في عملية الوعد الصادق :صنعاء حاضرة أيضاً: قادرون على جبهتين… وأكثر ..واشنطن تستغل التوتر بين إيران وإسرائيل، لسحب بوارج عسكرية من البحر الأحمر
لم تثن المعركة البحرية الدائرة بينها وبين القوات البحرية الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن، قوات صنعاء عن المشاركة المباشرة في الرد الإيراني على إسرائيل، باستخدام مُسيّرات وصواريخ مجنّحة استهدفت بالخصوص مدينة إيلات على البحر الأحمر التي بات سكانها ليلتهم في الملاجئ. وذكر مصدر عسكري مطّلع، في حديث إلى «الأخبار»، أن القوات اليمنية الجوية شنّت هجوماً واسع النطاق على أهداف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من دون أن يُحدّد نطاق الهجوم الجغرافي، فيما لمّحت مصادر أخرى مقرّبة من حركة «أنصار الله» إلى دخول صواريخ باليستية مجنّحة جديدة، المعركة مع الكيان. واعترف الإعلام العبري، من جهته، بانطلاق عملية جوية من اليمن ضد إسرائيل. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن القوات الإسرائيلية رصدت مُسيّرات أُطلقت من الأراضي اليمنية نحو إيلات، وطلبت من سكّان المدينة التزام الأماكن الآمنة. وجاء هذا في وقت أكّد فيه المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، تأييد صنعاء الهجوم الإيراني. وقال في منشور على منصة «إكس»، إن «ما قامت به إيران ضد كيان العدو الصهيوني عمل مشروع رداً على ارتكابه جريمة القنصلية في دمشق، وإن كيان العدو لن يستطيع أن يفلت بجرائمه من دون عقاب».على خط مواز، تحدّثت مصادر ملاحية مطّلعة إلى «الأخبار»، عن استغلال واشنطن التوتر بين إيران وإسرائيل، لسحب عدد من البوارج العسكرية من البحر الأحمر، حيث سحبت المدمّرة «كارني» قبل أيام بشكل طارئ، وذلك في أعقاب تعرّضها لهجوم من قبل القوات اليمنية، الأسبوع الماضي، في خليج عدن. وعلى رغم تمديد بقاء حاملة الطائرات «آيزنهاور» فترة إضافية، إلا أن تقارير أميركية أكّدت أن واشنطن ستقوم بسحبها. وقال قائد الأسطول البحري الأميركي، الأدميرال داريل كودل، إن حاملة الطائرات «هاري ترومان» ستبحر نحو البحر الأحمر بعد مشاركتها في أسبوع الأسطول الأميركي الذي سيقام في ميامي، مطلع الشهر المقبل، وستحل محل «آيزنهاور»، في إطار تخفيف الضغط عن طاقم الأخيرة الذي يقول المسؤولون الأميركيون إنه «يعمل في ظروف صعبة وخطرة ومن دون استراحة أو إجازات. كما أن النشر المتتالي لمجموعة حاملة الطائرات من دون فترة صيانة يجعلها تستغرق فترة صيانة وتكلفة أكبر عقب النشر الثاني. ففي آخر مرة، استغرقت صيانة آيزنهاور 14 شهراً بسبب نشرها مرتين متتاليتين».
واشنطن تستغل التوتر بين إيران وإسرائيل، لسحب بوارج عسكرية من البحر الأحمر
وفي السياق نفسه، أعلنت البحرية الفرنسية سحب الفرقاطة «الألزاس» التي كانت تشارك ضمن مهمة «أسبيدس» الأوروبية من البحر الأحمر، بعد أيام من إعلان الدنمارك سحب الفرقاطة «إيفر هويتفيلدت» بسبب تعرضها لهجوم يمني. وقال قائد الفرقاطة الفرنسية، الكابتن جيروم هنري، لصحيفة «لوفيغارو»، «إننا لم نكن نتوقع هذا المستوى من التهديد. كان هناك عنف غير مقيّد وكان مفاجئاً وهاماً للغاية. ولا يتردّد الحوثيون في استخدام الطائرات من دون طيار التي تحلّق على مستوى الماء». واعترف بأن قوات صنعاء البحرية تتقن الهجوم؛ «فكلما أطلقوا النار أكثر فأكثر، أصبحوا أكثر دقة»، لافتاً إلى أن «الفرنسيين استخدموا صواريخ أستر التي تبلغ تكلفة الواحد منها مليوني دولار، على أهداف لم نكن نتخيّلها في البداية». وكان تم نشر هذه الفرقاطة الفرنسية المتعدّدة المهام في البحر الأحمر وخليج عدن في كانون الأول الفائت، لتنضم في ما بعد إلى المهمة الأوروبية.
وفي موازاة ذلك، نفّذت قوات صنعاء البحرية، هجوماً بحرياً طاول عدداً من البوارج والمدمّرات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن. ورداً على الهجوم، شنّ الطيران الأميركي والبريطاني، فجر أمس، غارات جديدة على اليمن، استهدفت مناطق ساحلية في محافظة الحديدة الساحلية ومحافظة صعدة. وكان أكّد أكثر من بيان صادر عن القيادة المركزية الأميركية عن مستجدات البحر الأحمر، تعرّض بوارجها ومدمّراتها لعمليات هجومية متواصلة خلال أيام عيد الفطر، مشيرة إلى وقوع اشتباكات بحرية، وزاعمة أنها أسقطت نحو 12 طائرة مُسيّرة أطلقتها قوات صنعاء البحرية منذ أواخر الأسبوع الماضي.
إلى ذلك كشفت «أنصار الله»، أمس، موقفها من ترتيبات أميركية في مدينة المخا، عند الساحل الغربي لليمن. وأكّد نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، أن صنعاء ستمنع أي محاولات لاستخدام مطار المخا من قبل جهات وصفها بـ«المعادية». وقال العزي، في منشور على «إكس»، إنه «لا يمكن السماح باستعمال أميركا وإسرائيل لمطار المخا»، معتبراً «أمن الشعب اليمني خطاً أحمر، كما توعّد بعدم السماح للصهاينة بتحويل اليمن إلى مسرح للعبث». وسبق للفصائل الموالية للإمارات، والتي يقودها طارق صالح، أن أعلنت أخيراً فتح مطار المخا، بالتزامن مع كشف وسائل إعلام عبرية عن ترتيبات لتفجير الوضع في اليمن من الداخل.
رشيد الحداد