرآن الكريم والتربية الإيمانية التي حظي بها لدى والده زين العابدين وورثها أيضا من البيت الطاهر تحرك بمسؤولية وهو الذي قال والله ما يدعني كتاب الله أن اسكت”.
وأضاف” اليوم بطبيعة الظروف التي تواجهها الأمة وتعاني من مظالم كبيرة واستهداف غير مسبوق في تاريخها من جانب الظغيان الأمريكي والإسرائيلي ومعه أدواته من أبناء الأمة نعود للتاريخ لاستلهام الدروس والاستفادة من التاريخ وكل ما قدمه العظماء من أثر في انفسنا وواقعنا المعنوي والنفسي من أهم الدروس هو حتمية التحرك”.
وبين أن الأمة تعاني اليوم كما عانت طول تاريخها ومن المؤسف أن معاناة الأمة في واقعها الداخلي بالرغم من وجود الإسلام بما فيه من مبادئ عظيمة ضامنة لو أخذت بها الأمة ستعيش في واقها الداخلي أطيب حياة وتعيش واقعا قائما على العدل والخير والحق .
ولفت إلى أن تاريخ الأمة في مراحلة المتعددة عبر الأجيال الماضية ممتلئ بالمظالم تاريخ معروف الحقبة الأموية والعباسية وما تلاها من الحقب ملئ بالمظالم والمآسي وأيضا حالة التضليل التحريف للمفاهيم الدينية الإسلامية جدير بالتأمل والاستفادة والتصحيح للأمة.
وأوضح أن هذا التاريخ الممتلئ بالظلم والمآسي وما فيه من ويلات ومحن على الأمة من المهم أن نتأمله مع وجود دين عظيم ننتمي إليه دين يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن المنكر دين فيه مبادئ عظيمة تؤسس لواقع قائم على العدل والخير.
وقال” لكن حصل هذا التحريف لمفاهيم الإسلام ضمن نشاط كبير في الأمة تقول إذا حكمكم طغاة عليكم أن تطيعوهم هذه الثقافة قدمت للأمة وقدمت لها احاديث كذبت على الرسول صلى الله عليه وسلم هيأت الأرضية للاستسلام للطغاة والمجرمين، وفي هذا العصر نرى هذا النوع من الطغاة في موقع السلطة والحكم ثم رأيناهم كيف كانوا أداة طيعة في يد أمريكا وفي خدمة إسرائيل”.
وأشار إلى أن واقع الشعب اليمني اليوم وما يفعله العدوان الأمريكي السعودي هو نموذج من ذلك الطغيان المتشابه في كل زمن الذي هو عبارة عن سلوك يتكرر عبر كل زمن.
وشدد قائد الثورة على مسؤولية الأمة في أن تتحرك ولا يجوز في الإسلام السكوت ولا المداهنة ولا استلام أو خنوع لهذا النموذج من الطغاة الذين يستبيحون كل شيء، لان الطغاة المجرمين المفسدين عندما يكونوا في موقع السلطة والحكم يتمكنون من ممارسة جرائمهم بحق الأمة بكلها ويصبحون مصدر إنتاج الفساد والظلال فيعم فسادهم وضلالهم، ثم تعاني الأمة بشكل كبير لانهم يتمكنون في موقع السلطة والقوة بما لا يمكن أي طرف أخر.
وأكد أن الإسلام يفرض في تعاليمه وشريعته وأحكامه التصدي لها باعتبارها من الفساد والباطل كون الطاغوت يشكل عائق أمام المشروع الإلهي الذي يمثل الخير للبشرية بما فيه من قيم وأخلاق ومبادئ ونهج للحياة كلها.
وبين السيد عبد الملك الحوثي أن المسؤولية الدينية تحث على النهوض من التزام المسلم تجاه هذا النوع من الطغاة الذين يستهترون بالأمة ويمارسون الآثم والعدوان ومن هذا التحرك منع طغيانهم والوقوف في وجه ظلمهم وإجرامهم وأن لا تبيح نفسك لهم ولا تخضع لهم ولاتمكنهم من ممارسة الطغيان بحقك وبحق الأمة.
وتابع” اليوم الكثير من المسلمين لا يفهموا ولا يعرفون أن المسؤولية جانب أساسي في الإسلام وجانب أساسي من مبادئه وقيمة وتعليماته ويرون في الإسلام انه الجانب العبادي الروحي أن تصلي وتصوم فقط”.
وقال” عندما تختار الأمة أن تتنصل عن المسؤولية وأن لا تبالي وان تمكن الطغاة والمجرمين من السيطرة عليها والتغلب عليها هذا له نتائج وخيمة وكوارث وتوصل في الأخير إلى ضرورة وحتمية التحرك للتحرر ولكن بعد معاناة كبيرة وبعدما تسحق الأمة”.
كما أكد قائد الثورة أنه ليس للأمة من خيار صحيح إلا أن تهض وأن تقف بكل جدية في مواجهة الطغاة والظلم وإلا فإنها تدفع ثمنا باهضا وتعاني.. لافتا إلى أن ثمن الجمود والاستسلام للطغاة أكبر وأشد وأفظع على الأمة وفي النهاية بعد سلسلة من الكوارث تصل الأمة إلى قناعة بحتمية التحرك من واقع وظروف اصعب وقد لا تصل إلى نتيجة إلا بعد زمن طويل جدا.
وأوضح أن كل المراحل التي عانت فيها الأمة من قوى الطغيان تصل في الأخير إلى هذه القناعة أنه لابد من التحرك.. وقال” أي شعب يعتمد أغلبيته خيار الإذعان والخنوع يعانوا وفي الأخير يصلون إلى قناعة بضرورة التحرك وتحركوا ولكن بعد معاناة كبيرة وأضرار على كل المستويات”.
