في زمن المقاومة لا مكان للخائبين
الحقيقة/أمير قانصوه
ربما قد تجد لبنانيين استقبلوا الاحتلال الاسرائيلي في غزواته للبنان العام 1982 وما قبله بـ”الأرزّ”..
ربما قد تجد ذلك حين كان العدو الصهيوني يجتاح لبنان بفرقة موسيقية.. ولا يجد في طيات القرى من يقاومه برصاصة أو مولوتوف أو بالحد الأدنى بحجر..
بالتأكيد فإن أولئك الذين استقبلوا العدو بالأرز والرياحين هم أغلبهم من حمل السلاح مقاتلاً في ميليشيات العدو العميلة من أيام سعد حداد وامتداداً الى أيام أنطوان لحد.. أولئك العملاء الذين لفظتهم الأرض قبل أن يطردهم أهل الأرض الحقيقيون.
نعم.. لقد كنا أشتاتاً “يساراً” تأخذنا موجة، و”يميناً” تردنا الرياح، لذلك كان العدو يأتي “كزدورة” الى بلادنا.. حتى وصل به الحال الى تنصيب رئيس البلاد وعقد الاتفاقيات المذلة.
ولما توحدنا ورفع بيرق مقاومتنا الامام الحبيب موسى الصدر.. صارت أرضنا منيعة على الغازي.. والمحتل.. صار المخرز يخاف أعيننا.. صار العاتي جباناً .. وصرنا نحن الفقراء الضعاف.. السيف الذي يقض مضاجع الأعداء.
نعم كنا أشتاتاً.. فبعث الله في روحنا.. روح الله، ذلك الخميني الذي نزع منّا الضعف وبث في قلوبنا الشدة، حتى صرنا “أولي بأس شديد”.. نرمي عدونا بالزيت المغلي ويفجر شبابنا أجسادهم في مواكبه.. ونبقيه وهو في أشدّ قوته، ذليلاً “على اجر ونص”.
نعم.. ربما رش أولئك الخائبون الأرز على رؤوس جنود العدو الغزاة.. لكن أرضنا لفظتهم إما مقتولين بلا رحمة أو مدحورين مذلولين مهزومين.. كما سيدهم الاسرائيلي.
صرنا أقوياء.. لذلك لن نعود الى زمن يجد فيه العدو في بلادنا من يستقبله بغير النار ولهيب المدافع.. والاجساد المتفجرة..
لسنا في زمن فيه مكان للضعف أو للخائبين.. نعم نحن في زمن المقاومة.