في ضل الاحتلال للجنوب..أمام التحدي الإماراتي.. السعودية في الموقف الأضعف
عابد حمزة
يبدو واضحاً أن الأمور في الجنوب المحتل تسير لصالح الإمارات بعد أن نجحت في تقديم نفسها لأمريكا كشريك يمكن الاعتماد عليه في قيادة معركة الساحل الغربي وتمرير المشروع الأمريكي الهادف إلى احتلال اليمن كل اليمن بينما ظهرت السعودية في الموقف الأضعف أمام تمدد الإمارات في الجنوب وبسط نفوذها على مضيق باب المندب وسيطرتها على الموانئ والمطارات والجزر ومصادر الثروة وفوق هذا تعمدها بشكل استفزازي إلى تقليص نفوذ السعودية واستهداف الموالين لها بالتصفية الجسدية أو الخطف والاعتقال والتعذيب في سجون سرية يشرف عليها كبار الضباط الإماراتيين.
ما يهمنا هنا هو معرفة سبب صمت السعودية وعجزها أمام الاستفزاز الإماراتي وكيف ظهرت الإمارات لأول مرة في تاريخها منافساً قوياً للسعودية تسعى إلى تحجيمها وتقليص نفوذها وفوق هذا جعلها عميلة من الدرجة الثانية لأمريكا بعد أن كانت الإمارات إلى ما قبل العدوان على اليمن مجرد إقطاعية سعودية يجدد أمراء آلـ زايد البيعة والولاء لآلـ سعود مع بداية كل عام.
باعتقادنا هناك سببان رئسيان جعل الإمارات تظهر التحدي وتخلع عباءة التبعية للسعودية في الجنوب المحتل الأول فشل السعودية الذريع في العدوان على اليمن وعجزها عن تحقيق أي تقدم في الجبهات الموكل إليها أمريكياً الإشراف عليها كجبهة صرواح ونهم والجوف وميدي بالإضافة إلى فضيحتها المدوية أمام العالم وهي تقف عاجزة عن صد هجمات المقاتلين اليمنيين في جبهات ما وراء الحدود وظهور جيشها الذي وصفه الأمريكيون مؤخراً بنمر من ورق هزيلاً ضعيفاً لا يقوى على المواجهة والصمود ويحتاج في المواجهة مع أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى دروع بشرية من المرتزقة والمحششين وقطاع الطرق أما السبب الثاني وهو الأهم فيتمثل في الصراع المحتدم اليوم بين أمراء آلـ سعود على السلطة وسعي بن سلمان للاستحواذ على كل شيء دون غيره من أمراء آلـ سعود ولأنه أمير متهور وطائش وخبرته السياسية شبه معدومة فقد استغل ثعلب الإمارات الأمير محمد بن زايد سفه هذا الأمير وغباءه وعشقه ألّا محدود للسلطة بالتقرب منه وايهامه بأنه يستطيع دون غيره بما يمتلكه من علاقة قوية مع الصهاينة وحلفائهم الغربيين أن يقدمه للأمريكيين كعميل يمكن الاعتماد عليه في تمرير مشاريعهم والمحافظة على مصالحهم في المنطقة وفعلاً نجح العبد الإماراتي في سلب بن سلمان تفكيره وتسويقه لدى الأمريكيين والصهاينة كعميل يمكن الوثوق به والاعتماد عليه أكثر بكثير من الاعتماد على العميل الأول ولي العهد محمد بن نايف لا سيما بعد ضخ المراهق الأمير مؤخراً للخزانة الأمريكية بنصف ترليون دولار وتعهده لإدارة ترامب بالاستمرار بفاعلية في العدوان على اليمن مهما كلفه ذلك من ثمن ومثلما نجح الثعلب الإماراتي في جعل الأمريكان والصهاينة يرجحون كفة بن سلمان في سباقه المحموم على السلطة نجح أيضا في التسلق من على ظهر البغل السعودي إلى هرم السلطة السعودية وبالتالي إخضاع قراراتها بما يتلاءم مع مصالحه وطموحاته الهادفة أولاً إلى النكاية بالسعودية وإضعافها وإفقارها وإغراقها في مشاكل داخلية وخارجية تخوله القدرة على التخلص من وصايتها التي أثقلت كاهله وكاهل أبيه من قبله وإخوته وجعلتهم على مدى عقود من الزمن عبيداً لآلـ سعود وثانياً تمكنه من الصعود إلى المرتبة الأولى بدون منافسة السعودية في العمالة لأمريكا وإسرائيل تماماً كما هو عليه اليوم في الجنوب المحتل