في لقاء مع الجزيرة.. رئيس الوفد الوطني يعلق على عدد من الملفات ويؤكد مشروعية الدفاع طالما استمر العدوان
علق رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام مساء اليوم الأربعاء، على عدد من الملفات مؤكدا مشروعية الدفاع طالما استمر العدوان، ومواجهة القوات الأجنبية في كل مكان على أرض اليمن.
وقال عبدالسلام في لقاء مع قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود إنه لا يمكن أن نقبل المقايضة الإنسانية بالضغط العسكري والسياسي، وفي الخطة المطروحة يضعون فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء في إطار المقايضة.
وأضاف أنه من الصعب وصف ما قدمه الأمريكيون بأنه خطة جديدة، ما جاؤوا به هي خطة سابقة معروفة “بالإعلان المشترك” وقدمتها السعودية سابقا.
وأوضح أن هناك نقاش حالي في أفكار جديدة لإيجاد إطار جديد على أساس فصل الجانب الإنساني عن وقف إطلاق النار والحوار السياسي.
وتابع “طرحنا أن تكون المرحلة الأولى فتح الميناء والمطارات أمام الوضع الإنساني ثم وقف إطلاق النار الاستراتيجي أي الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والغارات السعودية”، قائلا: عندما يكون هناك غارات جوية وصواريخ بالستية وطيران مسير فهذا قرار استراتيجي، أما وقف إطلاق النار الشامل على الأرض فيحتاج لجانا ميدانية.
وأشار عبدالسلام إلى أنه “لا زلنا منتظرين موقف الإدارة الأمريكية من مبادرتنا ليقدم إلى سلطنة عمان ولم نستلم هذا الرد حتى الآن”.
وأكد أن أمريكا جزء رئيسي من العدوان على اليمن، ومن الطبيعي أن نقبل الحوار معهم لأنهم الطرف الأساس في هذه الحرب وليسوا وسطاء، موضحا أن الأمريكيين هم ركيزة العدوان والحصار، وإن كانوا جادين في وقف العدوان والحصار لكانوا أوقفوهما بشكل فوري كما حصل في الأزمة السعودية القطرية.
وحول الموقف الأمريكي، قال رئيس الوفد الوطني إنه لم يتغير عن فترة إدارة ترامب باستثناء التصريحات، ورفع التصنيف عن أنصارالله هو لأنهم وجدوا فيه مشكلة عليهم، مشيرا إلى أن مرحلة التصنيف جاءت متأخرة ولا علاقة له بالميدان، فهذه الخطوة يفترض أن تحصل قبل الحرب والحصار.
وأضاف أن أمريكا تعرف ماذا تفعل وهي تبحث عن مصالحها، وعندما رأت أن التصنيف سيعيق خطابها الدبلوماسي قامت بإلغائه.
وبين أنه عندما يكون الطرف الآخر جاهزا لفصل الجانب الإنساني عن المسار العسكري عندها سنصبح جاهزين للتفاوض.
وتساءل: هل الأمريكيون بحاجة إذن منا لرفع الحصار؟ الموضوع بيدهم وليس بيدنا، وإن أعلنوا وقف إطلاق النار ورفع الحصار فسنكون جاهزين للتعامل الإيجابي مع هذه الخطوات.
وأردف بالقول: أوقفوا إطلاق النار وارفعوا الحصار وسنكون جاهزين للقبول بهذه الخطوات فورا.
وأضاف “استلمنا فقط رسائل عبر العمانيين ولم نلتق بالأمريكيين حتى الآن، ولكن لا مشكلة في لقائهم عندما نلمس الجدية منهم”.
وتابع رئيس الوفد الوطني قائلا “قاطعنا اللقاءات مع المبعوث الأممي لأنه استخدم اللقاءات لكي يرفع إحاطته فقط لمجلس الأمن لا لأجل شعبنا.
وبخصوص معركة مارب أفاد عبدالسلام بأنها مشتعلة منذ بداية الحرب وهي إحدى أهم القواعد العسكرية للاحتلال، مضيفا أن المعارك في محيط مارب لها أكثر من عام وهذا بشهادة محافظ مارب المعين من قبل الطرف الآخر.
ولفت إلى أن الطرف الآخر رفض النقاط التسع التي طرحناها بشأن مارب وسلمناها لكل الجهات المعنية لديهم.
وقال “إذا استجابوا للنقاط التسع التي طرحناها والتي تجنب مارب واليمن العديد من المشاكل فنحن لا مشكلة لدينا”، وتابع: نحن في موقف المدافع، وعندما ضاق الخناق على قيادة التحالف والمرتزقة ارتفع الصوت الدولي.
وأكد أنه لم نسمع الصوت الدولي تجاه المعاناة التي يعانيها كل اليمن.
وفي جوابه على سؤال المذيع عن الأخطاء التي يزعمها الطرف الآخر متهما أنصار الله، قال رئيس الوفد الوطني: لسنا معصومين عن الخطأ، لكن عندما يأتي الطرف الآخر للحديث عن هذه الأخطاء عليه أن يتحدث عن المشكلة الكبيرة التي يعانيها الشعب اليمني من استمرار الحرب والحصار.
