قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي :الصرخة عنوان لبناء الأمة عسكرياً واقتصادياً والنهوض بمشروع حضاري يُبنى على الهوية الإسلامية
أكد قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن شعار الصرخة الذي أطلقه الشهيد القائد، السيد حسين بدر الدين الحوثي، يمثل صوتاً للأمة في مقابل ما يفعله الأعداء بأبنائها، وتدمير مقدراتهم ونهب خيراتهم والسيطرة على ثرواتهم.
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي، في كلمة له امس بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، أن “شعار الصرخة يعبّر عن سخط الأمة واحتجاجها، وعدم تقبلها لما يفعله أعداؤها وعدم سكوتها تجاه المؤامرات التي تستهدفها، وأول ما ينبغي تجاه ما يفعله الأعداء أن يكون لنا صوت وموقف نعبّر فيه عن احتجاجنا ورفضنا من مؤامراتهم التي تستهدفنا كأمة مسلمة وأن يكون الصوت قوياً وواضحاً”.
وأشار إلى أن الشعار يهدف إلى تحصين الساحة الداخلية لأبناء الأمة من الاختراق.. وقال: “إن الاستهداف الأمريكي استهداف شامل للأمة في كل شيء، يستهدفها فكرياً وثقافياً وسياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً”.
وأضاف: “تحتاج الأمة في واقعها الداخلي إلى حالة تعبئة لتكون في حالة يقظة وانتباه ووعي تجاه تحركات ومؤامرات الأعداء، وتحصينها من اختراقهم ونفوذهم وتأثيرهم الذي يتجه حتى إلى الاستقطاب وكسب الأمة لتكون موالية ومناصرة ومتقبلة لسيطرة أعدائها عليها”.
ولفت قائد الثورة إلى أن الأمة تحتاج إلى تعبئة بالحالة العدائية حتى لا تتقبل الأعداء وتوليهم وتقف في صفهم.. وأضاف: “نتحدث اليوم في هذه المناسبة، عن الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، وإعلان هتاف البراءة من أعداء الله، وشعار الحرية والكرامة والإباء”.
وتابع: “في هذه المناسبة نستذكر الموقف الذي أطلقه السيد حسين بدر الدين الحوثي في محاضرته المهمة “الصرخة في وجه المستكبرين” بتأريخ 17 يناير 2002م، في تلك الظروف المهمة والحساسة والمنعطف الخطير الذي واجهته فيه الأمة بصورة عامة، مرحلة جديدة من الاستهداف العدائي الشامل من قِبل أعدائها، بتحرك أمريكا وحلفائها تحت عنوان مكافحة الإرهاب عقب أحداث 11 سبتمبر”.
وأفاد السيد عبدالملك الحوثي بأن قوى الاستكبار جعلت من أحداث 11 سبتمبر ذريعة لاستهداف شامل يمكنها من السيطرة التامة على الأمة، واحتلال كثير من البلدان بشكل مباشر، والسيطرة على ما بقي بشكل تام.
وقال: “تلك المرحلة خطرة جداً، شمل التهديد أمتنا ودينها ودنياها، ومصادرة كرامتها وحريتها واستقلالها، وطمس هويتها وانتمائها، وسعي الأعداء لتمكين عدوها الإسرائيلي بشكل كبير ليكون هو الوكيل المباشر في المنطقة للغرب وأمريكا، ولإزاحة كل تهديد أو عائق من قِبل الأعداء أمام سيطرتهم وحضورهم في المنطقة”.
وأوضح أن “تلك المرحلة كانت من أكبر الأخطار فيها أن يكون في مقابل ذلك التحرك العدائي الواسع والشامل يقابله حالة سكوت وصمت واستسلام وإذعان، والانضمام في صفه والاستجابة لتنفيذ ما يشاء ويريد”.. معتبراً ذلك حالة خطيرة للأمة.
وأضاف: “لقد تحرك السيد حسين الحوثي بمشروعه القرآني المهم، وعبّر عن توجهه بشعار يمثل موقفاً حكيماً ومدروساً ومفيداً، أعلن الصرخة التي تتمثل بالشعار: الله أكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام”.
