في سورية.. “إسرائيل” تضيع أشياءها
ها هي تل أبيب الآن تسلم بأن خبزها الذي كانت تعجنه على “تنور” فصائل المعارضة المسلحة، لم يعد صالحا للاستهلاك السياسي في الشرق الأوسط، هذا التسليم جاء على لسان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي أقر علنا، بأن أحلام تل أبيب بتغيير وجه الدولة في سورية قد وصل إلى حائط مسدود.
إذن، دمشق لن تكون على المقاس الإسرائيلي، والخارطة السياسية في سورية لن تساهم أقلام الرصاص ولا تلك التي تستخدم الحبر العبري في رسمها، لا من قريب ولا من بعيد، وكل ذلك الذي تحتويه سورية، من رفض لاعتماد “إسرائيل” كدولة تاريخية ضمن النطاق الجغرافي الذي نعيش فيه سيبقى على حاله وكان الحرب الضارية التي شنت على سورية، لم تمر من هنا.
الجميع بات مقتنعا، حتى أولئك الذين يقفون على الطرف الآخر وبتطرف، أن دمشق لو أنها وقعت على “بياض” لصالح “إسرائيل”، فإن الحرب على سورية ستنتهي عند ساعات الفجر المقبلة بعد التوقيع، ولتم إعلان الدولة السورية على أنها صديقة الغرب كله ولطويت كل الخلافات القائمة بين دمشق والغرب المتطرف تجاهها، هذا في حال أن دمشق نزلت إلى وادي عربة أو إلى غور الأردن أو خليج العقبة، وقامت هناك بطقوس التنازل مقابل الحصول على صكوك الغفران الإسرائيلية التي سبق ولدول أخرى أن حصلت عليها، تعمل الآن على العبث بخواصر سورية لأجل هذه الغاية.
في «إسرائيل» اليوم ليس هناك من يثق بالقدرة على الوقوف أما محور دمشق، كل ما يأتي من تلك الجهة رياح شديدة توجب الانحناء السريع، وربما الطويل، وهشاشة العظام التي أصابت تل أبيب وتحالفها أدت لعدم القدرة على متابعة الطريق سريعا أو ببطء تجاه الأهداف التي وضعت قبل بدء الحرب على سورية.
قطعا فإن تل أبيب أضاعت أدواتها وأشياءها تحت جنح الظلام، في سورية، لم يعد لديها بسبب طقس المواجهة العاتي تلك الأدوات التي كانت تدلها الطريق إلى دمشق، حيث كانت تنوي التربع لو أن نصف مشروعها قد نجح في الحرب على سورية، حتى العصي الحديدية التي كانت تمسكها تل أبيب وتلوح بها، انكسرت واتضح أنها خشب مطلي بطينة الحديد، وقعت “إسرائيل” واشترت من السعودية ودول خليجية أخرى، بضاعة مزورة في سورية، والآن انتهت الصلاحية، وانتهى الحلم.