قائد الثورة خلال لقائه أبناء الجوف..: موقفكم في مواجهة العدوان مشرّف والعدو يركز على استهداف المحافظة أمنيا
أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن العدوان السعودي الأمريكي يركز على استهداف محافظة الجوف أمنيًا بافتعال الأزمات بين قبائلها وأبنائها.
وفي كلمة له خلال لقائه بوجاهات وأبناء الجوف، اليوم الأربعاء، أوضح السيد عبدالملك أن العدو لا يريد أن يستتب الأمن لأبناء الجوف كي لا يتفرغوا للنهضة الزراعية والعمرانية، وأنه يركز على محافظة الجوف في محاولة لاحتلالها والسيطرة عليها بمساعدة بعض الخونة.
وأشار إلى أن محافظة الجوف قدمت الآلاف من الشهداء وأسهمت إسهامًا كبيرًا في التصدي للعدوان، ووقف أبناؤها اليوم كما وقف آباؤهم وأجدادهم من قبل بكل ثبات مع وطنهم كما أسهموا بشكل كبير في التصدي لمحاولات الأعداء باحتلال المحافظة، لافتا إلى أن المطلوب بناء القدرات العسكرية والأمنية لتعزيز عوامل الصمود في الجوف وبقية المحافظات.
وقال السيد عبدالملك: “آن الأوان لتعزيز الصمود والثبات بالعمل على النهضة التي يخافها الأعداء ويريدون إعاقتها ومن المهم تعاون أبناء المحافظة وقبائلها الحرة مع الجانب الأمني بهدف تحقيق الأمن والاستقرار، كما أن أحرار الوطن من مختلف المحافظات والقبائل تحركوا إلى الجوف وقاتلوا إلى جانب أبنائه”.
وأضاف: “العدوان حين عيّن محافظًا في الجوف عيّن إلى جانبه ضابطًا سعوديًا ليكون هو صاحب القرار، وأراد أن يكون قرار اليمن للخارج، للسعودية والإمارات ومن خلفهما الأمريكي والإسرائيلي، كما يتجه لاحتلال وطننا وإحكام السيطرة الأجنبية عليه لنكون شعبًا بلا استقلال وبلا كرامة”، منوها إلى أنه لو قبلنا بالاحتلال لكان ذلك انقلابًا على الانتماء الإيماني وتخليًا عن شرف الإيمان الكبير.
وأشاد السيد عبدالملك بأبناء محافظة الجوف، قائلا: “نعلن لكم هذا الجميل والشرف الكبير بالانتماء لهذا الوطن وللشعب”، مضيفا: “محافظة الجوف تعرضت للظلم على مدى عقود وسياسات النظام السابق تسببت لها بالحرمان”.
وأكد أن العدوان يعرف أن محافظة الجوف غنية بالنفط ويريد نهب مقدراتها ليعيق نهضتها، لافتا إلى أن اندحار الاحتلال من محافظة الجوف جاء نتيجة للموقف المشرف والوفي لأبناء هذه المحافظة”.
وتابع السيد عبدالملك: “لو استغل النظام السابق الفرص المتاحة والثروة المتوفرة لغيّرت واقع البلد ومعاناة أبنائه، ولتغيّر واقع المحافظة ولأسهمت في نهضة البلد”، مؤكدا أن النظام السابق عمل في محافظة الجوف على إذكاء الفتنة وإبقاء المشاكل القبلية بهدف استنزافها.
وبين أن محافظة الجوف مهيأة لتكون في الصف الأول على مستوى الإسهام النهضوي في البلد.
ولفت السيد عبدالملك إلى أن العدو يسعى إلى إثارة الفتن بطرق خفية وأساليب خبيثة وباستغلال العملاء، ويستهدف المحافظة بنشر المخدرات والاتجار بها كما بقية المحافظات، مشددا بأن الاتجار بالمخدرات والحشيش جريمة تدمر الاقتصاد والقيم والأخلاق ولا تليق أبدًا بواقعنا الاجتماعي.
وأردف أن على الجميع التعاون مع الدولة لمنع الاتجار ولا يجدر بأحد التعاطف والتعاون مع المجرمين، مؤكدا أن المتاجر بالمخدرات أسوأ من المتاجر بالخمور وكلاهما لعنهما الله ورسوله في أحاديث كثيرة.
وحث على تضافر جهود المجتمع لنبذ كل متاجر بالمخدرات والحشيش والتوعية بخطورة الموضوع.
وأشار إلى أن العدو يستهدف الجوف باستهداف أجهزة الأمن والدولة والجانب العسكري كي لا يستقر وضعها الأمني ويريد توظيف مشاكل الثأر لإبقاء الاقتتال في المحافظة، فيما التعاون والعلاقة الإيجابية بين الأمن وأبناء المحافظة تفشل مؤامرات العدو.
وأوضح أن قطع الطرق من المظاهر السيئة التي لا تليق بنا وتؤثر على الأمن أيضًا، وأنها ظاهرة تشوه أبناء المحافظة الأعزاء ولا تجوز شرعًأ، لافتا إلى أن كل من لديه مشكلة أو مطالبة بقضية يمكنه استخدام طريقة لائقة ومشرفة لتحقيق ذلك، منوها بأن قطع الطرق على الناس والمسافرين ظاهرة لا تنسجم مع أبناء المحافظة وقيم الوطن الأصيلة.
وقال: “محافظة الجوف من أهم المحافظات المهيأة لنهضة زراعية كبرى تغير واقع أبنائها وظروفهم الصعبة، حيث تستدعي هذه النهضة تعاونًا كبيرًا بين أبناء المحافظة والجهات الرسمية، مؤكدا أن الجوف من أفضل المحافظات لزراعة القمح وتتوفر فيها كل الظروف والمتطلبات اللازمة ومن المهم تشكيل جمعيات زراعية بإشراف رسمي وطريقة آمنة من النصب أو الاحتيال، ويمكن للمحافظة تأدية دور متميز في الإنتاج الزراعي وزراعة القمح في ظل الأزمة العالمية، كما يمكن للمحافظة معالجة الفقر والمعاناة من خلال النهضة الزراعية.
وأضاف: “سندفع بالمعنيين للتعاون والتنسيق بشأن العمل الزراعي ونعول على أبناء المحافظة في التفاعل، ولا بد من الاهتمام بجانب التعليم في المحافظة على اختلاف أنواع العلوم ومن المهم أيضا وضع حد لمشاكل الثأر والوفاء بالصلح الذي أعلن بعد تحرير أراضي المحافظة، ويمكن للوجهاء والعقلاء والمثقفين التعاون مع الدولة لحل المشاكل على اختلافها بطرق حكيمة، موضحا أن الاستمرار في النزاع هو استنزاف للأمن والاستقرار دون نتيجة.
وتابع بأنه يجب العمل على حل المشاكل بطرق أخوية وتصالحية وبمقتضى الحكمة لما فيه خير الناس، قائلا: “نريد تفاعلًا وتحركًا مشتركًا بين أبناء المحافظة والجهات الرسمية، كما نؤكد على المسؤولين في المحافظة أن يكونوا إلى جانب أبنائها ومهتمين بأداء مسؤولياتهم وعليهم أن يحذروا من الغياب الطويل والإخلال بمسؤوليتهم وأن يبذلوا جهدهم في خدمة أبناء المحافظة والارتقاء بهم في كل المجالات كي تغدو المحافظة في صدارة هذا البلد”.