قائد الثورة.. أربعة أعوام من معادلة الصمود إلى تطوير القدرات
الحقيقة/محمد الحاضري
رسم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بعد ساعات من بدء العدوان السعودي الأمريكي الخطوط العريضة والمسارات الأساسية لصمود الشعب اليمني لمعركة طويلة الأمد، موجها رسالة للمعتدين الحالمين بغزو اليمن أنه مهما كان حجم قواتهم وحجم الدعم الأمريكي، فإن معركتهم لن تكون سهلة وأن اليمني المدافع عن استقلاله سيثبت من جديد أن اليمن مقبرة للغزاة كما أثبته في الماضي.
السيد عبد الملك في الخطاب وضع في خطابه الأول في الـ 26 مارس 2015 معادلة من خمس اتجاهات لصمود الجبهة الداخلية للتصدي للعدوان، الاتجاه الأول الأمني وحدد له مهمة التصدي لاختلالات الأمنية، وكل ما يمكنُ أن يسعى إليه الأعداء من إثارة جرائمَ أو فتن داخلية لتسهيل مهمة غزوهم لهذا البلد من الخارج.
والاتجاه الثاني هو اتجاه الإمداد والتموين داعيا الجميع للتعاون وبشكل مستمر، والثالث فقد سماه السيد عبدالملك بالجبهة الإعلامية ولها مهمة على صعيدين الأول في الجبهة الداخلية والثانية جبهة التصدي للغزو الخارجي.
أما الاتجاه الرابع فهو الجبهة التعبوية التي تُعْنَى بالتوعية والتعبئة المعنوية للشعب وللجيش وللأمن، والخامسة هي الجبهة السياسية ومهمتها ملء الفراغ الذي يضر بالبلد على مستوى السلطة، والتصدي للنشاط السياسي المعادي الذي يستهدف هذا البلد، والتواصل على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي مع القوى الحرة والشريفة والمنصفة والعادلة، هذا على مستوى واقعنا الداخلي.
هذه المسارات أثبتت نجاحها فالشعب اليمني الذي وقف وحيدا وبإمكاناته المحلية بوجه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وبإمكانياتهم الهائلة عسكريا وماليا وإعلاميا، يقف اليوم بعد 4 سنوات من العدوان والحصار وعلى الرغم من أنه يعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم وبفضل جبهة الصمود بوجه العدوان يقف في وضع أفضل عسكريا وسياسيا وأمنيا وإعلاميا عما كانت عليه في بداية العدوان، أما السعودية فهي تعيش أسوأ حالاتها وبالإمكان مقارنة وضع السعودية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأخلاقيا قبل العدوان على اليمن وكيف أصبحت اليوم تعاني داخليا وخارجيا.
متكئا على الصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي طل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وفي خطابه اليوم 26 مارس 2019 أعلن أن العام المقبل “الخامس” هو عام تطوير القدرات العسكرية، وأن “اليمن تمتلك تقنيات مهمة على مستوى التصنيع العسكري لا تمتلكها السعودية والإمارات”، متوعدا دول العدوان بالندم ” لأنهم سيدركون أن بلدنا أصبح بسبب عدوانهم منتجًا للقدرات العسكرية ليتبوأ مكانًا مهمًا على مستوى التصنيع العسكري” ليكون رقما صعبا في المنطقة، معتبرا أن هذا العام سيكون عامًا متميزًا بالمزيد من الانتصارات، وتحصين الساحة الداخلية.
حمَل خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مفاجأة سيئة لدول العدوان تحديدا الإمارات والسعودية فقد وضع السيد معادلة جديدة وهي “عمق دول العدوان مقابل التصعيد في الحديدة”، مؤكدا أن التصعيد في الحديدة سيمتد إلى عمق الدول المشاركة في العدوان، وأن من يريد أن يسلب منا حقنا في الحرية والاستقلال نسلب روحه وقوته وإمكانياته.
يوم 26 من مارس سيكون من الآن وصاعدا في تاريخ الشعب اليمني يومًا وطنيًا للصمود كما أعلنه قائد الثورة اليوم، “فصمودنا أبقى لنا الأرضية الصلبة التي ينبغي المحافظة عليها والانطلاق منها في العام الخامس، وبه احتفظ شعبنا بالعمق الجغرافي والنواة البشرية الكبيرة التي يمتلك التحرك منها لاستعادة ما احتله العدو في الأطراف”، و”بالصمود سيتمكن اليمن من بناء رؤيته الوطنية على أساس هوية شعبه الإيمانية والاستفادة من التقنيات العصرية”.