وأكد أن المزاج العام في اليمن ولدى الشعب اليمني رافض للعدوان والحصار والاعتداء الخارجي على اليمن.
وبين أن السعودية تشتري طائرات تركية منذ بداية العدوان ولا جديد في الأمر، وتشتري الأسلحة من دول العالم ولم تتمكن من تحقيق أي تقدم.
وأشار إلى أنه مهما كانت أسلحة السعودية فلا جديد، الطائرات التركية والصينية والأمريكية وغريها تسقطها الدفاعات الجوية اليمنية.
وتابع قائلا “إطلاقنا للصواريخ البالستية والطائرات هو موقف دفاعي، في الشهر الأخير شن طيران العدوان أكثر من 1000 غارة 90% منها على مارب”.
وشدد أنه طالما استمر العدوان والحصار فنحن مستمرون في الرد بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، ولن نتوقف إلا بوقف الحرب ورفع الحصار.
ولفت إلى أن الغارات الجوية والصواريخ البالستية قرار استراتيجي وليست عملا عسكريا ميدانيا، ونحن جاهزون لوقف الصواريخ والطائرات المسيرة مقابل وقف الغارات.
وقال: “الرئيس المشاط أعلن مبادرته سابقا بوقف العمليات الاستراتيجية بالطيران المسير والصواريخ البالستية مقابل وقف الغارات والطرف الآخر لم يقبل هذه المبادرة”.
وأضاف “نحن على تواصل مع مختلف دول العالم، ونتواصل مع الدول المشاركة في العدوان بما فيها السعودية بهدف وقف الحرب ورفع الحصار”، مشيرا إلى أنه لا تقدم في النقاش والتواصل حتى الآن على مستوى الخطط بل في إطار دعم الجهود الأممية.
وأكد عبدالسلام أن أي عملية يقوم بها الجيش واللجان الشعبية يتم الإعلان عنها، وأي عملية لا يتم الإعلان عنها فلا نتحمل مسؤوليتها.
ولفت إلى أن حكومة الطرف الآخر لم تستطع إنقاذ الوضع الإنساني في مناطقها.
وحول حادثة اللاجئين الأجانب، قال عبدالسلام إنه تم إبلاغ الدول المعنية بالحادثة في صنعاء بما حصل هناك، مشيرا إلى أن المشكلة بدأت بشجار بين اللاجئين أنفسهم ثم تدخلت القوات الأمنية لفض الاشتباك ثم حصل حادث عرضي أدى لاشتعال النيران.
وأوضح أن ما حصل بحق اللاجئين الأجانب في صنعاء حادث عرضي وليس مسيسا ولا مصلحة لنا بالقيام بهذا الأمر، مؤكدا أن التحقيق في الحادثة لا زال جاريا وبالتنسيق مع المنظمات والسطات المعنية في صنعاء تقوم بالمطلوب منها في هذا الملف.
وأضاف أنه لا حاجة لنا باستخدام القوة المفرطة تجاه اللاجئين فالشجار بدأ بين جالية وجالية أخرى ونطالب بفتح المطار لعودة أي مهاجر غير شرعي إلى بلده.
وبين أن ما حصل لا خلفيات أو داع للغموض فيه، فهو حادث عرضي صريح وقد حضرت 5 جاليات رسمية وأصدرت بيانات حول الموضوع.
وفيما يخص احتجاز المشتقات النفطية، أكد محمد عبدالسلام أن هناك14 ناقلة نفطية ممنوعة من الدخول إلى الحديدة بأمر تحالف العدوان، والحديث عن تحميلنا مسؤولية عدم دخول المشتقات النفطية غير صحيح.
وقال إن سبب الأزمة النفطية في صنعاء هو استمرار الحصار من قوى العدوان، والسفن المحتجزة حاصلة على التصاريح الأممية، مضيفا أنه لم تدخل أي سفينة إلى ميناء الحديدة في الأيام الماضية، ونحن مستعدون لدخول وسائل الإعلام إلى الميناء وإثبات ذلك.
وتابع: “البنزين قد يتوفر في السوق السوداء نتيجة التهريب وهذا الأمر يحصل في كل دول العالم ونحن لسنا راضين عنه”.
ولفت إلى أنه غير صحيح أن حكومة صنعاء تفرض رسوما جمركية إضافية على البضائع.
وبشأن منع التعامل بالعملة الجديدة، أوضح عبدالسلام أنه من حقنا أن نمنع العملة التي يطبعها الطرف الآخر وذلك لمواجهة ارتفاع سعر صرف الدولار، وهناك فرق بين سعر الصرف في مناطقنا والمناطق المحتلة.
وأكد أن ما حصل في مناطق الجنوب هو نتيجة العدوان والاحتلال، ودعوات الانفصال جاءت بسبب الاحتلال.
كما أكد رئيس الوفد الوطني بالقول: “نحن مع الوحدة اليمنية ونحن رفضنا مشروع الأقاليم وندعو أن تكون اليمن دولة موحدة التراب والسيادة ونرفض الشرذمة”.
وعبّر عن أمله في أن تنعم اليمن بالأمن والاستقرار وأن يرفع الحصار عن كل اليمنيين، والحرب التي فرضت علينا جاءت بمطامع السعودية والإمارات ومن يقف خلفهما.