وتطرق قائد الثورة إلى الظروف التي أُعلنت فيها الصرخة، وانطلق المشروع القرآني.. وقال: “عادة ما نتحدث عن الظروف التي أُعلنت فيها الصرخة وانطلق فيها المشروع القرآني على نحو إجمالي، والاستهداف الشامل من قِبل أمريكا وتحركها وحلفائها في احتلال أفغانستان، واتجهت نحو العراق”.
وذكر أن “أمريكا كان لها جدول وبرنامج تسعى من خلاله لاحتلال عدد من البلدان في العالم العربي والإسلامي، وضرب أخرى واستهدافها بصورة شاملة، وصولاً إلى السيطرة المباشرة بشكل عام على بقية البلدان من خلال قواعد عسكرية في مختلف البلدان والسيطرة التامة والمباشرة على الوضع سياسياً واقتصادياً وأمنياً وثقافيا وفكرياً وتعليمياً”.
وأضاف: “إن تلك المرحلة، كان هناك توجه للأعداء في استهداف الأمة في كافة المجالات، وكل بلد من بلدان الأمة، يحمل عقدة العداء على الإسلام والمسلمين، وهو شيء واضح عبّر عنه الأعداء في عدائهم للإسلام والمسلمين، عداء حقيقي، بأطماعهم في السيطرة على الأمة ومقدراتها وثرواتها وأوطانها وثروتها البشرية، واستغلالها لمصلحة أعدائها”.
كما أكد قائد الثورة أن “ذلك الاستهداف الخطير للأمة كان لا بُد في مقابله من موقف وحتمية الموقف للاعتبار الديني والمسؤولية أمام الله تعالى في لماذا شرع الله الجهاد، وتحدث عنه القرآن الكريم، وأمر الأمة به، إلا لما تواجهه من تحديات ومخاطر تستهدف دينها وعقيدتها وكرامتها والسيطرة عليها وإذلالها وقهرها، والمؤامرة على تدميرها وإفقادها وجودها”.
وجدد التأكيد على أن “ما يفعله الأعداء بالأمة وما يرتكبونه من جرائم بحقها، يستدعي من الجميع بحسب المسؤولية أمام الله أن يكون لنا موقف من ذلك، ثم باعتبار أن المصلحة الحقيقية للأمة والتوجه الصحيح تجاه خطر شامل يستهدفها في كل المجالات بشكل عدائي في التصدي وفقاً للفطرة، ولما أمر به القرآن الكريم”.
وذكر أن “السيد حسين الحوثي تحرك عقب ذلك بمشروعه القرآني، وعبّر عنه توجهه في التصدي للهجمة العدائية ضد الأمة الإسلامية بشعار البراءة والصرخة في وجه المستكبرين، وطلب أن يُهتف بهذا الشعار لمن يطلقون معه في هذه المسيرة”.
ولفت قائد الثورة إلى أن “الشعار أتى ضمن نشاط تعبوي وتثقيفي واسع اتجه إلى مواقف وخطوات عملية مرسومة ومحددة، تضمنتها الثقافة القرآنية، وصحبه موقف آخر هو المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية”.
وبيّن أن “الشعار كسر حالة الصمت والسكوت التي أراد الآخرون أن يفرضوها على الأمة من الداخل في مقابل الهجمة الهائلة والشاملة من جانب أعداء الأمة”.
وأفاد بأن “العدو الإسرائيلي استفاد من الهجمة والتحرك الأمريكي الغربي الواسع لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وأن يتبوأ دوره الكبير في المنطقة، إلى جانب ما يصحب ذلك من مؤامرات على الأمة، فأرادوا ألا يكون هناك أي تحرك شعبي أو رسمي يعيق التحرك الأمريكي والإسرائيلي والغربي وخططهم، وأن تبقى الساحة العربية والإسلامية مفتوحة وبيئة مهيأة وخصبة للمؤامرات الأمريكية والإسرائيلية”.