وبين أن من الأشياء التي تبطل الأمة من التحرك هو نقص الوعي عن الطغاة والظالمين يتصوروا أنه يمكن التعايش مع الطغيان والتأقلم معهم وتبقى في وضعية طبيعية وهذا كلام غلط لأن الطغيان يتعاظم ويزداد شره على الناس وليس له حد معين.
كما أكد قائد الثورة أن الأمة تواجه اليوم مخاطر حقيقة لا يمكن أن يحميها إلا التحرك الجاد والتوكل على الله وبدون ذلك يمكن أن تنال منها الأخطار وأسقاط كيانها واستعبادها والسيطرة عليها وتحويل أبنائها إلى عبيد لأمريكا وإسرائيل وهذا ما يريدونه للأمة وتصبح مقدراتها وثرواتها لصالح أمريكا.
وقال” نحن معنيون أن نعود إلى الإسلام في مبادئه ومشروعه التربوي ونعود إلى رموزنا العظام والاستلهام من عطائهم وأخلاقهم سلوكياتهم بكل معاني العز والصمود والثبات”.
وأضاف ” مرت اليوم ذكرى العيد الـ 54 لثورة الـ 14 من أكتوبر الشرارة والانطلاقة الثورية التحريرية من الاستعمار والتخلص من الاحتلال في الجنوب بعد أكثر من 120 عاما وفي هذه المناسبة هنا الكثير مما يقال ولكن لا يتسع المجال لذكره”.
وبين أنه من المعلوم أن الاحتلال الذي بقي أكثر من 120عاما في عدن وكل مناطق الجنوب وبعض مناطق الشمال استفاد من عوامل متعددة للبقاء هذه المدة الطويلة بالرغم من أنه واجه مقاومة بين فترة وأخرى على مستويات متفاوتة.
وأوضح السيد عبد الملك الحوثي أن الاحتلال البريطاني استفاد من وجود أطراف وشخصيات تعاونوا وقاتلوا معه وناصروه وبرروا له وتواجده واشتركوا في جرائم الإبادة الجماعية وقتل بحق الأهالي في مراحل متعددة من الاحتلال البريطاني في عدن والجنوب.
وأشار إلى أن هناك تقصير في المناهج والنشاط الإعلامي بكل مستوياته ووسائله في النشاط الشعبي فيما يتعلق بهذه المسألة.. وقال ” كان يفترض أن يشكل الاحتلال لمدة أكثر من 120 عاما عامل مهمم في كل مواقفنا إضافة إلى استهداف بلدنا، أن نقوي الثقافة التي تحفظ لنا الوعي وروح التحرر والاستقلال والتصدي للاحتلال الأجنبي”.
وأوضح أن ما يحدث اليوم من حال استقطاب وتوجه لقوى سياسية في البلد وكثير من الناس لمناصرة الأجنبي الذي يحتل بلدنا في الجنوب وغيره نتاج لتقصيرنا في المرحلة الماضية في التثقيف والإعلام والاستراتيجية الشاملة التي يبنى عليها واقع البلد وأن لا يكون قابل للاحتلال.
وخاطب قائد الثورة القوى التي أثرت أن تقف في صف المحتل قائلا” عودوا إلى التاريخ قريب العهد ما الذي تختلفون فيه اليوم عن أولئك الذين وقفوا مع المحتل البريطاني، الذين يقفون مع المحتل الإماراتي والسعودي تحت المضلة الأمريكية ما الذي تختلفون عنه مع الذي وقف مع المحتل البريطاني وتعتبرونهم اليوم أنهم خانوا شعبهم ووطنهم.
وأضاف” ماذا تفرقون عنهم أنتم فعلتم نفس الذي فعلوه ونفس الموقف والتوجه والسلوك وموقف الخيانة مهما كانت المبررات “.
وتطرق قائد الثورة إلى الوضع في الجنوب وما تقوم به قوات الاحتلال الإماراتي والسعودي من سيطرة كاملة للجنوب والعمل لمصالحها ..مؤكدا أن الغالبية في الجنوب في المناطق المحتلة غير راضيين عن الوضع القائم وتتضح لهم الحقائق كل يوم.
وشدد على أهمية التحرك والانتباه في الحالة الراهنة فكل شيء يثبت أن كل الاهتمامات والأولويات للقوى المحتلة هي لمصالحهم ورغباتهم وأهوائهم وأطماعهم وليست لمصلحة اليمنيين .
وقال” المسألة احتلال ونهب ثروة وحريه وبدأ عمل قواعد عسكرية في المناطق الحساسة ومنها جزيرة ميون وبدأ السيطرة على جزيرة سقطرى لنهب الثروات والخيرات الواعدة التي بقيت مجمدة في الفترات الماضية الاستعمار للإنسان اليمني ليكون لا قرار ولا حرية له مجرد عسكري معهم يدعونه للقتال في السعودي أو في اليمن أو في أي مكان “.
وأضاف” أمام هذا الواقع واستذكارا للثورة 14 أكتوبر يجب أن نعي كشعب يمني ونعزز ثقافة الحرية والاستقلال والوعي بخطورة الاحتلال الاجنبي وضرورة التحرك ولا يمكن ان يطيق الجميع حالة الاذعان للأجنبي”.
وقال “درس مهم يجب أن نستفيد منه اليوم في مواجهة الاحتلال والاستعمار الجديد كما نستفيد من تاريخنا ورموزنا ومن تاريخنا المعاصر لنتحلى بالمسؤولية ونتحرك بناء على هذه المعركة التي لابد منها في أن نتحرر وندفع عن أنفسنا القهر والظلم والاضطهاد”.. مؤكدا أن التقصير في الثقافة وانعدام الوعي كارثة على أي شعب.