في صورة أخرى للتصدع المبكر والمتواصل لتحالف العدوان: أسطورة مرتزقة “بلاك ووتر” الأمريكية تتبخر في اليمن
خلال السنوات الخمس من العدوان على اليمن تكشفت الكثير من الحقائق حول زيف وتضليل قوى الشر والطغيان للعالم ومحاولاتها تبرير عدوانها الغاشم على الشعب اليمني.
المرتزقة الدوليون كان بمثابة ورقة هامة راهنت عليها دول تحالف العدوان لإلحاق الهزيمة باليمنيين منذ الأيام الأولى لعدوانهم، لكن ما حصل أن أشهر شركات الارتزاق الدولي انكسرت في اليمن وتبخرت أمام عزيمة أولي البأس الشديد من مجاهدي الجيش واللجان ومن ابرز تلك الكيانات المشبوهة سيئة شركة بلاك ووتر الأمريكية التي قررت في العام الثاني من العدوان وبالتحديد في أوائل العام 2016م بعد ان تعرضت لخسائر فادحة في أرواح مرتزقتها متعددي الجنسيات بينهم قيادات شهيرة من أمريكا واستراليا وتشيلي وأوكرانيا وفنزويلا وغيرها وبذلك تمكن أبطال اليمن من إسقاط أسطورة «بلاك ووتر» وهي الشركة الأمنية الأكبر في العالم ومرغوا أنوف قياداتها في التراب.
مرتزقة هذه الشركة الأمريكية قرروا الانسحاب بعد ان اتهموا دول تحالف العدوان وخاصة السلطات الإماراتية الغازية بالتدليس عليهم وإيهامهم بأن من سيواجهونهم في الميدان ليسوا سوى أطفال يمنيين معزولي السلاح وتفاجأوا بوحدات ومقاتلين على درجة كبيرة من المهارة والاحترافية في القتال .
الوضع في اليمن مختلف
مرتزقة هذه الشركة أكدوا أن الوضع في اليمن مختلف وليس مثل الدول الأخرى التي استخدمتهم فيها الإدارة الأمريكية وعاثوا فيها الفساد وسفكوا دماء الكثير من الأبرياء.
واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية هذه الشركة في العراق إبان غزوها له لتتخلص من الحرج الذي كانت تلاقيه الإدارة الأمريكية بسبب الخسائر في صفوف الجيش الأمريكي، كما استخدمتها في عدة دول منها وأفغانستان وسوريا وأكررانيا وشوهد مقاتلو بلاك ووتر يقاتلون بجوار الجماعات التكفيرية من “داعش” في العراق وسوريا واليمن قبل أن يولَّوا هاربين .
وعرفت بلاك ووتر بأنها المنظمة الأخطر والأكثر سرية بارتكاب أفظع الجرائم والمجازر في العراق وأفغانستان ولم يقدم عناصرها للمحاكمة لمنحهم حصانة من الملاحقة القضائية.
يذكر أن هذه الشركة المنهزمة في اليمن تمتلك 2300 جندي من مختلف جنسيات العالم وتمتلك ما يقارب 2100 جندي من القوات الأمريكية الخاصة ونحو20 طائرة بما فيها طائرات الهليكوبتر وعشرات المدرعات وتقوم على مساحة من الأرض مساحتها الرئيسية فقط 7000 هكتار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية، لكن كل تلك الإمكانيات تلاشت على ارض اليمن.
الإمارات وبلاك ووتر
ارتبط “مؤسس شركة بلاك ووتر”ايرك برانس” بعلاقات شخصية مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبو ظبي وانتقل للعيش في الإمارات في مارس 2010م، هارباً من الملاحقة القانونية التي تعرضت لها شركته في الولايات المتحدة ، وأسس قوة سرية من المرتزقة، برأس مال قدره 21 مليون دولار في الإمارات.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها المنشور في 14 مايو 2011م فإن محمد بن زايد تعاقد مع مؤسس شركة بلاك ووتر الأمريكية إيريك برنس مقابل 529 مليون دولار لتشكيل قوة سرية من المرتزقة مؤلفة من 800 عنصر أجنبي لمساعدة الإمارات على التصدي لأي تهديد داخلي أو خارجي.
وبحسب الصحيفة فإن هدف تشكيل هذه القوة هو القيام بمهام عملياتية خاصة داخل الإمارات وخارجها وحماية أنابيب النفط وناطحات السحاب من أي هجمات إرهابية إضافة إلى إخماد أي ثورة داخلية.. ولاحقا كان من ابرز المهام مساندة القوات الإماراتية في غزوها لليمن واعترفت الإمارات بعد التزام الصمت لأشهر عدة بوجود ما اسمته حينها بجيش مصغر من العسكريين الأجانب تدير كتائبه شركات عدة أجنبية وخاصة.
وبعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الإماراتية خلال عدوانها على اليمن، وبعد مقتل وإصابة المئات من العسكريين الإماراتيين بينهم “أُمراء” في ضربة توشكا صافر بمأرب في 4 سبتمبر 2015م وما بعد تلك الضربة الصاروخية المسددة للقوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني، قررت أبوظبي الاستعانة بمرتزقة بلاك ووتر للقتال بدلاً عن جيشها في اليمن وعقدت الإمارات والشركة صفقة تمثلت بتوريد مئات المرتزقة من عصابات أمريكا الجنوبية مقابل مبالغ خيالية، وبحسب موقع “ديلي ماسنجر” فإن المقاتل الواحد من بلاك ووتر يتقاضى ألفَ دولار أسبوعياً كراتب معتمد مقابل القتال في اليمن.
واشترطت بعض دول العدوان أن تكون مشاركة بلاك ووتر سرية لكي لا تثیر استیاء الشعب الیمني والشعوب العربیة نظراً للسمعة السیئة للشرکة وجرائمها في العراق وأفغانستان.
وتم اختيار800 من المرتزقة الكولومبيين الذين أرسلوا لليمن من بين 1.800 جندي من أمريكا اللاتينية تلقوا تدريبا في قاعدة عسكرية في صحراء الإمارات، وقبل سفرهم إلى اليمن تم منح كل واحد منهم رقما ورتبة عسكرية في الجيش الإماراتي، وهو ما أكدته جريدة “التايمز” البريطانية حينها.
ورغم تكتم دول العدوان الشديد على مشاركة هذه الشركة في العدوان على اليمن إلا أن الخسائر البشرية الكبيرة لهذه الشركة أجبرت وسائل الإعلام العالمية للحديث عن سبب تواجد هذه الشركة في اليمن.. وهو ما جعل الشركة الإجرامية الأكبر في العالم تقرر الهروب من المستنقع اليمني في وقت مبكر ضاربة بكل الاتفاقيات المبرمة مع دول العدوان عرض الحائط.
لقد تمرغ أنف “بلاك ووتر” الأمريكية بالتراب اليمني، وحقق المقاتل اليمنية ما لم يستطع أحد قبله أن يفعله من قبل وأسقط أسطورة بلاك ووتر الأمريكية” وكبدها مئات القتلى والجرحى، وهو ما اضطرها إلى إعلان الانسحاب من اليمن وكان ذلك بمثابة التصدع الأول لتحالف العدوان الذي شهد منذ انسحاب مرتزقته الدوليين ولا يزال المزيد من التصدعات والهزائم والانهيارات المتواصلة.
الثورة /إبراهيم الاشموري