واعتبر قائد الثورة الشعار براءة من أعداء لله والأمة وأعداء الإنسانية الذين يتحركون بشرهم وطغيانهم وجرائمهم من أعمال قتل وانتهاك للأعراض ونهب للثروات، ونشر الضلال وطمس الهوية الإسلامية، ما يتطلب أن يكون هناك صوت للبراءة منهم وأفعالهم.
وذكر أن “شعار الصرخة جاء للتصدي لثقافات ومفاهيم خطيرة يريد الأعداء ترسيخها في أوساط أبناء الأمة على الساحة الإسلامية والعربية، ومواجهتها وترسيخ ثقافة أصيلة معبّرة عن الموقف الحق والوعي تجاه الأعداء ومؤامراتهم”.
وأضاف: “الشهيد القائد اتخذ خياراً لتحصين مجتمعنا المسلم من الداخل، ورفع مستوى الوعي والدفع به إلى الموقف الجماهيري الواسع على أساس المشروع القرآني” .. لافتاً إلى أن “المشروع القرآني في تحصين الأمة يعمل على تعبئتها وتوعيتها لتتعامل مع أعدائها كأعداء وتسعى لمنع نفوذهم في داخلها”.
ولفت السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن “شعار الصرخة عنوان لبناء الأمة عسكرياً واقتصادياً، وفي كل المجالات والنهوض بمشروع حضاري يُبنى على الهوية الإسلامية، إضافة إلى أنه كشف زيف شعارات أعداء الأمة في حرية التعبير والرأي”.
وقال: “بعد أقل من عام على إطلاق الشعار انزعجت السفارة الأمريكية في صنعاء منه، فدفعت السلطة لمواجهته، وتابع السفير الأمريكي عمليات الاعتقال التي قامت بها السلطة آنذاك لكل من يرفع الشعار رغم أن حراكهم كان سلمياً وقانونياً”.
وأضاف: “بعد خيار الاعتقالات، توجّه الأمريكيون والسلطة إلى الخيار العسكري ضد السيد حسين بدر الدين الحوثي، فكانت الحرب الأولى” .. مؤكداً أن “أمريكا حرّضت على الحروب الست، وقدمت الغطاء السياسي للسلطة في ارتكاب أبشع الجرائم”.
وأشار إلى أن “ما بعد الجولة الأولى جاءت الجولة الثانية، واستمرت الحروب حتى الجولة السادسة من 2004م حتى 2010م، تخللتها أكثر من 20 حرباً بشكل أو بآخر، وبمستوى أكبر، وفي أكثر من الأحوال لم يكن يستتب السلام أو تتوقف الحرب”.
وبيّن قائد الثورة أن “الهدف من كل ذلك التنكيل بمن يتبنى موقف البراءة من أعداء الله، ومنع توجّه من يعارض ويقف في وجه الاستهداف الأمريكي والإسرائيلي ضد الأمة”.. مشيراً إلى أن “أمريكا شجعت الحروب من بدايتها، وأوعزت للسلطة في تلك المراحل والجولات أن تفعل ما تريد من بطش وجبروت وانتهاك لحقوق الإنسان، وارتكاب أبشع الجرائم، وقتل الأطفال والنساء واستهداف القرى، وتشريد أهلها، وإبادة الناس بشكل جماعي”.
وأكد أن “أمريكا كانت تقدّم الغطاء لكل الجرائم، والسلطة تندفع أكثر وراء ذلك بهدف استرضاء أمريكا والتودد لإسرائيل”.. موضحاً أنه “خلال تلك المراحل إلى اليوم، فشلت حروبهم وكذا مؤامراتهم، وهناك كثير من الدروس والعبر والحقائق التي تجلت على مستوى البلد والإقليم”.
وقال: “في الحرب السادسة نهاية 2009- وبداية 2010، تدّخل النظام السعودي، واشترك مع السلطة اليمنية آنذاك في الحرب، وتعاونا على حسم المعركة بشكل نهائي، لكنهم فشلوا”.
وأضاف: “من بداية الأحداث كان التحرك بإمكانات بسيطة، ولم يكن تحرك المسيرة من بداية انطلاقتها ومنذ الصرخة التي أطلقها السيد حسين الحوثي يستند إلى دعم وارتباط خارجي، رغم أننا تبنينا موقفنا بشكل واضح أمام الأمة وقضيتها المركزية، وإنما كانت المسألة بدافع الشعور بالمسؤولية أمام الله، ومنطلق إيماني وواعٍ بطبيعة الظروف والأحداث”.
