قائد الثورة: الأعداء فعلوا كل ما يمكنهم لاحتلال صنعاء.. ووصلوا لقناعة “صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب”
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن صنعاء هي الظهر الذي يستند إليه أبناء البلد في التصدي للعدوان والحاضنة التي استضافت النازحين من مختلف المحافظات، لافتاً إلى أن كل ما يستطيع الأعداء فعله لاحتلال صنعاء فعلوه، لكنهم وصلوا لقناعة “صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب”.
وفي كلمة له خلال لقائه بوجاهات وأبناء العاصمة صنعاء اليوم الأربعاء، قال السيد عبدالملك: إن صنعاء لها أصالة البلد وأصالة الشعب بانتمائه الإيماني منذ وصول الإمام علي (ع) ليقرأ رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبناء الشعب اليمني.
وأضاف: “العدوان حاول استهداف صنعاء عسكريا بالقصف المكثف وحدثت فيها عدد من أفظع الجرائم التي ارتكبها العدوان”، موضحاً أن “العدوان استهدف صنعاء بالأسلحة المحرمة دوليا وحاول احتلالها بحملات عسكرية كبيرة”.
وتابع: “الأعداء جهزوا حملات عسكرية كبيرة لاحتلال صنعاء وخصصوا لتحقيق أهدافهم الوهمية والسرابية مليارات الدولارات”، مشيراً أن كل ما يستطيع الأعداء فعله لاحتلال صنعاء فعلوه، لكنهم وصلوا لقناعة “صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب”.
وأشاد السيد عبدالملك بأن “صنعاء حاضرة في هذا الزمن أقوى وأعظم مما كانت عليه على مر التاريخ”، موضحاً أنها محصنة بالاعتماد على الله والتوكل عليه والثقة به وبالمؤمنين الواثقين بالله ونصره وتأييده، ومحصنة بالوعي العالي لدى أبنائها الأعزاء وسكانها من أبناء الوطن الأحرار.
وأردف السيد قائلاً: “الأعداء الذين راهنوا على حسم معركتهم ما بين أسبوعين إلى شهرين وصلوا إلى العام الثامن وقد شبعوا يأسا وإحباطا”، مشيراً إلى أن “أعدائنا أصبحوا في قرارة أنفسهم مؤمنين بهزيمتهم لأن شعبنا وثق بالله يوم وثقوا بأمريكا وراهنوا على تطبيعهم مع إسرائيل”.
أهمية الوعي والتعاون الأمني لإفشال المؤامرات:
ولفت أنه “كان من مؤامرات الأعداء على صنعاء إسقاطها من الداخل كما خططوا في فتنة ديسمبر التي سقطت بفضل الله”، مضيفاً بقوله: “في الأشهر الأخيرة قبل الهدنة أطلق العدوان حملات دعائية قبل القصف للضغط على الأهالي وتهجيرهم”.
وأشار إلى أن تحالف العدوان خطط للقيام بتفجيرات واستهداف المواطنين في صنعاء بالعمليات الأمنية والسيارات المفخخة، مؤكداً أن فشل الكثير من مؤامرات استهداف صنعاء أمنيا بفضل توفيق الله لرجال وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات.
وكشف السيد عبدالملك أن إحدى أخطر عمليات التفجير التي كانت تستهدف العاصمة وفق الله لكشفها طفلا واعيا بلغ الأجهزة الأمنية بأحد أخطر عناصر الخلية، موضحاً أن بعض الخلايا التي تم ضبطها جرى الإعلان عنها والبعض لم يعلن عنها لأسباب أمنية.
وفيما دعا السيد عبدالملك إلى استمرار ورفع التعاون الأمني بين المواطنين والأجهزة الأمنية، نوه بأن إطلاق النار في المناسبات الاجتماعية سلوك خاطئ يهدد حياة الناس ويجب التعاون رسميا وشعبيا لمعالجته.
محاولة الأعداء إثارة الفوضى مع التضييق المعيشي:
السيد عبدالملك تطرق إلى عمل الأعداء من خلال استهداف الجانب الاقتصادي والتضييق على معيشة الناس عبر الحصار، قائلاً: “بالتزامن مع التضييق المعيشي نفذ الأعداء حملة تحريض للدفع بالناس نحو إثارة الفوضى وتحويل المعركة إلى صراع داخلي”.
وأوضح أن العدوان أراد أن يتصارع الناس فيما بينهم بدل أن تكون ردة الفعل تجاه العدو الذي يحاصر ويمنع دخول المشتقات النفطية، مؤكداً أن الأعداء صدموا بمستوى الوعي لدى مجتمعنا وصنعاء تحديدا لأن معظم حملات التحريض كانت تستهدف العاصمة.
لفت السيد عبدالملك أن الأعداء “راهنوا على أنهم بضرب لقمة عيش شعبنا سيوصلوه إلى الاستسلام لكنهم صدموا بتماسكه وثباته”، مضيفاً بقوله: “بلدنا يعاني بشكل كبير في وضعه المعيشي والاقتصادي والأعداء استعملوا الحرب الاقتصادية لاستهداف كل أبناء اليمن”.
وأشار إلى أن بعض العناصر المدسوسة المتواجدة في أنحاء البلد تعمل كأبواق للدعايات والفتنة وتحاول إثارة الفتنة في صنعاء، لافتاً إلى أن “شعبنا على درجة عالية من الوعي ويعرف من هو العدو والصديق”.
