في موقع “szhgh”: الأستاذ المحاضر في 10 جامعات للعلوم السياسية والقانون الباحث الصيني سيما نان يكتب عن : أبعاد العمليات العسكرية اليمنية في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وانعكاساتها على الواقع العسكري والجيوستراتيجي في العالم

نشر  الأستاذ المحاضر في 10 جامعات للعلوم السياسية والقانون الباحث الصيني سيما نان  مقالاً حول أبعاد العمليات العسكرية اليمنية في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة وانعكاسات هذه العمليات على الواقع العسكري والجيوستراتيجي في العالم.

وعنون الكاتب مقاله : لا يمكنك خوض حرب بتفكير مشاهير الإنترنت، الوجه الحقيقي للقوات المسلحة للحوثيين!

وجاء في المقال الذي ترجمة الخبر اليمني بعد أن هاجمت قوات الحوثيين حاملة الطائرات الأمريكية مرتين في ثلاثة أيام، أعلنت عن هجومها على أهداف في ميناء البحر الأبيض المتوسط الإسرائيلي. هذا الخبر جعل جميع القوى العسكرية الكبرى والصغرى في العالم في حالة ذهول.

قوة صغيرة من المسلحين القبليين تتحدى القوة الكبرى، وكأنها تحاول أن تكسر الحجر ببيضة. لكنهم فعلوا ذلك، مرة بعد مرة، يتحدون القوة الكبرى، فماذا ستفعل؟

الجميع يعلم أن الولايات المتحدة هي القوة العسكرية الأولى في العالم، وقوتها العسكرية تُعادل مجموع القوى العسكرية لجميع الدول الأخرى، وأساطيل حاملات طائراتها لا تُقهر. ولكن، ما الذي لدى الحوثيين ليجرؤوا على مهاجمة حاملة طائرات أمريكية مرتين في ثلاثة أيام؟ هل هذا كمثل هجوم البعوضة على الفيل؟ أم كنحلة تلسع الأسد؟

إسرائيل هي الطاغية الصغير في الشرق الأوسط، تحت حماية العملاق الكبير، ولعقود من الزمن، قامت بإرهاب دول الشرق الأوسط، وعاقبت وقتلت كل من حاول مقاومتها. لكن الحوثيين لم يخشوا ذلك، وقرروا مواجهة إسرائيل، فقاموا بحصار البحر الأحمر وبحر العرب، ومنعوا السفن المتجهة إلى إسرائيل، وصادروا بعضها، وغرقوا أخرى، والآن قاموا بضرب أهداف في ميناء البحر الأبيض المتوسط الإسرائيلي، دعمًا للشعب الفلسطيني المكافح.

حقًا، إنه تصرف عنيف، رجولي، مثير، وملفت، وصعب التصديق.

كيف يمكن للولايات المتحدة أن تتحمل هذا؟

حتى الآن، ومع انتشار الأخبار عن هجوم الحوثيين على حاملات الطائرات الأمريكية، التزمت القوات الأمريكية الصمت، دون أي رد فعل أو نفي. هذا أمر غير معتاد في تاريخ الجيش الأمريكي.

وكيف يمكن لإسرائيل أن تتحمل هذا؟

إسرائيل، التي لا تتغاضى عن أي هجوم ضدها، تصمت وكأن شيئًا لم يحدث.

في 6 يونيو بعد الظهر بالتوقيت المحلي، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن الحوثيين، بالتعاون مع تنظيم المقاومة العراقية، شنوا عمليتين عسكريتين ضد إسرائيل. الأولى استهدفت سفينتين تحملان معدات عسكرية في ميناء حيفا، والثانية استهدفت سفينة متجهة إلى الميناء نفسه. وقال يحيى سريع إن العمليات نُفذت بواسطة طائرات بدون طيار وأصابت الأهداف بدقة.

هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الحوثيون عن هجوم على أهداف إسرائيلية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وأكد يحيى سريع أن الحوثيين سيواصلون تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق لدعم الفلسطينيين حتى تتوقف العمليات العدائية ضدهم ويتم رفع الحصار.