وتابع: “إن السياسة التي تبنت دعم الموقف الأمريكي ومناصرته فشلت في اتجاهين، أولهما فشلت في مواجهة هذا الموقف الحق، والتوجه الصحيح الذي ننطلق فيه في مسيرتنا القرآنية بالاستناد إلى هدى الله والإيمان والحق الواضح والموقف الصحيح، وثانيها فشلت في إسكات الصوت وإيقاف هذا العمل، ونحن في غاية الاستضعاف نتحرك على مستوى عدد ومجاميع”.
وبيّن قائد الثورة أن “السلطة لم تحصل على ما كانت تؤمله من سياسة استرضاء أمريكا وإسرائيل، وهذه السياسة أثبتت فشلها وعاقبتها الحتمية هي الخسران والندم والعاقبة الحتمية لمن يسارع في موالاة أعداء الأمة وسياسة الاسترضاء لن تجدي شيئاً”
وأردف قائلاً: “تجلّت الكثير من الحقائق حتى على مستوى الإقليم، حيث تتجه لمولاة إسرائيل والتحالف مع العدو والشراكة في كل شيء في الموقف على المستويين السياسي والإعلامي والدعم الاقتصادي والسعي لاستغلال بعض العناوين الدينية”.
ومضى: “تجلى الأثر الإيجابي في من يتبعون المشروع القرآني على مستوى الثبات، والاستمرارية والثقة بالله ونصره”.. مشيراً إلى أن “الكثير من الأنظمة العربية تتجه لموالاة العدو الإسرائيلي والشراكة معه اقتصاديا، واستغلال العناوين الدينية للتضليل ولخدمة توجههم المنحرف”.
وقال: “أصبحت تلك الأنظمة تتنكر لكل شيء لما كانوا يعترفون سابقاً أن العدو الإسرائيل في موقف الباطل والظالم”.. مبيناً أن “تلك الأنظمة العميلة تظلم أبناء الأمة، وأصبحت تتنكر للشعب الفلسطيني وحقوقه”.
وذكر قائد الثورة أن “اللوبي الصهيوني يتحرك بشكل كبير في الغرب، ويظهر عداءه الشديد للإسلام في حرق المصاحف والإساءة لرسول لله أعظم رموز المسلمين”.. موضحاً أن “التيار العميل في الأمة يتجاهل ما يحصل من جرائم يومية في فلسطين وتهديد الأقصى الشريف”.
ولفت إلى أن “الأنظمة العميلة تتبنى نفس الموقف الإسرائيلي المعادي للمجاهدين في فلسطين ولبنان والأمة، ويعملون على تشويههم إعلامياً”.
وتطرق إلى أن “كل عمل لصالح العدو الإسرائيلي هو عمل عدائي يستهدف الشعب الفلسطيني والأمة بشكل عام”.. مشيراً إلى أن “الاتجاه الصحيح هو ترسيخ الانتماء للإسلام ومعاداة العدو الحقيقي أمريكا وإسرائيل والتصدي لمؤامراتهم والتوجه الصادق الذي ينسجم مع الانتماء الإسلامي ومصلحة الأمة، ويحقق لها عزتها وفلاحها واستقلالها، ويحصّنها من أعدائها واختراقاتهم، ويبنيها لتكون بمستوى الموقف القوي”.
وقال: “الأمل بالنصر الموعود هو لعباد الله المستضعفين الأوفياء مع دينهم وأمتهم، والثابتين على الحق الواضح والصحيح”.
واختتم السيد عبدالملك الحوثي كلمته بالقول: “الصرخة التي أطلقها السيد حسين الحوثي بقيت إلى اليوم، وتعالت وانتشرت، وسمع بها كل العالم، والمساعي من أجل إسكاتها فشلت وكذا من أجل منعها سقطت، وبعد كل ما حاربوه، اليوم الشعار أكثر حضوراً وأقوى من كل مرحلة”.