ونوه السيد عبدالملك قائلاً: “إذا أراد البعض جعل أي إشكال أو تقصير أولوية للتحريض وإثارة الفتنة فهو إما بوق للعدوان أو مغفل لا يملك الوعي تجاه الأولويات”، مشدداً أنه ليس هناك أي أولوية تماثل أولوية التصدي للعدوان ومنعهم من احتلال بلدنا.
واعتبر أن المنهجية الحكيمة لمواجهة أي إشكال أو أخطاء هي التوجه نحو المعالجة بشكل عملي أخويا في إطار المسؤولية، موضحاً بالقول: “نعمل على معالجة الإشكالات والاختلالات، وتبقى أولويتنا الكبرى دفع الفساد الأكبر وهو سيطرة الأعداء على شعبنا”.
خطورة الحرب الناعمة وأهمية التصدي لها:
السيد عبدالملك تحدث عن استهداف العدو للعاصمة والبلد بشكل عام بالحرب الناعمة على المستوى الفكري والأخلاقي، بقوله: “الحرب الناعمة تستهدف العنصر المعنوي في شعبنا وهو أهم عامل استند إليه في ثباته”، موضحاً أن “الأعداء فشلوا ويفشلون بمستوى الصمود والوعي والالتزام الإيماني وقيم شعبنا الحميدة التي تجسد انتماءنا الإيماني”.
شدد أنه “يجب أن نتعاون شعبيا ورسميا في التصدي للحرب الناعمة بكل أشكالها”، مبيناً أنهم “يريدون أن يضعفوا الجانب المعنوي لدينا كي نقبل الأعداء ولا يستثيرنا شيء ضدهم حتى جرائم الاغتصاب التي كان آخرها في حيس قبل أيام”.
توجهات الأعداء مستمرة.. وعلينا أن نكون في جهوزية واستعداد دائم:
السيد عبدالملك نبه بأن الأعداء مستمرون في توجهاتهم العدوانية، وأن حملاتهم وتجهيزاتهم واضحة، داعياً بأن نكون على درجة عالية من الوعي واليقظة والبصيرة والانتباه لكل مؤامرات الأعداء وأنشطتهم التي تستهدفنا.
وشدد بقوله: “يجب أن نكون في نشاط وتعبئة مستمرة، وأن نبقى في جهوزية واستعداد دائم والتصدي لكل أشكال الاستهداف”، معتبراً أن “احتلالهم وسيطرتهم يترتب عليها كل فساد، وأكبر فساد وأكبر طامة لو تمكنوا من السيطرة على هذا البلد”.
وأوضح أن “الجهاد في سبيل الله يجعلنا أمة حاضرة مستيقظة جاهزة غير مدجنة وليست في حالة غفلة دائمة”، مضيفاً بالقول: “التربية القرآنية تريد المجتمع الإسلامي قويا يقظا متماسكا يمتلك كل عناصر القوة في كل الميادين ومواجهة كل التحديات”.
وأكد السيد عبدالملك على الحرص في استمرار التحشيد والتجنيد وكل أشكال الاستعداد العسكري والجهوزية، لافتاً إلى أن “شعبنا تجاوز أصعب المراحل وأكبر التحديات والأخطار بفضل الله”.
حذر بقوله: “شعبنا لم يعتد على أحد، لكنه ليس فريسة سهلة، وعليهم أن يستوعبوا هذه الحقيقة”، مشدداً أن على أعدائنا إدراك أنه لا فائدة من استمرار عدوانهم وأنهم لن يصلوا إلى تحقيق أهدافهم.
تفعيل النشاط الاقتصادي وتحويل التحديات إلى فرص:
كما تطرق السيد عبدالملك إلى الكثافة السكانية الهائلة في العاصمة صنعاء، داعياً إلى جعل هذه الكثافة فرصة لتحويل هذا التجمع إلى مجتمع منتج بدلا من حالة البطالة.
كما دعا الجهات الرسمية والقطاع الخاص والمجتمع إلى التعاون في نشاط اقتصادي إنتاجي لتفعيل اليد العاملة، محفزاً الجميع بقوله: “شعبنا الذي صنع صواريخ بالستية عجزت عن صدها التقنيات الأمريكية ألا يستطيع صناعة “البسكويت” بدلا من استيراده؟”.
واعتبر السيد عبدالملك أن التوجه نحو الإنتاج المحلي بجودة عالية سيعالج الكثير من مشاكلنا المعيشية، مشدداً بأن تكون علاقة الجهات الرسمية بالتاجر والمواطن علاقة إيجابية لخدمة البلد.
وحث على أن تستمر “حالة التكافل الاجتماعي وأن تزداد تنظيماً” باعتبارها جزءاً أساسياً من عوامل تماسك مجتمعنا.
كما دعا السيد عبدالملك للتعاون مع الجانب الرسمي في التخطيط العمراني والحذر من البناء العشوائي، وإلى التعاون في مسألة نظافة العاصمة، حاثاً على زيادة الجهد بين المواطنين والجهات الرسمية في هذه المسألة.
وفي ختام كلمته، جدد قائد الثورة التأكيد على اهتمام الجهات الرسمية بواجباتهم تجاه المواطن في كل مواقع المسؤولية، معبراً عن أمله بأن تتجسد القيم الإيمانية في أعمال المسؤولين وأخلاقهم وإدراكهم أن موقع المسؤولية هو موقع خدمة الناس.