الحوثيون لا يتصرفون بأسلوب مشاهير الإنترنت، لا يضربون مرة واحدة أو يتظاهرون بالضرب ثم ينشرون ذلك لإثبات وجودهم. وأعلن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أنه في الثلاثين يومًا الماضية، نفذوا 38 عملية في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط ضد السفن الداعمة لإسرائيل، وأطلقوا 91 صاروخًا باليستيًا وطائرة بدون طيار.

الحوثيون ليسوا عصابة صغيرة، بل قوة سياسية عميقة الفهم، ماهرة في تعبئة الجماهير والتأثير على الرأي العام، محدثة تأثيرًا عالميًا، وتسبب إحراجًا لأمريكا وإسرائيل.

لماذا أضربك؟

لأنك غزوت فلسطين، ولأنك تمارس احتلالاً مسلحاً لعقود طويلة، واستعباداً قاسياً وإبادة جماعية.

لماذا أضربك؟

لأنك تبكي وتتذمر عن ما حدث لأجدادك في الحرب العالمية الثانية على يد هتلر، ثم تتحول إلى شيطان، وتقتل الأبرياء بوحشية، وتتجاوز هتلر والنازيين في فظائعك.

أما بالنسبة للهجمات على السفن الأمريكية وحاملات الطائرات الأمريكية، فالسبب الواضح هو دعمكم غير المشروط لإسرائيل ومساعدتها في قتل الناس.

لا يزال البعض يستخف بالحوثيين، ويعتقد أن فرق الكفاح الصغيرة ليست ذات أهمية، وأن عمليات الحوثيين العسكرية ذات قيمة دعائية فقط ولا تشكل تهديداً قاتلاً لحاملات الطائرات الأمريكية أو الجيش الإسرائيلي.

هذا الرأي مفهوم ولكنه يعبر عن سوء فهم خطير لخصائص الحروب الحديثة. فالحروب اليوم هي حروب مختلطة، تشمل عناصر القتال العسكري والسياسي والاقتصادي والثقافي والمالي.

تخيل القوة العسكرية الأولى في العالم تتلقى دروساً متكررة من الحوثيين، وتخيل أن الطاغية الصغير في الشرق الأوسط يتعرض للضرب من الحوثيين، ما الذي يعنيه هذا بالنسبة للشعب الفلسطيني المضطهد والمستعبد والمضطهد والمذبوح؟ هل سيزيد هذا من معنويات الشعوب في جميع أنحاء العالم في نضالهم، ويكبح الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية؟

للأسف، قليلون هم من يتعمقون في جماعة الحوثي ويعكسون حقيقتهم بشكل عميق. أصبح لدي اهتمام متزايد بهذه القوة المسلحة، كيف يحققون كل هذا؟

كم من الناس ينحنون عند رؤية الجندي الأمريكي، وهناك بعض الثرثارين الذين يتصرفون بشكل طفولي إما بالمجازفة والقول بما يحلو لهم أو يتراجعون خوفاً من الخسارة، ويظهرون علناً تسوية وتملقاً.

تحية لروح الحوثيين الذين لا يخافون من العدو القوي، والذين يجرؤون على القتال والنصر، ويجيدون القتال والنصر!

 

وسيما نان هو

باحث مستقل، وكبير الاقتصاديين. في عام 1982، تخرج من كلية هيلونغجيانغ للأعمال وعمل كموظف حكومي في مجلس الدولة، ومدرس جامعي، ومراسل صحفي، وناشر مجلة. وفي عام 1998، كان باحثًا زائرًا في مركز أبحاث العلوم والمجتمع بجامعة بكين، ثم أصبح أستاذًا غير متفرغ في أكثر من عشر جامعات بما في ذلك جامعة الصين للعلوم السياسية والقانون. منذ عام 2000، كان معلقًا إخباريًا ومقدمًا للعديد من المحطات التلفزيونية. تنقسم مسيرته البحثية والكتابة إلى عشر سنوات: في الثمانينيات، ركز على الأخبار ومراجعات الأعمال؛

قد يعجبك ايضا